أكدت أن الاحتفال (تجديد عهد) لرسول الله
رسائل الحشود المليونية في ذكرى ميلاد المصطفى: مستعدون للتضحية نصرة للحق
نجدد الوفاء للمجاهدين في سبيل الله في غزة العزة ولبنان وكل بقاع الأرض
نفوض السيد القائد لمواصلة دكّ الغطرسة الصهيونية
العدو يهدف إلى تركيع الأمة وسلب إرادتها
كما جرت العادة في ذكرى مولد خير البشر يقدم أبناء اليمن النموذج المشرف في إحياء هذه المناسبة العظيمة ويحتشد الملايين في ساحات المحافظات لتأكيد الولاء وتجديد الوفاء للمصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، الحشود المحمدية التي اكتظت بها ساحات الفعالية أكدت استعداد الشعب اليمني لمواجهة الطغاة أمريكا وإسرائيل، تماماً كما واجه الأنصار الأوائل أعداء الإسلام في صدر الدعوة، الاحتشاد اليماني المحمدي بهذا الشكل غير المسبوق جسّد عمق العلاقة التاريخية والروحية مع النبي الخاتم، وأكد أن الحضور ليس احتفالاً شكلياً، بل تجديد عهد مدوٍ للرسول الكريم بالسير على نهجه في مواجهة الجاهلية المعاصرة، إلى أن يُقتلع الباطل من الوجود.
الثورة / أحمد سعيد
ولاء ومحبة واقتداء
أولى الرسائل التي أوصلتها تلك الحشود الهادرة هي تجديد بيعة الولاء والمحبة للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والسير على نهج أجدادنا الأنصار الذين نصروا المصطفى قبل الف وأربعمائة عام وكانوا نعم السند والمدد، أحفادهم اليوم يرسمون بهذا الاحتشاد الكبير لوحة معبرة لهذه المحبة الصادقة والاقتداء الخالص لنبي الرحمة الذي خص اليمنيين عن غيرهم بعدة أوصاف خلدها التاريخ، ولذلك كان لا بد من الوفاء والتأسي والتميز عن بقية الدول العربية والإسلامية في إحياء هذه المناسبة بهذا الزخم والتنظيم الرائع الذي اذهل العالم وأثبت كما قال السيد القائد عبد الملك الحوثي في خطابه للمحتشدين أن محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قلوب اليمنيين هي محبة حقيقية، تتجسد في الالتزام بمنهجه، الذي يدعو إلى الوحدة بدلاً من الفرقة، والعلم بدلاً من الجهل، والعزة بدلاً من الذلة، والقوة بدلاً من الضعف، والعمل الصالح بدلاً من العمل السيئ، إن هذه الحشود تعكس أيضًا رفض الشعب اليمني لمحاولات تشويه الإسلام وفصله عن قضايا الأمة المصيرية، وتؤكد أن الإسلام المحمدي الأصيل هو دين الرحمة والعدل والمقاومة.
تجديد الوفاء لغزة
المحتشدون في ساحات النبي الأكرم حضروا وفي وجدانهم القضية الفلسطينية وما يجري لإخوانهم في قطاع غزة فرفعوا الأعلام الفلسطينية وجددوا الوفاء للمجاهدين في سبيل الله ضد الكيان الصهيوني الغاصب في أرض غزة العزة ولبنان وكل بقاع الأرض، الملايين اليمنيين في عز احتفالهم بمولد المصطفى عاهدوا الله بمواصلة الوقوف مع أهل فلسطين وجميع المستضعفين في الأرض لتكون كلمة الله هي العليا ويعود هذا الدين عزيزا والمسلمين أشداء على الكفار كما وصفهم الله في محكم كتابة، فموقف اليمن المشرف والمساند لغزة ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لدور تاريخي أصيل للشعب اليمني، الذي كان أجداده الأنصار أول من نصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وآواه، ووقف معه في بناء الدولة الإسلامية، فكما نصر الأنصار النبي في أحلك الظروف، يقف اليوم أحفادهم في اليمن لنصرة المستضعفين في غزة، رغم ما تعرضوا له من عدوان وحصار.
