جريمة على شارع 14 أكتوبر..!!


هذه الواقعة كانت غامضة وبالذات ما يتعلق بفاعليها الذين كانوا من الذكاء والدهاء بحيث قاموا بتنفيذها دون أن يتركوا وراءهم أي أثر وكانوا مجهولين تماماٍ ولكن رجال شرطة المنطقة الرابعة بمحافظة صنعاء الذين تولوا مهمة البحث والتحقيق في القضية وبالتعاون مع ممثلي إحدى الجهات تمكنوا من كشف ملابساتها وضبط بعض الجناة المجهولين فيها.. و.. وها هي الوقائع والتفاصيل من البداية.
العاشرة مساء كان الوقت من ذلك اليوم الأربعاء عندما وصل البلاغ إلى إدارة شرطة المنطقة الرابعة بمحافظة صنعاء وهو عن وجود أشخاص مسلحين في محطة الحثيلي يدعون أنهم يمثلون إحدى الجهات المعروفة ومكلفون من هذه الجهة للتحقيق في واقعة تقطع وسرقة لمبلغ 23 مليون ريال تابع لصاحب المحطة أثناء ما كان هذا المبلغ على سيارة تاكسي وبمعية أمين الصندوق التابع للمحطة الذي كان يستقلها وذاهباٍ لتوريده للبنك وذلك في اليوم السابق عندما كان ماراٍ بالسيارة وعليها المبلغ بشارع 14 أكتوبر بمنطقة حدة في طريقه للبنك وكان الأشخاص الجناة قد عملوا نقطة تفتيش بالشارع ومعهم شعارات ولاصقات منتحلين انتماءهم لتلك الجهة المعروفة والنقطة كانت مؤقتة لتنفيذ العملية ولغرض ما فقط حيث اختفت من الشارع كما اختفى الأشخاص عقب تنفيذ الواقعة.. وقد عملت تلك الجهة بالعملية وأن المتهمين المجهولين كانوا ينتحلون صفة انتسابهم إليها من خلال تعليق الشعارات واللاصقات تلك التي باسمها.. فأرسلت الجهة الأشخاص آنفي الذكر كممثلين لها للتحقيق وكشف الجناة المنتحلين وضبطهم.. أو هذا ما اتضح لدى فريق شرطة المنطقة الرابعة الذي انتقل إلى المحطة فور البلاغ وكان بقيادة المقدم الركن/ خالد الشمج مدير أمن المنطقة الذي استلم القضية وتولى مهمة المتابعة والتحقيق مع من معه من ساعتها بحكم الاختصاص وإلى جانبهم أولئك الأشخاص ممثلي الجهة كمتعاونين لأنهم يريدون معرفة الأشخاص المتهمين الذين تجرأوا على تشويه سمعة الجهة التي ينتسبون إليها من خلال ادعائهم الانتماء إليها وتنفيذ واقعة التقطع والسرقة أثنائها.
ولقد تحرك المقدم الركن خالد الشمج ومن معه في المتابعة وإجراء التحريات وجمع المعلومات على أكثر من اتجاه ومستوى وكانوا من النوع الذين لا يعرفون الكلل ولا الملل ويستشعرون المسئولية بجدية .. وقاموا كخطوة أولى بأخذ إفادات العاملين بالمحطة وبالأخص أمين الصندوق في المحطة وشخص آخر كان برفقته حين تعرضه للتقطع والسرقة وقد ورد في إجابة هذا أمين الصندوق عند سؤاله بما يفيد: أنه كان في اليوم السابق الثلاثاء يستقل هو ورفيق له سيارة تاكسي نوع هونداي النترا تابعة للأخير ومارين بالسيارة من شارع 14 أكتوبر بحدة وكان بحوزتهما على السيارة مبلغ 23 مليوناٍ وسبعمائة ألف ريال داخل حقيبتين ومتجهين بالمبلغ لإيداعه في البنك والمبلغ تابع لمؤسسة الحثيلي وأوقفهما بالسيارة أشخاص مسلحين بنقطة كانت مقامة بالشارع للتفتيش وأثناء ذلك قام الأشخاص بنهب حقيبتي النقود اللتين لديهما باسم أن السيارة مشتبهة ومبلغ عنها سلفاٍ واختفاء أولئك الأشخاص مع النقطة بعد ذلك بنفس اليوم بحيث لم يعد للنقطة ولا للأشخاص أثر.. و.. فكان بعد هذه الإفادة أن تضاعفت الجهود وتحمس المقدم الشمج مع فريقه وراحوا يشقون في الصخر طريقاٍ ويوسعون من مساحة تحرياتهم لجمع أكبر قدر من المعلومات وتقصي الآثار حتى توصلوا إلى معلومات تفيد عن شخصين من المشتبهين وهما شابان أحدهما يبلغ من العمر 20 عاماٍ والآخر 25 عاماٍ فقاموا بمتابعتهما إلى أن تمكنوا من القبض عليهما وإيصالهما واحداٍ بعد الآخر لمقر أمن المنطقة ومباشرة مع كل منهما فتح محضر جمع الاستدلالات والاستنطاق … ومن خلال هذين الشخصين المضبوطين اتضح أنهما ليسا سوى فردين من عدد ثمانية أشخاص يشكلون إجمال المتهمين المطلوبين المجهولين وأن جميعهم شكلوا ما يمكن تسميته بعصابة لتنفيذ العملية وبحسب طلب أحدهم وهو كبيرهم والذي كان الشخص والرأس صاحب الفكرة والتخطيط والترتيب لتنفيذ العملية من البداية إلى النهاية وهذا الشخص كانت له مصلحة أوله غرض يعود إليه من ذلك ولم يكن الإعداد والتنفيذ للجريمة مجرد السرقة لذات السرقة ولكن الهدف الحقيقي كان آخر وغير ذلك وقد تحقق له ما أراد من العملية.
