
● بين التجارب السامقة والتجارب الصاعدة ثمة مسافات ليست متخيلة لكنها تستدعي التوقف والتأمل مثل لوحة أو مخيال فنان ونافذة صغيرة لحلم قادم قد تفتح أفقا من الضوء والألوان وحنان العبيدي شابة في طريق طويل من الألوان والتوق لمجد هائل اسمه الفن وحولها أسرتها ومحبوها في حالة تعكس إلى أي مدى يخلق المحيط الاجتماعي الفن ويأخذ بيديه فلا شجرة بدون تربة خصبة ومناخ ملائم. وفي هذه الوقفة مع حنان الفنانة وعضو «البيت اليمني للفنون التشكيلية» وتعلمت وتعلم الفنون الجميلة إطلالة على تجربتها الشابة.
تقول حنان : «دراستي للفن بشكل منهجي أضافت لي الكثير فلم أكن أعرف شيئا في الرسم سوى كراستي الصغيرة وألواني الخشبية وتشجيع أبي ومكافآته لي بالألوان الجديدة ثم بعدها قيامه بتسجيلي ببيت الفن صنعاء حيث تعرف على الفن الحقيقي على يد أستاذي هشام العلفي الذي ما زال يساعدني حتى هذه اللحظة».
وتضيف : «لا أنسى الأستاذ ردفان المحمدي الذي كان سببا في تواجدي في الساحة الفنية وإدخالي الوسط الفني ثم أنني من خلال أستاذي هشام عرفت أنواع المدراس الفنية وروادها واكتشفت المدرسة التي أحببتها وكنت متأثرة بها وهي المدرسة الواقعية».
حنان تعمل مدرسة للفنون الجميلة وذلك يعزز تجربتها الفنية تقول: «تعزيز الثقة والفخر والإنجاز الفريد واكتساب الخبرات المتنوعة للفنون لكي يصبح الفنان فنانا تشكيليا حقيقيا» . وحول تقييم تجربتها تجيب حنان «لا استطيع أن أقول إني قد وصلت إلى مرحلة النضج فما زلت بحاجة إلى التشبع من الفن ولست الآن سوى في بداية المشوار».
مشيرة إلى أنها تتوق لاحتراف الفن التشكيلي ذلك أن هناك فرقا بين الرسام والفنان التشكيلي «أحب أن أصل لمعنى كلمة فنان تشكيلي بكل ما تعنيه الكلمة فأمامي مشوار طويل». ومع ذلك «لا يمكن أن أقيم أي عمل فني لي فأنا أرى كل عمل له مميزاته وسوف أترك التقييم لمن هم أدرى مني فيه قد يدرك غيري أشياء لم تكن موجودة أو أدرك أشياء أنا وصلت لغيري».
وتضيف «ما يحصل لنا من تعثرات في الفن هو مجرد خوف من انسياق وراء ا?لوان وبريقها الجذاب ولا ندرك الحياة ومصاعبها. مشيرة إلى أن الفنانين التشكيليين في حالة من الانهماك وهذا ما يضع معوقات أمامهم «انهماكنا في الفن ونسيان الناس من ورائنا حب العزلة والوحدة» مشاكل يعاني منها الفنانون.
الفن التشكيلي يعاني – تقول حنان- والدولة مقصرة في حق هذا الفن رسميا عبر مؤسساته.
عوضا عن ذلك فإنها ترى أن ثمة تقصيرا ملحوظا من الإعلام وهذا جعل الفن التشكيلي مهمشا نظرا لغياب تغطيته الإعلامية في مختلف فعالياته.
حنان وهي شابة في بداية مشوارها في الفن التشكيلي تعتز بالتجربة النسائية في الفن التشكيلي في اليمن «التجربة النسوية موجودة وحاضرة بشكل ملحوظ وبقوة في الساحة الفنية ومنهن الكثير مثل غادة حداد وشفاء الشعيبي وهند شقاع وغيرهن». غير أنها لا تخفي تأثرها بالتجارب الذكورية للفنانين اليمنيين «غير أنني متأثرة بالجانب الذكوري أكثر مثل طلال النجار أستاذي هشام العلفي ورفدان المحمدي وزكي اليافعي من الساحة الفنية اليمنية».