مجازر صهيونية بحق المدنيين في صنعاء والجوف انتقامًا للموقف اليمني الداعم لغزة

قصف وحشي يستهدف أحياء وأعياناً مدنية ومؤسسات إعلامية راح ضحيته أكثر من 180 بين شهيد وجريح

 

الثورة/ مصطفى المنتصر

لم يكن يوم الخميس الماضي يومًا عاديًا في صنعاء والجوف، فما إن حل الليل حتى تحول إلى نهار مشتعل بفعل صواريخ العدوان الصهيوني الإسرائيلي، التي طالت الأعيان المدنية والأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين، تاركة وراءها دمارا هائلًا وحصيلة ثقيلة من الضحايا الأبرياء، في مجزرة بشعة تضاف إلى سجل الإجرام الصهيوني بحق المدنيين، في إطار حرب انتقامية يشنها العدو على اليمن بسبب موقفه النبيل والداعم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
استهداف ممنهج للمدنيين والإعلاميين
على عكس الادعاءات الصهيونية المضللة بأن الأهداف كانت عسكرية، استهدفت القنابل الصهيونية أماكن تضج بالحياة المدنية، مثل المنازل والمحال التجارية في مناطق مكتظة ومعروفة بكثافتها السكانية وحركتها التجارية، هذا الاستهداف المتعمد يؤكد الطبيعة الإجرامية للعدو وشهيته الوحشية للدماء البريئة.
كما أن القصف الذي طال مقر التوجيه المعنوي   لم يكن صدفة، بل كان جريمة بشعة تهدف إلى تحقيق هدفين في آن واحد: تكميم أفواه الإعلاميين، حيث أدى القصف إلى استشهاد عدد من الزملاء الصحفيين في صحيفتي “26 سبتمبر” و”اليمن”، وتنفيذ مجزرة دموية بين المدنيين، انتقاما للموقف الشعبي المتنامي تجاه القضية الفلسطينية.
ولم يقتصر العدوان على الأحياء السكنية، بل امتد ليطال شريان حياة المدنيين. فقد استهدفت إحدى الغارات “المحطة الطبية للوقود” في شارع الستين، وهي محطة حيوية مخصصة لتزويد القطاع الصحي. وهذا الاستهداف الإجرامي يؤكد أن الهدف ليس عسكريا، بل هو شلّ القطاع الصحي وزيادة معاناة المرضى والمصابين.
وبفعل الغارات الصهيونية العدوانية تحولت الأحياء والأعيان المدنية المستهدفة إلى كومة من الركام والانقاض، حيث غطت الأنقاض سكون المكان، تاركة وراءها صمتاً ثقيلاً لا يقطعه سوى أصوات فرق الإنقاذ وهي تبحث عن بصيص أمل، المجزرة الصهيونية لم تفرق بين أحد؛ أجساد المدنيين الأبرياء، وبينهم نساء وأطفال، كانت تحت الركام وانقاض المنازل والمباني المنكوبة فكل حجر رفع، كشف عن حجم الفاجعة الأليمة في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية، ويؤكد على أن الضحايا هم المدنيون الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أن عدوهم الجبان مجرد من كل قيمة الإنسانية والأخلاقية ولم يتمكن من إسكات الصوت اليمني الرافض لجرائمه الدموية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني في غزة .
الجوف تدفع ثمن الموقف اليمني
لم تكن الجوف بمنأى عن هذه الوحشية الصهيونية. فقد عاشت هي الأخرى ليلة مؤلمة، حيث استهدف العدوان المجمع الحكومي في مديرية الحزم. والأدهى من ذلك هو تعمد قصف فرع البنك المركزي اليمني، مما أسفر عن استشهاد مديره، نياز محمد هواش، وأربعة من زملائه الموظفين المدنيين. لم يكن هؤلاء الخمسة جنودًا، بل موظفين مدنيين يقومون بواجبهم لخدمة الناس. إنها ليست ضربة عسكرية، بل اغتيال للإنسانية وانتهاك صارخ للقوانين الدولية التي تحظر استهداف البنية التحتية الاقتصادية التي يعتمد عليها الملايين.
حصيلة ثقيلة وصمت دولي مخز
أعلنت وزارة الصحة في صنعاء أن الهجمات أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 180 مواطنًا، من بينهم صحفيون وموظفون مدنيون. وهذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل هي قصص لأسر دمرت، وأطفال تيتموا، وأحلام تبددت وبينما تزعم إسرائيل أن هجماتها تستهدف “أهدافا عسكرية”، فإن بشاعة هذه الجرائم التي طالت المساكن والمؤسسات المدنية تفضح هذه المزاعم وتؤكد أن الهدف الحقيقي هو معاقبة الشعب اليمني على موقفه الإنساني والشجاع تجاه إخوانه في غزة.
صمت دولي وغياب للعدالة
على الرغم من تنديد العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية بهذه “الجرائم” والمطالبة بتقديم مرتكبيها للعدالة، إلا أن الصمت الدولي ما زال يخيم على المشهد، وكأن أرواح الفلسطينيين واليمنيين واللبنانيين والسوريين لا قيمة لها في قاموس العدالة الدولية.
بالمقابل يرى مراقبون أن هذا العدوان هو محاولة يائسة من الكيان الصهيوني لإسكات صوت اليمن الذي “يصدح بالحق” نصرة لغزة، والذي يخرج أسبوعيا لمناصرة الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى العمليات العسكرية البطولية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، ومع ذلك، يؤكد المراقبون أن هذه الاعتداءات لن تزيد الشعب اليمني إلا إصرارًا وعزيمة على مواصلة مساندته للقضية الفلسطينية.

قد يعجبك ايضا