مجزرة دموية لطالبان باكستان تودي بحياة عشرات التلاميذ

أطلقت مجموعة من مقاتلي حركة طالبان امس النار على مدرسة يديرها الجيش في بيشاور ما ادى الى سقوط 108 قتلى على الاقل بينهم 82 طفلا كما اعلن وزيران في اقليم خيبر بختونخوا (عاصمته بيشاور) في احد الهجمات الاكثر دموية في البلاد في السنوات الماضية.
وذكر شهود في بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان ان انفجارا قويا هز المدرسة الرسمية للجيش وان مسلحين دخلوا من صف الى آخر واطلقوا النار على التلاميذ.
وتبنت حركة طالبان الباكستانية على الفور الهجوم مؤكدة انها نفذته للثأر للقتلى الذين سقطوا في الهجوم العسكري الكبير الذي يشنه الجيش الباكستاني ضدها في المنطقة.
وتدخل الجيش سريعا في المكان وكان تبادل اطلاق النار مستمرا في المدرسة حيث كان هناك مئات التلاميذ ومن غير المعروف من بقي في الداخل ما يثير مخاوف من احتمال ارتفاع الحصيلة. واعلنت السلطات ان 95 شخصا قتلوا في الهجوم بينهم 82 طفلا.
وأدان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الهجوم الذي شنته حركة طالبان على المدرسة. وقال إنه في طريقه إلى بيشاور مضيفا في بيان: “لا يمكن أن أبقى في اسلام آباد. هذه مأساة للوطن نفذها متوحشون”.
وتسلم مستشفى ليدي ريدينغ في بيشاور 26 جثة بينها جثث 23 تلميذا كما قال الناطق باسمه جميل شاه. وافاد تقرير صادر عن المستشفى العسكري عن تسلم 69 جثة بينها 59 تلميذا.
وهذا الهجوم هو الاكثر دموية الذي تشنه منذ اشهر حركة طالبان المقربة من تنظيم القاعدة والتي تحارب الحكومة الباكستانية منذ 2007م ويعتبر الاكثر رمزية لأنه استهدف اولاد الجنود والضباط.
وذكر محمد خراساني الناطق باسم حركة طالبان عند تبنيه الهجوم: “لقد نفذنا الهجوم بعدما تحققنا من ان اولادا عدة أبناء مسؤولين كبار في الجيش يتلقون تعليمهم في هذه المدرسة”.
وبدأ الهجوم حين دخل خمسة او ستة عناصر من طالبان يرتدون بزات عسكرية المدرسة الواقعة في ضواحي المدينة على تخوم المناطق القبلية كما افادت مصادر متطابقة.
والجيش المتواجد بقوة في هذه المدينة غالبا ما يستهدف بهجمات يشنها المتمردون. وقد تدخل سريعا وبدأ بإطلاق النار الذي لا يزال مستمرا بعد ثلاث ساعات على بدء الهجوم.
وقال مسؤول عسكري محلي: “القوات العسكرية اغلقت المنطقة وتلاحق المهاجمين المتمردين”. واضاف انه “تم اجلاء العديد من التلاميذ والاساتذة” لكن بدون تحديد عدد الذين لا يزالون داخل المدرسة.
واكد مشتاق غني وزير الاعلام في اقليم خيبر بختونخوا وعاصمته بيشاور ان الحصيلة ارتفعت لان احد المهاجمين فجر القنابل التي كان يحملها.
وكان الناطق باسم طالبان محمد خراساني اعلن في وقت سابق لوكالة الصحافة الفرنسية: “لقد ارسلنا ستة رجال لشن هذا الهجوم بينهم قناصة وانتحاريون”.
واضاف: ان هذا الهجوم يأتي ردا على حملة الجيش “وموجة الاغتيالات التي استهدفت عناصر طالبان وترهيب عائلاتهم”.
وقال: “لقد تلقى عناصرنا اوامر بإطلاق النار على التلاميذ الاكبر سنا وليس الاطفال”.
وكان الجيش اطلق هجوما واسع النطاق ضد معاقل حركة طالبان ومجموعات اخرى في وزيرستان الشمالية.
واعتبر الجيش ان الهجوم حقق نجاحا كبيرا في وقف تمرد طالبان الذي اوقع آلاف القتلى في باكستان منذ اطلاقه في 2007م.
وقتل اكثر من 1600 متمرد منذ اطلاق الهجوم في يونيو بحسب ارقام الجيش. وقال طلعت مسعود الجنرال المتقاعد في الجيش والمحلل الامني: ان الهجوم هدفه “اضعاف عزيمة الجيش”.
والمناطق القبلية الخاضعة لحكم شبه ذاتي كانت لسنوات تشكل ملاذا للمتمردين الاسلاميين من مختلف المجموعات بينها تنظيم القاعدة وحركة طالبان وكذلك لمقاتلين اجانب من اوزبكستان ومن الاويغور.

قد يعجبك ايضا