الثورة نت/..
شهد ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء، مساء اليوم، مهرجاناً شبابياً كشفياً بمناسبة العيد الـ 11 لثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة، نظمته وزارة الشباب والرياضة ممثلة بجمعية الكشافة والمرشدات، وأمانة العاصمة.
وفي المهرجان الذي بُدئ بآي من الذكر الحكيم والسلام الجمهوري، بحضور نائب وزير الشباب والرياضة نبيه ناصر، ومحافظ حضرموت لقمان باراس، وعدد من وكلاء الوزارة وقياداتها ومسؤولي أمانة العاصمة، استأذن قائد العرض الكشفي صادق الحكيمي بدخول طابور الاستعراض لشباب الكشافة الذين قدّموا عرضاً كشفياً شبابياً مصحوباً بالموسيقى العسكرية والمعزوفات الوطنية.
ورفع شباب الكشافة علم الجمهورية اليمنية وصور قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وشعارات معبرة عن الفرحة والبهجة بهذه المناسبة الوطنية التي مثلت عنواناً للحرية والاستقلال والتخلص من قوى الهيمنة والوصاية، ونقلت اليمن إلى آفاق جديدة من العزة والكرامة كتجسيد حقيقي لإرادة الشعب اليمني العظيم في التحرر والاستقلال.
وألقى نائب وزير الشباب والرياضة – نائب رئيس جمعية الكشافة والمرشدات، كلمة رفع من خلالها أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قائدِ ثورة الـ 21 من سبتمبر الخالدة، السيد عبدِالملك بدرِ الدين الحوثي، وإلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيسِ المجلس السياسي الأعلى ولأعضاءِ المجلس السياسي الأعلى، والحكومة وأبناء الشعب اليمني بهذه الذكرى المباركة.
وقال: “نجتمعُ اليومَ، وقلوبُنا عامرةٌ بالفخرِ والاعتزاز، لنُحْيِيَ الذكرى الحاديةَ عشْرةَ لثورةِ الحادي والعشرين من سبتمبرِ الخالدة؛ هذه الثورةُ التي لم تكن مجرَّدَ حدثٍ سياسي، بل كانت صرخةَ كرامةٍ انطلقت من أعماقِ هذا الشعبِ الأبيّ، لتكسرَ أغلالَ الوصايةِ والهيمنةِ الخارجية، وتُعيدَ القرارَ الوطني إلى أيدي أبنائِه الأحرار، وتُرسِّخَ من جديد قيمَ الحريَّةِ والسيادةِ والاستقلالِ والكرامة، وترفضَ رفضًا قاطعًا كلَّ أشكالِ التبعيةِ والارتهان”.
وأكد أن هذه الثورة “مضَتْ -بفضلِ الله- ثم بعزمِ رجالِها وصمودِ أبنائِها، لتحقِّقَ إنجازاتٍ تاريخيةً عظيمة، يأتي في مقدمتِها استعادةُ القرارِ اليمنيِّ المستقل، وتعميقُ الوعي الشعبي”.
وأضاف: “ومن هنا، فإنَّ هذه الثورةَ لم تكن مجرَّدَ تَحرِّكٍ عابر، بل كانت امتدادًا أصيلًا للمسيرةِ القرآنية، وتجسيدًا لوعيٍ إيمانيٍّ عميق، أسَّس مدرستَهُ رجالٌ صادقون بذلوا أرواحَهم قُربانًا للهِ ولدينِهم ووطنِهم، فقدَّمَ المؤسِّسُ الشهيدُ القائد السيِّد حسين بدرِ الدينِ الحوثي -رضوانُ اللهِ عليه- روحَهُ ودمَهُ فداءً للهِ ولدينِهِ ووطنِه، وأطلقَ شرارةَ ثورةِ الحريةِ والاستقلال، فكانَ مدرسةً في الإيمانِ والجهادِ والتضحية”.
وأفاد بأن السيد القائدُ عبدُالملك بدرِ الدينِ الحوثي يسير على خطى الشهيد القائد، مواصلًا المسيرةَ القرآنية، وقائدًا لشعبِهِ في دربِ العزَّةِ والكرامةِ حتى تحقيقِ النصرِ والتمكين.