رسالة للكيان الصهيوني
ضيوف المصطفى في ساحات المحافظات أوصلوا رسالة فداء وتضحية ليفهمها الكيان الصهيوني الغاصب بأنهم ماضون في موقفهم البطولي إلى جانب الشعب الفلسطيني المكلوم ولن يتراجعوا باستشهاد قيادات رحلوا شهداء على طريق القدس في أعظم تضحية تقدمها دولة إسلامية كي ترتفع راية الإسلام عالية فوق مؤامرات الأعداء ومحاربة الغرب الكافر، أبناء الأنصار في ذكرى مولد سيد البشر أعلنوا استعدادهم جميعاً للتضحية والشهادة نصرة لأهل غزة غير مباليين بالعواقب وحجم الخسائر مادام موقفهم ثابت مع الله على طريق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان قائداً مجاهدا في سبيل الله وليس خطيبا وفي المنابر فقط، ولعل هذه التضحيات الجسيمة التي يقدمها اليمن، تؤكد على أن الثبات على المبدأ هو السبيل للنصر مهما كانت شدة العداء، فالشعب اليمني يدرك أن الصراع مع قوى الظلم ليس مجرد خلاف سياسي، بل هو صراع عقائدي واقتصادي وسياسي واجتماعي، يهدف إلى تركيع الأمة وسلب إرادتها، ولذلك، فإنهم يتمسكون بمنهج النبي في مواجهة العداء، وهو منهج الثبات على المبدأ، والصبر الطويل، والعمل المنظم، والدعاء والاستعانة بالله..
تفويض للقائد والقوات المسلحة
بصوت واحد هادر مجاهد أعلن أحباب الرسول الكريم تفويضهم الكامل لقائد الثورة السيد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله لمواصلة دك عمق الكيان الصهيوني بالصواريخ الفرط صوتية وأيضاً إغلاق الممرات البحرية أمام الملاحة الصهيونية، وطالب أبناء الأنصار القوات المسلحة اليمنية بتفعيل الخيارات الاستراتيجية لردع العدو المجرم الذي يرتكب ابشع الجرائم في حق أهلنا في فلسطين المحتلة، اليمنيون في هذا الاحتشاد الكبير أكدوا استعدادهم ليكونوا جنودا في القوات المسلحة وتفاعلهم الكبير مع دورات طوفان الأقصى لحشد الرجال المدافعين عن كرامة الأمة/ وأكدت الحشود عهدها للسيد القائد على وحدة الصف اليمني، وتماسكه حول قيادته، ورفضها لكل محاولات التفرقة والفتنة التي تهدف إلى تمزيق الأمة وتفريق صفوفها.
لعلماء السوء والمطبعين
هذا الحشد المحمدي المهيب أوصل ثمة رسائل لعلماء السوء في جميع البلاد الإسلامية والذين تركوا الإفتاء بتحريم التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يمارس حرب الإبادة والتجويع في قطاع غزة النازف ويسارعون في كل عام إلى تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف واعتباره بدعة متناسين المسلمين في قطاع غزة الذين يموتون قصفا وجوعا كبارا ونساء أطفالا وشيوخا، كل ذلك لم يشفع لأن يقوم هؤلاء العلماء بدورهم في الدعوة للجهاد مع أبناء الشعب الفلسطيني الذين يواجهون اليهود من وصفهم الله في كتابه الكريم بأنهم أشد عداوة للذين آمنوا، حتى أنهم لا يستطيعون الإنكار على حكامهم نشر الفسق والمعاصي والرذيلة في بلاد المسلمين وعلى رأسها بلاد الحرمين الشريفين التي دنسها فجور نظام آل سعود.