خدعة الديمقراطية

د. محمد حسين الصافي

 

 

الخروج من صندوق التجربة الغربية في السياسة والاقتصاد واجب حضاري على العرب والمسلمين. ليس من باب التنظير الفكري السهل. لكن من باب فهم القوانين الحقيقية التي تحكم التاريخ والمجتمعات. كشف عن بعضها ابن خلدون ان الحكم في الواقع للعصبية الغالبة. اليوم في الغرب العصبية الغالبة هم اليهود. اسماهم أحد فلاسفة الغرب الجنسية عابرة الدول. وهذه حقيقة الديمقراطية الغربية أنها تحكمها العصبية اليهودية. ونقل الديمقراطية إلى العالم العربي تبسيط شديد في السياسة لا يقبله الواقع الحقيقي المسيطر عليه من أجهزة المخابرات العالمية والمنظمات السرية ولوبيات المصالح المالية العالمية.
يقول روجيه جارودي رحمه الله:” إن الديمقراطيات الغربية مجرد أكذوبة بسبب :
أولا: تفاوت الثروات يجعل تكّون إرادة عامة مستحيلاً، بل يسبب مواجهة بين من يملكون ومن لا يملكون، (لأنه يُفترض أن الديمقراطية هي تجسيد للإرادة العامة).
ثانياً: غياب الإيمان بالقيم المطلقة. (بمعنى تتحول الديمقراطية إلى مجرد وسيلة للفساد وتحقيق المصالح الشخصية. كما هو حاصل في أمريكا، أعضاء الكونجرس والشيوخ باعوا أنفسهم للوبي المال اليهودي).
طبعا جارودي كان يتكلم عن الصندوق عندهم في أوروبا وأمريكا. أما عندنا، المنطقة العربية، أضف إلى ما قاله، وجود مشروع إسرائيل وتدخلها وتدخل كل مخابرات العالم التي اخترقت الدول والشعوب كما بدا واضحا في الحرب الأخيرة. يجعل ما يسمى الصندوق كذبة كبيرة جدا صعب حتى على الأطفال تصديقها.
حركة التاريخ الآن هو ما أخبر عنه ارنولد توينبي أن الحضارة الغربية تتحدى الحضارة الإسلامية وان الإسلام سوف يستجيب لهذا التحدي بأساليب ربما لا تخطر لهم على بال. الآن يوجد صراع بين مشروع الهيمنة الغربية السياسية والاقتصادية على المنطقة وبين شعوب تقاوم هذه الهيمنة ولازال مخاض حركة التحدي والاستجابة التي قال بها توينبي تنبىء عن ان الأيام حبلى بمتغيرات أنا شخصيًا أتوقع فيها انهيار الرأسمالية ومعها انهيار الهيمنة اليهودية على الحضارة الغربية. وكل أشكالها الفاسدة في السياسة والاقتصاد.

قد يعجبك ايضا