إلى قادة الشرطة

* وصلنا آخر العام الذي معه يترك قادة الأمن أعمالهم موكلين المهام إلى نوابهم ليتفرغوا هم لحضور المؤتمر السنوي لقادة الشرطة في العاصمة صنعاء , أفكار جديدة ينتظرها المجتمع من قادة الشرطة , أفكار يكون فيها الخلاص من حالة اللا أمن , ويكون فيها حلول للمشكلة الأمنية التي طال أمدها.
عليهم أن يقطعوا حبل الاستسلام واليأس الذي سيطر غمامه على مستوى الأداء الشرطي والأمني , فهم إن لم يتسلحوا بثقتهم في قدراتهم لإيجاد الحلول فلا خير في بقائهم في مناصبهم وعليهم تسليمها لمن هو أجدر وأكفأ , ولا شك أن الشجاعة والإقدام مكملان للخطة الأمنية السليمة وبدونهما لا يمكن تحقيق انتصار.
عليهم أن يكونوا جادين في سطر الطموح وفي تنفيذ الممكن بجدية , فقد مرت السنة ولم تجد قرارات وتوصيات مؤتمر العام المنصرم طريقها للتطبيق بل لم تجد طريقها لمحاولة التطبيق !!
حين أبحث عن سبب لما نحن فيه من اخفاق أجد عدم المحاسبة على التقصير في الأداء هو السبب الرئيس , أجد تعطيل اللوائح عمل مقصود ممن سعوا إلى ذلك لأن في تعطيلها حماية لفسادهم سواء كان فساد النهب أو فساد التهاون في أداء الواجبات, لسنا في عالم الفضيلة الذي بلغت التقوى فيه حد مراقبة الله في كل عمل نقوم به , ولهذا فإن على عاتق الأخوة قادة الشرطة وفيهم من الرجال الكثير أن يغيروا النهج الذي اعتدنا عليه , لا تجعلوا هذا المؤتمر كسابقه , مجرد اجتماعات وبيان ختامي بقصد الختام والسلام , فقد وصلنا مرحلة الخطر الشديد وإما نكون ويكون معانا الوطن أو لا نكون ويضيع من بين أيدينا ونتحسر عليه يوم لا تنفعنا حسرة ولنا في غيرنا عبرة.
أتمنى أن يركز القادة في مؤتمرهم هذا على إعادة الضبط والربط وتفعيل اللوائح التي تعيد لمعسكرات الشرطة ووحداتها انضباطها وهيبتها ونظامها القيادي , وأن يضاف إليها تفعيل دور جهاز المفتش العام وتفعيل مبدأ الكفاءة والقدرة في المناصب القيادية , وتطبيق قانون التقاعد لمن بلغ أحد الأجلين الذي أقرته الحكومة الحالية لضمان تجديد النشاط وترك الفرصة للشباب ليقدموا جديدهم الذي ينتظره المجتمع ولأجل جودة مخرجات القيادة.
مضت ذكرى يوم الشرطة العربي الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام دون أية فعالية تذكر , مع أننا بأمس الحاجة لاستغلال كل مسمى وكل فعالية لعمل شيء مهما بلغت بساطته, شيء يجعلنا نتذكر من نحن وما هي واجباتنا , هل في بعض تلك الفعاليات ما يقود إلى (صحوة ضمير).
سنبقى رافعين أكفنا بالدعاء (ومعنا كل الخيرين من أبناء الوطن) لكم يا قادة الشرطة أن توفقوا في مؤتمركم هذا لاتخاذ القرارات التي فعلا تكون الحل وإن كان فيها من المعاناة التي لابد منها ليبقى الوطن.
* همسة أمنية:
تظل حوادث السير قاتلا يحصد من الأرواح ما تحصده الحروب, ولا محارب له.
التزامكم بقواعد المرور الآمن سعادة لكم ولمن ينتظر عودتكم.
دام اليمن ودمتم بإذن الله سالمين.

● قائد شرطة الدوريات الراجلة – سابقا.

alwajih@yahoo.com

قد يعجبك ايضا