وبحسب ما جاء في اعتراف الشاب الأصغر من المتهمين المضبوطين أنه قبل يومين من موعد تنفيذ العملية أتى إليه كبير المجموعة والذي كان يدعى (كبير) أيضاٍ وهو صاحبه وعلى معرفة به قوية وأخذه هذا إلى منزله الذي كان بأحد الأحياء وطرح عليه الفكرة طالباٍ منه أن يشترك معه مع أشخاص آخرين في تنفيذ العملية قائلاٍ له: إن كل شيء تم التخطيط والترتيب له بدقة ولم يبق إلا التنفيذ .. وذلك أنهم بحسب الخطة المعدة للعملية يقومون بعمل نقطة تفتيش في شارع 14 أكتوبر بحدة وهو الشارع الذي وقع عليه الاختبار والمناسب للتنفيذ وتكون النقطة مزودة بالشعارات واللاصقات التابعة لإحدى الجهات المعروفة بالساحة وعلى أنهم مع النقطة تابعين لهذه الجهة ويقومون خلال ذلك بتفتيش السيارات المارة من الشارع كأي نقطة تفتيش رسمية أو شبه أمنية طبيعية وذلك حتى مرور السيارة التابعة لمحطة الحثيلي والتي سيكون عليها مبلغ مالي كبير سيتم توريده من قبل أمين الصندوق بالمحطة للبنك ولن يكون للسيارة طريق عند خروجها من المحطة بالمبلغ واتجاهها للبنك غير الشارع المذكور وأن المعلومات بشأن تأكيد ذلك قد توفرت كما أن الأشخاص الذين سيشاركون في تنفيذ العملية سبق تعيينهم والاتفاق معهم إضافة إلى الاتفاق مع بعض الأشخاص المشاركين والعاملين بالمحطة والذين سيكون دورهم الموافاة بالمعلومات حول المبلغ المالي الذي سيتم توريده من المحطة وموعد خروج السيارة وعليها المبلغ واتجاهات خطها وسيرها أولاٍ بأول .. وكذلك تم الترتيب لتوفير الأسلحة والبنادق الآلية وغير ذلك مما يستلزم لتأمين وتنفيذ العملية ونجاحها ومن البداية حتى النهاية..ثم إنهم قبل تنفيذ العملية بيوم التقوا وتحركوا على سيارة نوع هايلوكس تابعة لوالد المدعو كبير بهدف تنفيذ العملية وكان تحركهم باتجاه منطقة الحثيلي وانتظروا هناك في مكان يحجب عن الالتفات إليهم وذلك ما يقارب ساعة من الزمن بينما كان أحد العاملين بالمحطة والذي كان من المشاركين معهم يقوم بالرصد والمتابعة لتحديد اللحظة التي سيتم فيها إخراج المبلغ المالي من المحطة لتوريده وإبلاغهم بشأنه في اللحظة ذاتها..لكن ظنهم خاب في هذا اليوم وجاء على غير ما كانوا قد رتبوا له وعازمين عليه لأنهم في المحطة قرروا عدم توريد المبلغ المالي باليوم نفسه وإنما يكون التوريد في اليوم التالي وأبلغهم شريكهم المصدر بذلك في ساعته قائلاٍ لهم: لا فائدة اليوم لن يوردوا والنقود ولكن يوم غد إن شاء الله وعليهم الاختفاء فوراٍ من المكان حتى الغد” فابتعدوا وتفرقوا عن بعضهم كل سار في حال سبيله.. ثم في اليوم الثاني والذي كان الثلاثاء التقوا كما اليوم السابق صباحاٍ وتناولوا بمنطقة الحيثلي طعام الفطور ثم تحركوا من هناك متجهين إلى جوار سوق الهندوانة وانتظروا هناك بعض الوقت حتى اتصل لهم كبيرهم الشريك وأخبرهم أن عليهم الاستعداد للتحرك لأن المبلغ المالي الذي سيتم توريده هو على وشك الخروج من المحطة على باص دباب مقفص فاستعدوا للانطلاق عقب الاتصال ولكن أتاهم اتصال آخر بنفس الأثناء من صاحبهم الكبير ليخبرهم أن لا يتحركوا من مكانهم وانطلقوا حيث هم حتى يأتي إليهم فتوقفوا ولم يتحركوا من المكان إلى أن وصل وقال لهم: إن الباص (الدباب) خرج من المحطة ولكنه كان محملاٍ ببضاعة وليس نقوداٍ والمطلوب هو المال النقدي وليس البضاعة.
