الثورة نت /..
كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم السبت، أن جيش العدو الإسرائيلي، فجّر نحو 120 عربة مفخخة خلال الأسبوع الأخير بين المنازل السكنية في مدينة غزة .
وقال المرصد، في بيان على موقعه الإلكتروني، إن “الجيش الإسرائيلي فجّر خلال الأسبوع الأخير نحو 120 عربة مفخخة محمّلة بما يقارب 840 طنًا من المتفجرات بين المنازل السكنية في مدينة غزة، أي بمعدل يزيد عن 17 عربة يوميًا”.
وأشار إلى أن “تفجير كل واحدة منها يُعادل زلزالًا بقوة 3.7 درجة على مقياس ريختر، في أكبر حملة استخدام غاشم للقوة بهدف تدمير السكان، ضمن تصعيد خطير لجريمة الإبادة الجماعية المتواصلة للشهر الرابع والعشرين على التوالي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة”.
وبحسب التقديرات العلمية في مجال الطاقة الانفجارية، تمتد مناطق الدمار الشديد عادةً لعشرات الأمتار “وتُقدَّر هنا بنحو 90 مترًا لمستوى شدة عالية”.
ووفقًا لتوثيق الفريق الميداني للمرصد الأورومتوسطي في مدينة غزة “يتسبب تفجير الجيش الإسرائيلي للمدرعات المفخخة باهتزاز واضح في المباني حتى تلك التي تبعد عدة كيلومترات عن مركز التفجير، ويستمر الاهتزاز لبضع ثوانٍ، على نحو مشابه لما تتسبب به الزلازل الطبيعية”.
وأوضح “الأورومتوسطي” أنّه نظرًا لما لحق بجميع مباني غزة من أضرار ودمار جراء القصف المتواصل على مدار أكثر من 23 شهرًا من العدوان العسكري الإسرائيلي، فإنّ أي انفجار جديد سيخلّف أضرارًا أشد تأثيرًا بسبب الأبنية المتصدعة أصلًا والمساحات المفتوحة التي تزيد من حدة الانفجار”.
وأكد أنّ نمط استخدام “إسرائيل” للعربات المجنزرة الخارجة من الخدمة وتحويلها إلى كتل ضخمة من المتفجرات تُوجَّه إلكترونيًا، يُعد عملاً غير مسبوق بهذا الحجم والمستوى في تاريخ البشرية.
وأتهم المرصد، المجتمع الدولي بازدواجية المعايير لأن “هذا السلوك الوحشي لا يواجَه بأي رد فعل فعّال من المجتمع الدولي، في تعبير صارخ عن ازدواجية المعايير وغياب العدالة وعدم المبالاة بحياة الفلسطينيين”.
ونبّه المرصد الأورومتوسطي إلى ” تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأسبوع الأخير استخدام العربات المفخخة في ثلاثة محاور من مدينة غزة، وهي المحور الجنوبي والمحور الشرقي والمحور الشمالي؛ في إطار سعيه لتحقيق الهدف المعلن بتدمير المدينة وتدمير سكانها بالقتل والتهجير”.
وأعاد التنبيه إلى أنّ الأثر الكارثي للعربات المفخخة لا يقتصر على التدمير المادي الواسع للأحياء السكنية وما يخلفه من ركام وتشريد، بل يتعداه إلى استخدام منهجي للإرهاب النفسي ضد السكان المدنيين ودفعهم قسرًا إلى النزوح.
وحذر من أن السكان في غزة يعيشون تحت وقع صدمات متكررة تحوّل حياتهم اليومية إلى حالة دائمة من الخوف والاضطراب وانعدام الأمان.
وشدّد “الأورومتوسطي” على أنّ “تقاعس المجتمع الدولي وتواطؤ بعض أطرافه، وامتناع الدول ذات النفوذ والكيانات الأممية والدولية المعنيّة عن محاسبة “إسرائيل” على جرائمها، قد مكّن الجيش الإسرائيلي من المضي في جريمة تدمير مدينة غزة بصورة علنية”.
ولفت إلى أنّ هذه الأسلحة تُدرَج ضمن فئة الأسلحة المحظورة، وأنّ استخدامها في المناطق السكنية يشكّل جريمة حرب بحد ذاتها، ويشكل كذلك جريمة ضد الإنسانية، مشيراً إلى أن “هذا النمط من التدمير يدخل بوضوح ضمن الأفعال المعرّفة في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية”.
وأفاد بأن الاستخدام المنهجي للعربات المفخخة لتدمير الأحياء السكنية وحرمان السكان من منازلهم وشروط بقائهم، على النحو القائم في غزة ، يحوّلها إلى أداة مباشرة لارتكاب فعل إبادة جماعية.