آلاء العوامي .. الطفلة التي كافحت مرض السكري وتغلبت عليه


“بإمكان عزيمة واحدة أن تغير ألف قدر ” من هذا المنطلق بدأت آلاء العوامي التحدي ضد مرض السكري الذي داهمها منذ وقت مبكر وهي في التاسعة من العمر.
آلاء احمد العوامي التي هي الآن في الخامسة عشرة من عمرها وفي الترتيب الخامس بين أخوتها أصيبت هي الوحيدة بمرض السكري ولكن من حسن حظها أنها اكتشفته مبكرا ثم بدأت آلاء معاناتها مع المرض إلى أن اكتشفت أن العزيمة والإصرار بالشفاء يمكن أن يخلصها من هذا المرض وان حلمها بالشفاء يمكن أن يصبح حقيقة إذا ما التزمت بالعلاج وانتظمت بالنصائح الطبية .
التقى ملحق الأسرة بآلاء لتوضح للجميع تفاصيل صراعها مع مرض السكري وأهم الصعوبات التي واجهتها وهمتها الكبيرة التي ساعدتها في التغلب على هذا المرض إلى التفاصيل:

تشجيع الأهل وقدرتهم على التعامل مع الطفل المريض أفضل طرق الشفاء

آلاء التي تدرس في المرحلة الثانوية تحكي تفاصيل صراعها مع مرض السكري وتقول : كنت حينها في التاسعة من العمر مرضت ثم انتقلت إلى احد المستشفيات ومكثت أسبوعين على سرير في المستشفى اتضح حينها أنني أعاني من داء السكري ثم خرجت من المستشفى ووصف لي علاج أخذه باستمرار .. كنت حينها لا أدرك من المرض شيئا ولا أعي ما معني السكري كانت والدتي شديدة الخوف علي تحاول تنظيم غذائي لكني كنت أتناول ما أريد تاركة النصائح عرض الحائط .
وتضيف ألاء : لم أكن أدرك حجم المرض وما الذي سيسببه لي كنت أتناول ما يحلو لي ثم بدأت تغييرات تظهر علي كتشويش في الرؤية وألم في كليتي وضعف عام.
في المدرسة
تعتبر المدرسة البيت الثاني للطفل وخاصة انه يقضي فيها ساعات طويلة وتقول آلاء خرجت من المستشفى إلى المدرسة حينها اكتشفت أن الجميع يعلمون بمرضي من المدرسين أو الزملاء والكل يعلق بتعليقاته المختلفة والتي جعلتني أحس كأني مصابة بمرض خطير فكان البعض يردد” ما زلتي صغيرة” والآخر يقول “لست بدينة لتصابي بالسكري منذ صغرك” وآخرون يسالون هل تتناولىن الكثير من الحلويات ولم استطع الهروب من الأسئلة المختلفة لكني ما كنت آبه لأحد وبالمقابل لم أكن انتبه للتعليمات أو اخذ الدواء بانتظام .
مع الأطباء
وتضيف آلاء بنبرات حزينة : حينما اشتد المرض علي وبدأت أحس بالأم في إحدى كليتي وتشويش في عيني بدأت أفكر حينها بحجم المشكلة وبدأت أبحث عن الطبيب المناسب المختص في سكري الأطفال سألت كثيرا وأشار إلى البعض بأحد الأطباء في العاصمة صنعاء والذي ظللت كثيرا منتظرة دوري في الدخول إلى أن قابلت الدكتور وبعد أن سألني العديد من الأسئلة قال لي أن الدواء الذي استخدمه غير نافع وانه سيعطيني دواء أفضل منه وأخذت الدواء ثم زادت حالتي ولم أتحسن وبعدها ذهبت إلى طبيب آخر وبعد الفحوصات تبين أن العلاج الذي استخدمته مؤخرا هو الخطأ والذي كنت سابقا استخدمه هو العلاج المناسب فأخذته وبدأت انتظم في الغذاء واتبع جميع المعلومات اللازمة لأجل سلامتي ولأحافظ على صحتي وبقوة وعزيمة منى استطعت أن أحافظ على صحتي
تثقيف وتوعية
ودعت آلاء ألعوامي مرضى السكري بالتعاون والوقوف معا وإقامة الندوات والمؤتمرات والتي يدعى إليها أطباء من الخارج وأطباء يمنيون ومرضى لأجل التثقيف ونقل الخبرات واستفادة المرضى والأطباء معا وطرح تجارب المرضى للاستفادة منها وعرض الصعوبات التي تواجه مرضى السكري في اليمن وكيفية التخلص منها
قلق الآباء
ويشير الأطباء المختصون إلى أن إصابة الطفل بمرض السكري خبر يقلق الأمهات والآباء كثيراٍ ومتابعة علاجه أيضاٍ ترهق الطفل ووالديه حيث إن أطفال مرضى السكري وكذلك أمهاتهم وإباؤهم محتاجون لمساندة معنوية ونفسية لمساعدتهم في التغلب على الصدمة ومشاعر الغضب وعدم التصديق والتي قد تستمر لبعض الوقت ولكن على الأبوين أن يتذكرا أن تقبلهما للقدر سيساعد طفلهم أيضاٍ على تقبله ولا يوجد في أيدي أي منكم ما قد يغير هذا القدر.
لأنه من الضروري أيضا مراعاة أن نفسية الطفل مرتبطة بنفسية الوالدين حيث أنه قد يقوي الطفل ويتغلب على مرضه إن كان يحظى بنفسية حلوة وقوية تساعده على تحمل عذاب المرض وهذا كله قد يكتسبه من تشجيع الأهل له وقدرتهم على التعامل مع هذا المرض .
العلاج المناسب
ويشير الأطباء إلى أن معرفة الأم والأب بأساسيات المرض وعلاجه والغذاء المناسب له تسهل الأمر وتجعل من الممكن تفادي المضاعفات التي يتعرض لها الطفل سواء في البيت أو في المدرسة .
ويضيف الأطباء أن تغذية واحتياج طفل مريض السكري مثل الطفل العادي ولكن الفرق يكمن في تنظيم الطعام وتوزيعه وتنظيم مواعيده وهذا يحتاج مجهوداٍ أضافياٍ من الوالدين ويتطلب معرفة ودراية سليمة فيما يتعلق بالسعرات الحرارية والبدائل الغذائية اللازمة وحساب كمية الكربوهيدرات في وجبات الطعام من أجل التحكم بشكل جيد بالسكري ومعرفة قياس وحدات الطعام التي تحتوي على الكربوهيدرات وان للبروتينات تأثيراٍ بسيطاٍ على الجلوكوز في الدم إلا في حال تناوله بكميات كبيرة أما الدهنيات فكذلك لها تأثيراٍ بسيطاٍ على الجلوكوز في الدم وتسبب تباطئاٍ نسبياٍ في امتصاص الجلوكوز من الطعام وهذا الأمر قد يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم بعد بضعة ساعات من استهلاك الطعام الغني بالدهون .
وينصح الأطباء الأباء والأمهات بضرورة الاهتمام بمرض سكري الأطفال وفحص نسبة السكر في الدم وكذلك وظائف البنكرياس إن اقتضى الأمر وذلك لأخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة والبدء بالعلاج المناسب في الوقت المناسب دون تأخير كون اكتشافه مبكراٍ يساعد في علاجه .

قد يعجبك ايضا