الضربات العسكرية تخلق حالة من الشلل المتزايد في الاقتصاد الإسرائيلي وتضاعف تكاليف المواجهة على دولة الاحتلال

اليمن يربك العمق الاقتصادي والاستراتيجي لإسرائيل

 

 

الثورة  / أحمد المالكي
أكد خبراء اقتصاد ومهتمون بالحرب الدائرة حالياً بين اليمن والكيان الصهيوني أن الضربة التي وجهتها القوات المسلحة اليمنية باستهداف منطقة ديمونا النووية التي تمثل عمق الكيان داخل الأراضي المحتلة تعتبر صفعة استراتيجية لقدرات الردع الإسرائيلية التي لطالما تباهت بها دولة الاحتلال.
مؤكدين أن التأثير الاستراتيجي لهذه العمليات يتجاوز الجانب العسكري المباشر إلى إرباك العمق الاقتصادي والإستراتيجي لإسرائيل، حيث تسبب الحصار اليمني لإسرائيل عبر البحر الأحمر بإفلاس موانئ العدو الإسرائيلي وتوقف حركة الملاحة البحرية والجوية، إلى جانب انسحاب مئات الشركات العالمية التي لم تعد ترى كيان العدو وجهة آمنة للاستثمار أو العمل.
وأشار الخبراء إلى أن هذه الضربات الاقتصادية الناعمة المقترنة بالضربات العسكرية الصلبة – تخلق حالة من الشلل المتزايد في الاقتصاد الإسرائيلي، مما يضاعف من تكاليف المواجهة على دولة الاحتلال.
مستويات الفشل
وبحسب الخبراء، فإن الرد الإسرائيلي على هذه التحديات يظهر بمستويين من الفشل: فشل تقني في التعامل مع التهديدات اليمنية، وفشل استراتيجي في إدارة المواجهة، فمن الناحية التقنية، أفادت التقارير بأن سلاح الجو الإسرائيلي اعترض ثلاث طائرات مسيرة خلال نصف ساعة فقط، لكنه فشل في منع تسلل أخرى إلى منطقة ديمونا النووية، وهذا الفشل دفع بالجيش الإسرائيلي إلى إجراء تحقيقات عاجلة لفهم كيف وصلت المسيرات اليمنية إلى أهدافها دون أن تُكتشف، أما على المستوى الاستراتيجي، فإن غياب الدعم الأمريكي المباشر – أربك الحسابات الإسرائيلية في اليمن، حيث أجبرها على العمل منفردة في عمليات عسكرية مكلفة وغير مجدية.
ووفقاً للخبراء، فإن المعضلة الإسرائيلية تكمن في أنها مضطرة للرد دون أن تملك معلومات جديدة عن بنك أهداف يؤثر فعلياً على قدرات اليمن، مما يجعل عملياتها مجرد «تعاهد أهداف»، بحيث يتم قصف نفس المواقع مراراً وتكراراً دون نتيجة عسكرية تذكر، وهذه العمليات المتكررة دون تحقيق نتائج استراتيجية تستهلك موارد إسرائيلية كبيرة، بحيث تبلغ كلفة تحليق طائرة الـ «إف-16» ما بين 40 و60 ألف دولار في الساعة، عدا كلفة الذخيرة وعامل المسافة البالغة ألفي كيلومتر بين إسرائيل واليمن.
خطر حقيقي
وأكد الخبراء أن الخطر الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل، لم يعد نظرياً بل أصبح حقيقياً يهدد بخلق شلل اقتصادي وعسكري داخل كيان العدو، بحيث يدفع قيادة العدو الإسرائيلي إلى تشكيل لجان تحقيق عاجلة.
لافتين إلى أن الاعترافات الضمنية بالفشل الإسرائيلي في مواجهة القدرات اليمنية يمثل سقطة كبرى للاستخبارات الإسرائيلية التي طالما صورت نفسها على أنها «الدرع الذي لا يُخترق».
وقال الخبراء إن استهداف ديمونا ليس مجرد عملية عسكرية عابرة، بل إعلان عن ولادة قوة ردع يمنية قادرة على اختراق كل الخطوط الحمراء الإسرائيلية، وتحويل الجغرافيا من عامل قوة لإسرائيل إلى عامل ضعف، بحيث لم تعد المسافات الطويلة حاجزاً أمام القدرات الصاروخية والمسيرة اليمنية المتطورة، وهذا التحول الاستراتيجي – المقترن بالحصار البحري والضربات الاقتصادية – يضع إسرائيل أمام واقع أمني جديد لم تكن مستعدة له، حيث تتهاوى صورة «الدولة التي لا تقهر» تحت ضربات مقاتلين يمنيين استطاعوا تحويل معادلة الصراع لصالحهم.

قد يعجبك ايضا