الرشوة في المعاملات الحكومية حرام والحد منها مسئولية الجميع


كثير من المعاملين يشكون انتشار ظاهرة الرشوة حتى أن أية معاملة لا يمكن أن تمر إلا بها رغم أن ديننا الحنيف حرمها وجعلها من أكبر الكبائر الماحقة للبركة. يقول أحد المعاملين: حتى في وزارة الأوقاف أكثر من نصف عام وأنا أحاول تسيير معاملة لكنها مجمدة ولن تمر حسب اعتقاده إلا برشوة لهذا الموظف أو ذاك وهكذا بقية المرافق الحكومية.
والحد من انتشار هذه الظاهر هي مسئولية الجميع الدولة والمسئولين والموظفين والمعاملين عن طريق التوعية بخطر هذه الكبيرة وتوضيح جرمها وخطرها على المجتمع عامة والفرد خاصة .. حول هذا الموضوع التقينا بإمام وخطيب جامع الرحمن الشيخ إبراهيم محمد عبدالكريم فإلى التفاصيل.

* ما تعريف الرشوة في الإسلام¿
– الرشوة هي المال الذي يدفع للموظف أو المسئول ليتحصل به على حق ليس للراشي وهي من الكبائر المحرمة لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: “لعن الله الراشي والمرتشي”.
* يأخذ الموظف مالا من المعاملين بتسميات مختلفة متحججا بعدم كفاية الراتب. ما رأي الشرع في ذلك¿
– لا يجوز للموظف أن يأخذ أي شيء من المعاملين تحت أية حجة أو مسمى لأنه ما وجد في هذا المكان وأخذ راتبا متفق ومتراضى عليه إلا لإنجاز معاملات المعاملين والله سبحانه وتعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) وكون أن هذا الراتب لا يكفي الموظف فهذا لا يجيز له أبدا أن يأكل هذا المال الحرام وقد كانت المرأة المسلمة تودع زوجها في الصباح الباكر وتقول له: “اتق الله فينا فإننا نصبر على جوع الدنيا ولا نصبر على نار جهنم فلا تطعمنا حراما”.
* هل إعطاء المسئولين في بعض الجهات الإذن للموظفين بأخذ أموال لإتمام المعاملات يبيح ذلك¿
– لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وإنما الطاعة في المعروف فكون المسئول يأذن بذلك فهذا لا يبيح للموظف أن يأكل حراما فالله هو المشرع وليس المسئول.
* هل يأثم الشخص بإعطائه المال إذا كانت معاملته لن تتم إلا بهذه الطريقة¿
– على صاحب المعاملة أن يبذل جهده في التخلص والبعد عن ذلك عن طريق النصح والتوجيه والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتذكير والتخويف بالله والرفع إلى الجهات المختصة فإن بذل المعامل جهده ووسعه ولا يمكن له إنجاز معاملته إلا بدفع المال وهو يعلم أنه لا يأخذ بذلك حقا لأحد وهو مضطر ضرورة لإنجاز معاملته فأرجو أن لا يأثم ويتحمل الإثم من أخذ المال.
* انتشار الرشوة في المعاملات الحكومية مسئولية من ¿! وكيف يمكن الحد منها¿
– مسئولية الجميع الدولة والمسئولين والموظفين والمواطنين المعاملين ويمكن الحد منها بنشر التوعية والتوجيه والإرشاد والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحذير من هذه الكبيرة التي تمحق البركة وتوجب سخط الرب وغضبه ولعنته وكذلك لا بد من تفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة في كل مؤسسات الدولة فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن والله أعلم.

قد يعجبك ايضا