تعز والإنفلات الأمني

عبدالفتاح علي البنوس

 

تعز الحالمة بالأمن والاستقرار، عاصمة اليمن الثقافية، غارقة في الفوضى والانفلات الأمني، في ظل سيطرة المليشيات والعصابات الإجرامية عليها، التي تمارس الإجرام والتوحش والبلطجة والسلب والنهب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة على مرأى ومسمع سلطة ما يسمى بالشرعية المزعومة التي تلزم الصمت والفرجة حيال ما يحصل في هذه المحافظة المنكوبة في مناطق سيطرة المرتزقة، التي باتت تحلم بالأمن والأمان بعد أن تركت السلطات الأمنية فيها الحبل على الغارب، وجعلت من المواطنين فريسة سهلة لعصابات الموت والإجرام المنتشرة في أغلب أحياء تعز، التي تسرح وتمرح بمعزل عن أي مساءلة أو عقاب، في واحدة من أقذع صور الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظات اليمنية المحتلة .
مليشيات الإجرام الإخوانجية في مناطق سيطرتها بتعز، تتحرك بكل أريحية وتمارس أعمال القتل والنهب والسلب بلا رقيب أو حسيب، وجريمة اغتيال مدير عام صندوق النظافة والتحسين افتهان المشهري في أحد شوارع تعز أثناء توجهها لأداء عملها بتلكم الوحشية، خير شاهد على الحالة المزرية التي وصلت إليها الحالمة تعز تحت حكم هذه المليشيات التي أثبتت فشلها وعجزها في توفير الأمن والأمان لسكان المناطق الخاضعة لسيطرتهم، بدليل ارتكاب القتلة لتلكم الجريمة في ساعات الصباح الباكر وفرارهم بكل هدوء وكأن الجريمة مرتب لها أو متفق عليها !!
جريمة اغتيال المشهري، فجرت براكين الغضب والإدانة والاستنكار في أوساط أحرار الحالمة، الذين خرجوا للشوارع للتنديد بالجريمة والمطالبة بإلقاء القبض على القتلة ومحاكمتهم محاكمة مستعجلة وتطبيق شرع الله في حقهم، والضغط في اتجاه إحداث تغييرات جذرية داخل المحافظة تشمل المحافظ المعين من قبل المرتزقة والقيادات الأمنية التي أثبتت أنها غير مؤهلة لتوفير الأمن والأمان للمواطنين الذين باتوا عرضة للقتل والإهانة والتعسف من قبل المليشيات والعصابات الإجرامية المسلحة التي تعيث في مناطق سيطرة المرتزقة بتعز الفساد .
مشهدية اغتيال افتهان المشهري وحوادث القتل السابقة واللاحقة، وأعمال السلب والنهب لمحلات وممتلكات المواطنين تحت تهديد السلاح، وإطلاق النار على المنازل والمنشآت العامة والخاصة، والتدخل السافر لهذه العصابات في عمل المكاتب الحكومية، وترويع المواطنين الآمنين في داخل منازلهم وفي الشوارع والأحياء، معطيات تبعث في النفس حالة من الحسرة والأسى، والألم والحزن، لم يعد هنالك ما يضمن للأهالي سلامتهم وذويهم، وكأنهم يعيشون في غابة مليئة بالوحوش المفترسة، التي من المتوقع أن تفترسهم وتفتك بهم في أي لحظة، حسب توجيهات المخرج .
بالمختصر المفيد، ما شاهدناه ونشاهده في تعز يدمي القلوب ويبكي الأعين، مراهقون لصوص وقتلة وقطاع طرق على أطقم حكومية، يمارسون البلطجة والإجرام بكل جرأة ووقاحة، فعن أي دولة وشرعية يتحدث أبواق العمالة والخيانة والارتزاق؟!! ألا يخجلون على أنفسهم وهم ينظرون ليلا ونهارا للدولة والنظام والقانون والشرعية وفي الأخير يتضح أن شرعيتهم المزعومة أوهن من بيت العنكبوت، وأنها عاجزة عن حماية من يعملون تحت إدارتها من عصابات القتل والإجرام والبلطجة والسلب والنهب؟ وهي فرصة أن تتكاتف الجهود من أجل تغيير هذا الواقع المخزي والمهين جدا، من خلال إسقاط سلطة المرتزقة والعودة إلى حضن الوطن والتخلي عن السير خلف أدوات العمالة والخيانة والارتزاق، ليعود لتعز الحالمة أمنها واستقرارها، وتستعيد دورها الريادي ومكانتها الرفيعة على المستوى الوطني .

قد يعجبك ايضا