الصفاء الروحي والتأمل في ظاهرة الحياة (الحلقة الثانية)

“لقد عجزت كل محاولة لتفسير ظاهرة الحياة على غير أساس أنها من خلق الله.. ومنذ أن شرد الناس من الكنيسة في أوربا .كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة !. وهم يحاولون تفسير نشأة الكون وتفسير نشأة الحياة بدون التجاء إلى الاعتراف بوجود الله . .ولكن هذه المحاولات كلها فشلت جميعا ولم تبق منها في القرن العشرين إلا مماحكات تدل على العناد ولا تدل على الإخلاص!.”

عجز الضعيف بأن يحيط ببعضهö
ناهيك أن يرقى إلى الأكوانö
الكــون أستاذ العقولö لأنــه
يهدي العقول إلى عظيم الشأن
“إن معجزة انبثاق الحياة من الموات يجيء ذكرها كثيرا في القرآن الكريم – كما يجيء ذكر خلق الكون ابتداء – في معرض التوجيه إلى حقيقة الألوهية وآثارها الدالة على وحدة الخالق لينتهي منها إلى ضرورة وحدة المعبود الذي يدين له العباد بالاعتقاد في ألوهيته وحده والطاعة لربوبيته وحده والتقدم إليه وحده بالشعائر التعبدية والتلقي منه وحده في منهج الحياة كله والدينونة لشريعته كذلك وحدها”.

بذكرك أقطف الإشراق دومـــا
وانفض كل حــــــزن من فـــــــؤادي
وترفعني مع الأملاك حــــــــــــــتى
أنال بذكـــــــــــــــرك الأسمى مرادي
إلهي احفظ ودادك لي وصلني
بحبلـــــك كي أدوم على الوداد

الفشل البشري في تفسير الحياة وبطلان نظرية المصادفة
كلما فتح الإنسان عقله وقلبه في مشاهدة الحق من خلال تأمل آياته المبثوثة في الكون والأنفس يتفتح القلب ويشرق ويفيض نوره وتزداد معارفه ومداركه ويرتقي في سلم الصعود إلى ربه ويتدرج مع السالكين إلى مراتب الكمال ومنازل المقربين ليكون في ربيع دائم ! لأن الاهتداء للحقيقة يجعل القلب يطير حبورا ويفيض نورا ,ولقد فشلت البشرية في تفسير سر الحياة واهتدى العقلاء من العلماء الغربين الباحثين إلى أن هناك مصرöف ومدبر لهذا الكون ولهذه الحياة وقد أبطلوا نظرية المصادفة بتقرير ما وصلوا إليه وسنورده مختصرا من الظلال.

“أقوال بعض “العلماء”
“(يقول “فرانك أللن” ماجستير ودكتوراه من جامعة كورنل وأستاذ الطبيعة الحيوية بجامعة مانيتوبا بكندا ] في مقال:نشأة العالم هل هو مصادفة أو قصد ¿ من كتاب:”الله يتجلى في عصر العلم” . . ترجمة الدكتور:الدمرداش عبد المجيد سرحان : “فإذا لم تكن الحياة قد نشأت بحكمة وتصميم سابق فلا بد أن تكون قد نشأت عن طريق المصادفة فما هي تلك المصادفة . . ولننظر الآن إلى الدور الذي تستطيع أن تلعبه المصادفة في نشأة الحياة: “إن البروتينات من المركبات الأساسية في جميع الخلايا الحية وهي تتكون من خمسة عناصر هي: الكربون والأيدروجين والنيتروجين والأكسجين والكبريت . . . و تتكون من سلاسل طويلة من الأحماض الأمينية فكيف تتألف ذرات هذه الجزيئات ¿ إنها إذا تآلفت بطريقة أخرى غير التي تتآلف بها تصير غير صالحة للحياة بل تصير في بعض الأحيان سموما وقد حسب العالم الانجليزي:ج . ب . سيثر . . الطرق التي يمكن أن تتآلف بها الذرات في أحد الجزيئات البسيطة من البروتينات فوجد أن عددها يبلغ الملايين [ 10 48 ] وعلى ذلك فإنه من المحال عقلا أن تتآلف كل هذه المصادفات لكي تبني جزيئا بروتينيا واحدا .
“ولكن البروتينات ليست إلا مواد كيماوية عديمة الحياة ولا تدب فيها الحياة إلا عندما يحل فيها ذلك السر العجيب الذي لا ندري من كنهه شيئا إنه العقل اللانهائي وهو الله وحده الذي استطاع أن يدرك ببالغ حكمته أن مثل هذا الجزيء البروتيني يصلح لأن يكون مستقرا للحياة فبناه وصوره وأغدق عليه سر الحياة ” . .
ويقول إيرفنج وليام [ دكتوراه من جامعة إيوى وأخصائي في وراثة النباتات في مقال:”المادية وحدها لا تكفي” من “إن العلوم لا تستطيع أن تفسر لنا كيف نشأت تلك الدقائق الصغيرة المتناهية في صغرها والتي لا يحصيها عد وهي التي تتكون منها جميع المواد كما لا تستطيع العلوم أن تفسر لنا – بالاعتماد على فكرة المصادفة وحدها كيف تتجمع هذه الدقائق الصغيرة لكي تكون الحياة ولا شك أن النظرية التي تدعي أن جميع صور الحياة الراقية قد وصلت إلى حالتها الراهنة من الرقي بسبب حدوث بعض الطفرات العشوائية والتجمعات والهجائن. . نقول: إن هذه النظرية لا يمكن الأخذ بها إلا عن طريق التسليم فهي لا تقوم على أساس المنطق والإقناع ! ” .

كتاب الكون يسري في عضامي
فيحيني وتشرق منه نفسي
جرى بمعاني الآياتö هديا
وعانق خد أقلامي وطــــــــرسي
تدبرت الوجود فذقت شهدا
أزال غشاوتي وأذاب يأسي

قد يعجبك ايضا