ثورة حققت أهداف كل الثورات

صفوة الله الأهدل

 

 

الإنسان بطبيعته بفطرته يحب الحرية ويعشق الاستقلال، لا يقبل أن يُذل وأن يكون عبدًا لأحد، لذا تقوم الشعوب بثورات ضد الظلم، وتقف في وجه كل من يريد أن يسلبها حريتها ويهضم حقوقها ويستعبدها، من بين هذه الشعوب الشعب اليمني الذي ثار ضد الطغاة والمحتلين، وسعى جاهدًا لنيل حريته واستقلاله كبلد له سيادة.
خرج الشعب اليمني في ثورة الـ21 من سبتمبر؛ ليحقق أهداف كل الثورات السابقة التي لم تتحقق، خرج إلى الساحات يريد بناء جيش وطني لخدمته وليس لخدمة النظام، جيش قوي يحميه ويدافع عن الوطن وليس عن أسرة حاكمة، خرج يريد التحرر من الاستبداد والاستعمار والهيمنة الخارجية والأمريكية والوصاية والتبعية لدول أجنبية، خرج يريد بناء دولة تكون ذات حرية واستقلال، خرج يريد حكومة تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي عسكريًا واقتصاديًا.
لم يضع صبر ثوار ثورة الـ 21 من سبتمبر في الساحات والخيام، ولم تذهب دماء الشهداء التي سالت في الشوارع والطرقات هدرًا؛ فها هي ثورة الـ21 من سبتمبر صنعت الصواريخ الانشطارية ذات الرؤوس المتعددة والزوارق الحربية يمتد مداها إلى أقصى فلسطين المحتلة لتخترق عمق كيان الاحتلال الإسرائيلي، ابتكرت الطائرات المسيرة وأسلحة الدفاع الجوي لتدافع بها عن هذا البلد وأبنائه وعن شعب فلسطين، طوّرت معدات عسكرية تتصدى بها كيد الأعداء وتكبح عدوانهم، أخرجت رجال ثبتوا على الإيمان وصدقوا في الميدان، رجال تحدّوا الجغرافيا وكسروا الحدود، رجال لا تثتيهم الغارات ولا يضعفهم الحصار، رجال جادوا بما معهم وما بقي لديهم لأجل مساندة إخوانهم المسلمين المستضعفين في غزة وتخفيف معاناتهم والوقوف معهم ضد الكيان اللقيط.
ثورة الـ21 من سبتمبر صححت مسار اليمن وأرجعته إلى بوصلته الحقيقية، أعادت لليمني مجده وكرامته التي سلبها منه العالم، وبنت له عزة وشموخًا لم يحظى بها العرب والمسلمين، وخلقت له قوة وعظمة هزم بها رأس الشر أمريكا وبريطانيا في البحر ودك بها حصون اليهود ومغتصباتهم في عمق كيانهم، وحققت له الحرية والاستقلال على أرضه، ثورة جعلت من فلسطين قضيتها الأولى والقدس وجهتها والأقصى عنوانها، ثورة حملت اسم فلسطين في شعاراتها منذ أول يوم، وها هي تسعى الآن في نصرة غزة ومساندتها لوقف العدوان وفك الحصار عنها، وإنهاء جرائم التجويع والإبادة التي ترتكب بحق أهل غزة، ثورة جعلت أحرارها في الشمال يقفون مع المظلومين في غزة ويشاطرونهم محنتهم رغم الغارات العدوانية والقرارات الظالمة، في مشهد قلّ نظيره في العالم، ثورة تفتقر إليها البلدان وتحتاج إليها كل الشعوب وعلى رأسها الشعوب العربية والإسلامية.

قد يعجبك ايضا