تشارك المرأة اليمنية أخاها الرجل في مختلف المجالات العامة .. واستطاعت أن تحقق الكثير من الإنجازات وتصل إلى مراتب عالية في كثير من المجالات وبصورة تجسد حضور وتفاعل المرأة اليمنية سياسيا مع القضايا الوطنية .. ولعب دور فاعل ومؤثر في الحياة السياسية اليمنية وصناعة القرار لتثبت بأن (العمل السياسي) ليس حكرا فقط على الرجال . وأن التكامل بين مكونات المجتمع هو السبيل الأمثل لتحقيق التحول الحضاري وإقامة دولة مدنية الجميع فيها شركاء.
وفي هذا الاستطلاع نستعرض آراء عدد من النساء حول ممارسة المرأة للعمل السياسي والنجاح الذي حققته .. إلى التفاصيل :
بصمات واضحة
بداية تقول الأخت نورية أحمد _ أستاذة تربوية _ إن المرأة اليمنية رغم المصاعب التي تواجهها حققت الشيء الكثير من النجاحات .. واستطاعت أن تكون في الطليعة في ظل مجتمع يتميز بالسيطرة الذكورية . ومعروف أن المرأة في بلادنا لها بصمات في مختلف الأعمال .. ومن ذلك الجانب السياسي . وهي اليوم تلعب دورا رياديا في هذا المجال وتحتل مكانة مرموقة من حيث مشاركاتها الفاعلة وتبوؤها مناصب عالية .. فنجد أنها الوزيرة والقيادية الحزبية وترأس منظمات حقوقية وتشارك في إعداد الدستور .. إلى جانب مهام ومناصب كثيرة تكللت معظمها بالنجاح ..
مشيرة إلى أن نجاح المرأة في بلادنا في المجال السياسي ومن خلال إسهاماتها الفاعلة والمؤثرة في رسم سياسة البلد أكد أن السياسة ليست حكرا فقط على الرجال مثل ما يعتقد البعض .. والاهم من ذلك أيضا أنها استطاعت إثبات قدراتها وتفاعلها مع القضايا الوطنية في مختلف المجالات .
نظرة المجتمع
وعلى العكس من ذلك ترى أميمة علي ـ طالبة جامعية ـ أن ممارسة العمل السياسي من قبل المرأة اليمنية لا يزال محدودا وغير ظاهر بالشكل الذي يرقى إلى المستوى المطلوب . وذلك بسبب نظرة المجتمع واعتقادهم بإن هذا العمل يخص الرجل وحده ولا يتناسب إطلاقا مع طبيعة المرأة .
وقالت أميمة: لكي تكون المرأة قادرة على المشاركة في تفعيل العمل السياسي يجب أنش تتغير نظرة المجتمع وأن تمنح المرأة امتيازات تدفعها نحو المشاركة والوقوف إلى جنب أخيها الرجل صفا واحدا دون تفضيل .
وأشارت إلى أن المرأة لم تعط المجال الكافي لكي تثبت قدرتها وأداءها بشكل متميز.
ومشاركتها وقياس نجاحها مرهون بالمستوى الديمقراطي الذي تنعم به البلاد .. وهي اليوم بحاجة ماسة إلى منحها الثقة والاعتراف بها خاصة ممن لا يزالون بعقلية متحجرة بأنها شريك أساسي مع أخيها الرجل لبناء هذا البلد والنهوض به . وأكدت أميمة أنه رغم ذلك فقد تمكنت من خوض تجربة العمل السياسي وحققت نجاحات ورضا من جميع الأطراف .
مكانة مرموقة
من جانبها تقول ـ أمل بركات أخصائية مختبرات: إن المرأة أثبتت قدرتها ونجاحها في المجال السياسي .. وأصبحت ذات مكانة محترمة تنافس وتتفوق على الرجل وذلك من خلال دراستها ونظرتها العميقة لأهم وأدق المواضيع المرتبطة بالقضايا السياسية .. وكذلك المشاركة في طرح الأفكار والرؤى والحلول الإيجابية للكثير من الإشكاليات .. كما أنها عنصر قيادي ناجح للمنظمات المدنية ذات الطابع الحقوقي والسياسي .. وفي هذا المجال نجدها تمتلك قدرة وطاقة جبارة للوصول بالمنظمة لهدفها المنشود . وأشارت إلى أن مزاولة العمل السياسي ليس غريبا أو فيه عيب على المرأة أو أنه حكر على الرجال ومن يعتقد ذلك فهو شخص متسلط أناني, يحب أن تظل المرأة مكسورة الجناحين حتى لا تتفوق عليه .. ولعل وصولها إلى أعلى المناصب في هذا المجال دليل على نجاحها وتفوقها بشكل متميز .. فهي اليوم المستشارة والوزيرة والنائبة البرلمانية والحقوقية والقاضية والشخصية القيادية المؤثرة .
وأكدت أن ما قد يقف عائقا أمام تطلع المرأة والتحاقها بالعمل السياسي ..هو استمرار النظرة الخاطئة وكبح الحريات الداعية إلى المساواة بين الرجل والمرأة .
خروج عن المألوف
الأخت فوزية صالح ـ موظفة استعلامات ـ تطرح وجهة نظر مختلفة عن الآراء السابقة بقولها :
أعتقد أن مزاولة العمل السياسي من قبل المرأة خروج عن ما هو مألوف نظرا لصعوبته والمخاطر التي قد يسببها .. موضحة أن وجهة نظرها هذه لا تعني رفضها لعمل المرأة في الشأن السياسي بل تجد أن هناك مجالات أفضل وأنسب لتكون المرأة حاضرة وناجحة إلى جنب أخيها الرجل .. وتكون أيضا عنصرا فاعلا بين أفراد مجتمعها .. ومن هذه الأعمال المشاركة في المجال التربوي أو المجال الطبي أو الإداري أو المشاريع التجارية وغيرها من المجالات المناسبة لطبيعة المرأة ..