وأشار نائب وزير الشباب والرياضة إلى أن ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة، انطلقت استجابةً صادقةً لنداءِ الضميرِ اليمني، وتطلعاتِ الشعبِ في العزَّةِ والكرامة، ووعيًا بخطورةِ المشاريعِ الخارجية، وإعادةَ إحياءِ روحِ الصمودِ والمقاومةِ في وجهِ العدوانِ الغاشم، وتثبيتَ مبدأِ الاعتمادِ على اللهِ أولًا، ثم على طاقاتِ وإمكاناتِ الشعبِ اليمنيِّ العظيم.
وتابع: “لقد كان الشبابُ، وما يزالون، وقودَ هذه الثورةِ وحُماتَها وروحَها.. كانوا في طليعةِ صفوفِها، ومثَّلوا قُوَّتَها الضاربةَ وعقلَها المبدع.. قدَّموا التضحياتِ الجسيمة، وسالت دماؤهم الزكيةُ لتُرْوِيَ ترابَ هذا الوطن، فكانوا بحق، عمادَ الصمود، وبُناةَ المستقبل، ومن تضحياتِهم انبثقت قوافلُ الشهداءِ العظماءِ والمجاهدين الأحرار، الذين أناروا لنا الدرب”.
واستطرد قائلاً: “واليومَ، يُثبتُ شبابُ اليمنِ في كلِّ ميدان، أنهم الأوفياءُ لثورتِهم ومبادئِها السامية. نجدُهم متمسِّكين بِقيَّمِها، ماضين في مسيرةِ بناءِ وطنِهم وحمايةِ مكتسباتِه، وحاملين على عاتقِهم همومَ أُمتِهم وقضاياها المصيرية، وفي مقدمتِها قضيةُ فلسطينَ المركزية، التي هي بوصلةُ نضالِنا ومعيارُ إنسانيتِنا”.
وأكمل نائب وزير الشباب والرياضة: “إن ثورةَ الحادي والعشرين من سبتمبر ليست مجرٍّدَ ذكرى نحتفي بها كلَّ عام، بل هي محطةٌ فاصلةٌ في تاريخِ اليمنِ المعاصر، وركيزةٌ أساسيةٌ لمستقبلٍ مشرقٍ ننشدُه جميعًا.. إنها وعدٌ بالحريةِ الكاملة، والسيادةِ الناجزة، والنهضةِ الشاملةِ التي يصنعُها هذا الشعبُ العظيمُ برجالِه ونسائِه، بشبابِه وشيبانِه”.
وفي المهرجان الذي حضره قيادات شبابية ورياضية وإدارية، والمفوض العام للكشافة عبدالله عبيد، وقيادات مفوضية الكشافة، رفع شباب الحركة الكشفية والإرشادية وثيقة عهد وولاء إلى قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي قرأها الشاب الكشفي أحمد عبداللطيف حجر.
جاء فيها:
السيِّدُ المجاهدُ/ عبدُ الملكِ بدرِ الدينِ الحوثي
قائدُ ثورةِ الحريَّةِ والاستقلالِ وقائدِ المسيرةِ القرآنيةِ المباركة حفظَكم الله
السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه..
ونحنُ في رحابِ الربيعِ المحمدي -على صاحبِه وآلِه أفضلُ الصلاةِ وأزكى التسليم- يسرُّنا أن نرفعَ لكم أصدقَ التهاني بمناسبةِ الذكرى الحاديةَ عشْرةَ لثورةِ 21 سبتمبر المباركة، ثورةِ الشعبِ ضدَّ قوى الطغيانِ والاستكبار، والتي كشفت فضائحَ المؤامراتِ الخارجيةِ التي سعتْ لنهبِ قرارِنا الوطني ومقدَّراتِ بلدنا.
وفي ظلِّ قيادتِكم الحكيمةِ واجهنا تلكَ المؤامراتِ والتهديدات؛ وأصبحنا بفضلِ اللهِ -سبحانَه وتعالى- ننعمُ بالحريَّةِ والاستقلال، وامتلكْنا القوَّةَ والخياراتِ الاستراتيجيةَ التي مكَّنتْنا من مواجهةِ العدوانِ الصهيوأمريكي وردعِه، وصارَ لليمنِ صوتُها المسموعُ في ميادينِ القوة.
