أين جهاد أفغانستان والشيشان في غزة؟!

مطهر الأشموري

 

 

منذ العدوان على غزة فإنني كلما تذكرت جهاد أفغانستان والشيشان وحتى الجهاد في سوريا أحس بما لا يقدر ولا يقاس من ألم ومرارة، لأن كل ذلك يؤكد أن الجهاد الإسلامي هو ما تريده وما تأمر به أمريكا، وهي صاحبة الأمر في كل جهاد أسلمة مورس كما هي صاحبة الأمر في منع الجهاد من أجل فلسطين وغزة..
فاذا الجهاد الإسلامي لايمارس إلا بالأمر الأمريكي في أي مكان في هذا الكون، وإذا الجهاد في حين وفي حيث يجب كما فلسطين وغزة في ظل إبادة جماعية وإبادة بالتجويع، فأين هؤلاء الذين زعموا الجهاد من الله ومن كتابه الله ومن خاتم الأنبياء والمرسلين؟..
السؤال الذي يطرح لكل من حشدوا للجهاد في أفغانستان والشيشان وحتى سوريا هو أين هم من قضية فلسطين ومن أبشع جرائم العصر في غزة، وهل هؤلاء يؤمنون بإله غير أمريكا؟..
إذا كانت أمريكا هي في كل أفعالكم وتفاعلكم وتفعيلكم هي إلهكم، فإن كل هؤلاء المستعبدين من أمريكا والمستعملين أمريكياً وصهيونياً بالتلقائية يعنيهم بداهة أن أحداً لم يعد يصدق حدوثاتهم عن أذرع لإيران أو غير إيران..
مثل هذه «الحدوثات» باتت مضحكة مبكية في آنٍ لأن العبيد والمستعبدين أمريكياً وصهيونياً يعنيهم إثبات أنهم يؤمنون بإله غير أمريكا، وذلك هو الثابت الواقعي والتاريخي الذي لم يعد يخفى أو يغطى بأي جدل أو جدال وفوق حدوثات و«فزورات» الأذرع أو الأفرع..
خطاب الأذرع والأفرع الأبله والسامج هو فاقد التأثير ولايستحق نقطة حبر للتعاطي معه وبات يعنينا الأمر الواقع لأمركة وصهينة أنظمة وأحزاب سياسية ومنها بالواجهة الدينية وكلهم تم تطويعهم لعبودية الأمركة والصهينة..
في ظل هذا الأمر الواقع نؤكد أن «حماس» لن تستسلم ولن تسلم سلاحها وأن حزب الله يستحيل أن يسلم سلاحه، وبالتالي فالمقاومة ومحور المقاومة سيواصل مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني وبكل قدراته وأسلحته وقوته الضاربة وهو قوة الإيمان والانتماء للإسلام، وبالتالي فعلى أمريكا والكيان الصهيوني ومن هو معهم أن يمارسوا أفعال وتفعيل ما يطرحونه تجاه غزة وحزب الله وتفكير الضغوط وتشديدها لم يعد من مكان ولا مجال لها وذلك هو كل ما يعتمل وما يمارس..
هؤلاء الذين باعوا دينهم وأوطانهم وكرامتهم لأمريكا والصهيوني لم يعودوا يصدقوا أنه لازال في هذه الأمة أحرار وشرفاء یؤمنون بالله ويجاهدون في سبيل الله فوق كل خسة وخساسة التأليه لأمريكا والصهيونية..
تفعيل الأمركة والصهينة في المنطقة بهذه الفجاجة والوقاحة بات يخرج من معطاة مقاومة أوسع وأقوى وانتظروا المستقبل غير البعيد لتعرفونها وتشاهدونها، ولهذا فالمقاومة ومحور المقاومة يخوضون بكل إيمان وشجاعة واستبسال معركة النفس الطويل، وهذا الصمود الغزاوي التاريخي والفريد لقرابة العامين وبأسلحة بسيطة ومحدودة هو مايفترض أن يفهمه حتى البليد ومحدود الفهم، فأين عبيد الأمركة والصهينة من هذا الصمود الأسطوري غير المسبوق وبما لم يتوقعونه ولا يتوقعه من أحد في هذا العالم..
من يعتقد أنه بعد هذا الصمود الأسطوري لعامين وبعد كل هذه التضحيات ستقبل المقاومة بشروط الكيان الصهيوني ومن يعتقد أن حزب الله بإنجازاته في تحرير لبنان سيقبل تسليم سلاحه فإنهم إنما يعيشون في مزاوجة وازدواجية الجنون والمجون معاً..
هؤلاء يثقون بإلههم الأمريكي ونحن نثق بخالق الخلق وبرب العالمين الذي لا إله غيره، ومادمنا ندافع عن الحق وقضيتنا هي قضية حق فموقفنا ثابت ولم ولن يتغير..
والذين يقرؤون شواهد أو مشهد من خيالهم وأوهامهم وأحلامهم إنما يسيرون إلى خزي في الدنيا قبل عذاب الآخرة..
نحن ببساطة ننتظر إقدام الكيان الصهيوني على احتلال غزة وتنفيذ قرار تجريد حزب الله من سلاحه وذلك متروك للكيفية والآلية ولطبيعة ومعطى المواجهة، وكل ما نعدكم هو استمرار وانتصار المقاومة وأن المستقبل لن يكون إلا للمقاومة ولمحور المقاومة لأن ذلك وعد الله الذي لن يخلفه!!

قد يعجبك ايضا