التحالف مع الشيطان… بطولة الأغبياء!

أحلام القبيلي

 

التحالف مع الشيطان ليس حنكة سياسية، بل هو إعلان رسمي: لقد عجزت عن المواجهة النظيفة، فلم يبقَ لي إلا أن أستعين بأكثر رموز الشر انحطاطًا.

هؤلاء لا يربحون، بل يتسولون انتصارات بالوكالة. ومن يتسول لا يُحترم، حتى لو ظن أنه انتصر.

وأغبى ما في الموضوع أن يتفاخر بعضهم بهذا الإعلان، وكأن خيانة المبادئ بطولة.

والمضحك أن هؤلاء يقدمون أنفسهم وكأنهم براغماتيون حكماء، بينما في الحقيقة هم مجرد مهرجين سياسيين، يرقصون أمام الشيطان ظانّين أنهم شركاء، وهو في الحقيقة سيدٌ وهم عبيد.

لعبة مكشوفة:

الشيطان لا يوقّع عقودًا مجانية.

كل من تحالف معه خرج محطّمًا، منهكًا، فاقدًا لوجهه وسمعته.

والتاريخ مليء بـ»الأغبياء» الذين تحالفوا مع الشيطان، ثم اكتشفوا أنهم مجرد بيادق على رقعة لعبه.

– من استعان بالمستعمر ضد أبناء وطنه، انتهى خادمًا عند المستعمر.

– من تحالف مع الطغاة ضد خصومه، صار هو نفسه ضحية الطغيان.

– ومن باع نفسه للشر، وجد أن الشر يستهلكه أولًا قبل أن يصل إلى خصومه.

النهاية معروفة:

التحالف مع الشيطان لا يقود إلا إلى نتيجة واحدة: أن الشيطان هو الذي

ينتصر في النهاية. والنتيجة دائمًا خسارتان:

* خسرتَ خصمك (ولو مؤقتًا).

* وخسرتَ نفسك للأبد.

الخلاصة:

التحالف مع الشيطان ليس دهاءً سياسيًا ولا واقعية استراتيجية، بل هو

علامة ضعف، وعنوان إفلاس، وشهادة رسمية على أن صاحبه لم يجد في نفسه ولا في مبادئه ما يكفي ليواجه أعداءه.

أيها الأغبياء، تحالفوا مع الشيطان كما تشاؤون، واحتفلوا بـ»ذكائكم» العظيم.

لكن اعلموا أن الناس لا يرونكم إلا خونة مفضوحين، وأن التاريخ لن يسجلكم إلا كوقود لنار غيركم.

فمبروك… لقد انتصرتم على خصومكم، وخسرتم أنفسكم.

وهذه بطولة لا يجيدها إلا الأغبياء.

 

قد يعجبك ايضا