السيِّدُ القائد:
نجدِّدُ العهدَ والولاءَ لكم بالسيرِ على نهجِ المسيرةِ القرآنيةِ بقيادتِكم الحكيمة، متوكِّلين على الله، واثقين من نصرِه، مهما كانت التحدِّيات، ومؤكدين لكم أنَّنا جنودٌ مجنّدةٌ في سبيلِ الله، والدفاعِ عن وطنِنا ونُصرةِ غزَّة، ولن تؤثِّرَ علينا تهديداتُ العدوِّ الصهيوني وجرائمُه البشعة؛ ومنها استهدافُ حكومةِ التغييرِ والبناء التي ارتقى فيها المجاهدُ الأستاذ أحمد غالب الرهوي وعددٌ من رفاقِه الكرامِ من الوزراءِ وقياداتِ الدولة- شهداءَ على طريقِ القُدس، ولن تثنيَنا جرائمُه باستهدافِ الأعيانِ المدنيةِ والأحياءِ الشعبية عن مواصلةِ الطريقِ ونصرةِ غزَّةَ العِزَّة والدفاعِ عن مقدساتِ الأُمَّة، في زمنِ التطبيعِ والهوانِ والخذلانِ العربي والإسلامي، ولن تُضعِفَ عزيمتَنا مؤامراتُ المتآمرين، أو تربُّصُ المتربِّصين في الداخلِ والخارجِ، عن المُضيِّ قُدُمًا في طريقِ الحق، بل تزيدُنا إصرارًا وثباتًا حتى تحقيقِ النصرِ المبين.
ونؤكدُ لسماحتِكم أننا مستمرُّون في عملياتِ التعبئةِ العامَّةِ؛ للمشاركةِ في معركةِ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدَّس حتى تحقيقِ النصرِ المؤزَّرِ -بإذنِ الله.
وفَّقكمُ اللهُ وسدَّدَ على طريقِ الخيرِ خُطاكم، ودُمتم ذُخرًا ليمنِ الإيمانِ والحكمةِ، ولكلِّ أحرارِ الأُمَّةِ العربيةِ والإسلامية.
الرَّحمةُ والخلودُ للشهداء، والشفاءُ للجرحى، والحرِّيةُ للأسرى، ولا نامت أعيُنُ الجبناءِ والعملاء.
إخوانُكم/ شبابُ جمعيةِ الكشافةِ والمرشدات
28 ربيع الأول 1447هـ، الموافق 20 سبتمبر 2025 م.
بعد ذلك سلّم سكرتير عام جمعية الكشافة القائد مطهر السواري، والمسؤول المالي للجمعية القائد محمد الحملي، وثيقة العهد والولاء إلى نائب وزير الشباب والرياضة، ليتم تسليمها إلى قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي.
عقب ذلك قدّم عدد من الشباب، أوبريتًا بعنوان “الحادي والعشرين من سبتمبر أعظم الثورات” فكرة وإعداد وإخراج يوسف درموش، من كلمات الشاعرين حمزة المغربي وهادي الرزامي، واستعراض فرقة “أحلى تراث”، وتنفيذ مؤسسة درموش، وإشراف عام، نبيه ناصر علي، وعبدالله الرازحي، ومحمد حيدرة.
عبر الأوبريت عن الفرحة والابتهاج بحلول ثورة 21 سبتمبر، وما حققته من عزة وكرامة واستقلال وحرية لليمن واليمنيين، كما عبر عن معاني الصمود والتحدي والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لنصرته وإسناده في مواجهة العدو الصهيوني الإجرامي.
وقام نائب وزير الشباب والرياضة ومحافظ حضرموت، ووكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع الرياضة علي هضبان، ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بأمانة العاصمة حمود النقيب، ومعهم القائد الكشفي علي الجرموزي برفع العلم الجمهوري في ميدان التحرير.
واختتم المهرجان الكرنفالي الشبابي الكشفي بالسلام الجمهوري وإطلاق الألعاب النارية التي ملأت سماء العاصمة صنعاء.