ثم تحركوا حينها من هناك متجهين إلى شارع 45 بغرض إصلاح السيارة الهايلوكس بإحدى الورش في الشارع لأنها بدأت تقطع وخافوا أن تعطلهم في العملية التي هم بصددها.. وبينما هم كذلك وصلهم اتصال وقتها من أحد مخبريهم بالمحطة يبلغهم أن المبلغ النقدي سيتم توريده اليوم وأن السيارة الخارجة به هي تاكسي نوع النترا رقمها (…..) وعليها شخصين غير مسلحين وهما أمين الصندوق التابع للمحطة ورفيق آخر بمعيته, وأن المبلغ هو 23 مليون ريال ويزيد وسيكون مرور السيارة من شارع الخمسين فانطلقوا في اللحظة متحركين إلى أمام مطعم الشام بالمدينة حدة, واتصلوا بأحد الأشخاص من أصحابهم وطلبوا منه أن يحضر إليهم بسيارته سريعا لأنهم يريدون السيارة لاستخدامها في العملية بدلا عن السيارة الهايلوكس التي كانت تقطع وخافوا أن تتعطل عليهم وتعيقهم أو تفشلهم أثناء التنفيذ, فحضر الشخص بسيارته حسب طلبهم ولكنه تردد في إعطائها لهم حال وصوله قائلا: إنه يخاف القبض عليه وتوريطه بعد تنفيذ العملية واختفائهم بسبب السيارة وأوصافها التي سيستدل عليها بها وتكون معروفة ثم يتم الوصول إليه من خلالها فرد عليه كبيرهم يطمئنه بقوله: لا تخف كل شيء معمول حسابه سوف نقوم بتغيير شكل ولون وملامح سيارتك بالكامل بعد التنفيذ للعملية مباشرة بل وسنقوم حتى بترسيمها جمركيا ومنحها لوحة رقم جديد وخاص بها غير الموجود عليها حاليا,, فأطمأن الشخص وسلم لهم السيارة وكانت نوع تاكسي كرولا فتحركوا عليها وساروا حتى توسطوا شارع 14 أكتوبر بحدة وهناك أقاموا نقطة التفتيش المتفق بشأنها سلفا, بينما كانوا يتواصلون في الوقت نفسه هاتفيا مع أحد أصحابهم والذي كان شريكا لهم ويتابع السيارة (الهدف) منذ خروجها من المحطة ويوافيهم بتحركها وخط سيرها لحظة بلحظة حتى رأوها تصل وتقترب منهم بالنقطة وعرفوها من خلال أوصافها ولوحة رقمها التي وافاهم بها صاحبهم تليفونيا.. وقاموا بإيقافها حين وصلت إليهم بالنقطة كأنهم يفعلون ذلك عفويا وكانوا قد أوقفوا قبلها عدة سيارات وقاموا بتفتيشها بصورة اعتيادية ولم يبدر أي تصرف منهم يثير الريبة.. وأخذوا يمعنون النظر في السيارة بعد إيقافها على جانب, وطلبوا من سائقها أوراقها قائلين إن لديهم بلاغ أو تعميم مسبق بشأنها وأنها حسب رقمها وأوصافها مشتبهة ومطلوبة أمنياٍ, ثم أشاروا للسائق ولصاحبه الذي بجانبه أن يخرجا من السيارة وقاموا بتفتيشها وتبادلوا خلال ذلك نظرات سريعة فيما بينهم عند عثورهم على مبلغ النقود بداخلها وقالوا للسائق وصاحبه يسألونهما تبع من أنتما..¿ وهذه النقود من أين أخذتموها..¿ فرد السائق نحن نتبع شركة كذا, والفلوس خاصة بالشركة وسوف نوردها للبنك.. فقال كبيرهم لا تكذب أنتما تبع فلان ومحطة الحثيلي.. و..!¿ وقام أحدهم بتصويب سلاحه الآلي نحوهما وهو يقول لهما: لا تتحركا.. كل منكما يبقى في مكانه بعيدا عن السيارة..!!¿
ثم سارع البعض منهم في الحين ذاته إلى الطلوع فوق السيارة النتراء (حاملة النقود) وتحركوا بها مبتعدين ومختفين عن المكان بينما انتظر البعض الآخر حتى اختفت السيارة وغابت عن أنظارهم ثم سارعوا كذلك ولحقوا بهم على السيارة الكرولا وكذا على سيارة أخرى كانوا قد أحضروها على سبيل الاحتياط واختفوا من المكان متجهين إلى محل مطعم الشام ومن هناك لفوا من جوار محطة البترول باتجاه شارع مستشفى القدس, ثم إلى النهدين وإلى شارع 22 مايو وهناك توقفوا وأنزلوا حقائب النقود من السيارة وأوقفوا باصاٍ (دباب) وحملوا عليه الحقائب وأوصلوها إلى منزل كبيرهم بعد أن كلفوا أحدهم بأن يتخلص من السيارة النترا المنهوبة ويلحق بهم إلى منزل الكبير.. وفي منزل هذا الأخير قاموا بتقسيم النقود فيما بينهم وكان المبلغ 23 مليوناٍ وسبعمائة ألف ريال.. وقد أخذ الكبير النصيب الأكبر من المبلغ دونهم وغادر مباشرة الوطن هاربا إلى أحد الأقطار الشقيقة في حين استلم كل من الآخرين نصيبه وسار لحال سبيله كأنه لم يحدث شيء..!!¿ أو هكذا كانت كيفية الإعداد والتنفيذ للواقعة حسب ما أوردها الشاب ابن 20 عاما في اعترافه وأيدها الشاب (المتهم) المضبوط الآخر معه الذي جرى استنطاقه واعترف هو الآخر بذلك أيضاٍ.
وكان بعد هذا أن اهتم المقدم خالد الشمج وفريقه بمتابعة بقية الأشخاص المتهمين الهاربين وجدوا وراءهم بما يعني مواجهة التحدي وقبول المغامرة والمحاذير الخطرة وكانوا قد عرفوا عن طريق الشخصين المتهمين المضبوطين واعترافاتهما بأسماء وبيانات شركائهم الأشخاص الهاربين وأصبحوا معروفين بهوياتهم وعناوينهم أو على الأقل البعض منهم ولكن كل واحد منهم اختفى كأنه فص ملح وذاب ولم يعد له اثر.
غير أن الضابط الشمج ومن معه كانوا من الصنف الذي لا يقبل اليأس ولا يعترف به, وقاموا بمضاعفة جهودهم وجروا جري الوحوش حتى تمكنوا بعد أسبوعين تقريبا من ضبط شخص ثالث منهم, وبعده تمكنوا من القبض على شخص رابع من الهاربين وهذا كان ضبطه بعد قيام رجال الفريق بمراقبته مراقبة حثيثة ومتابعة اتصالاته التليفونية واستخراج فواتير هذه الاتصالات من الجهات المعنية وفحصها ثم تتبع أثره حتى تم إيقاعه ووضع قبضتهم عليه وضبط بحوزته مبلغ ثمانية آلاف وثلاثمائة دولار أمريكي أي ما يقدر بمليوني ريال يمني وهي من ذات مبلغ النقود المنهوبة, واسترجعت بعد ضبطه عن طريق أحد أقربائه.
هذا وقد حرص فريق التحقيق والمتابعة على استكمال المحاضر مع المتهمين المضبوطين واستيفاء الأوراق وإحالة القضية مع المضبوطين إلى النيابة الجزائية المختصة, في الوقت الذي لم يتوقف الفريق عن الاستمرار ومواصلة متابعة بقية المتهمين الهاربين وعددهم أربعة أشخاص أو يزيد بمن فيهم كبيرهم الهارب خارج اليمن وإنها لمهمة ليست يسيرة لاسيما في ظل الأوضاع الراهنة التي كل شيء فيها يسير مع مهب الرياح والطريق إلى شاطئ الأمان الذي يبدو متشعبا ومجهولا والتحية كل التحية لفريق العمل بالقضية والذي هو مكون من الرائد شهاب حنش والمقدم منيف معياد والمقدم حسين مجلي والنقيب جبران العمراني والمساعدان حمود الموجاني وعادل القحمي ومحمد عبلة وأحمد حاتم وصالح الخولاني وغالب النكيع وأيمن المتوكل وقاهر الورد وغيرهم والذين شكلوا جميعاٍ بقيادة المقدم الركن خالد الشمج مدير أمن المنطقة الرابعة كأنهم الجسد الواحد في العمل والمتابعة بالنسبة للقضية وبروح متفانية مخلصة من البداية وحتى النهاية ومازالوا.. ونسأل الله السلامة لكل أبنائنا وشبابنا وحفظ الله بلادنا وشعبنا من كل سوء ومكروه.

قد يعجبك ايضا