لم يكن القصف الصهيوني على محطة النفط في العاصمة صنعاء مجرد هجوم عابر، بل كان محاولة مدروسة لإنتاج مشهد بصري ضخم يوحي بالانتصار والسيطرة، لكنه يفتقر لأي قيمة عسكرية حقيقية. الدخان المتصاعد كان الأداة الأساسية التي اعتمد عليها الإعلام الصهيوني لتضليل الرأي العام وإيهام العالم بأن العدوان قد حقق أهدافًا استراتيجية ملموسة، بينما الواقع على الأرض يكشف فشل العدو الذريع في تحقيق أي نتيجة ملموسة على الأرض.
لقد تحولت الأدوات البصرية، وفي مقدمتها الدخان الكثيف، إلى رمز للاستعراض الإعلامي الفاشل، حيث سعى الإعلام الصهيوني لتصوير المشهد وكأنه دليل على الانتصار العسكري والسيطرة المطلقة. إلا أن هذا الاستعراض الإعلامي لم يخف العجز الواضح لدى العدو أمام قدرات الدفاع اليمنية، ولا قدرته على فرض أي واقع جديد على الأرض. الشعب اليمني، بعزيمته وإصراره، أثبت أن القوة الحقيقية لا تُقاس بالمظاهر البصرية، بل بالإرادة الوطنية الصلبة والمواجهة المستمرة.
استعراض الدخان لم يكن سوى إعلان ضمني عن الفشل العسكري والسياسي للعدو، وعن عجزه في تحقيق أي هدف ملموس. محاولة التغطية الإعلامية بهذا الشكل تكشف الإفلاس الصهيوني في مواجهة إرادة الشعب اليمني الصامد. الصور المذهلة للدخان والنيران لم تكن أكثر من خدعة بصرية تحاول إخفاء الحقيقة المتمثلة في أن العدوان فشل، وأن قدرات الدفاع اليمنية المتقدمة استطاعت التصدي لكل محاولات العدوان، وحماية المرافق الحيوية من أي ضرر كبير.
كما أن الاعتماد على الدخان كأداة إعلامية يعكس الإفلاس السياسي والعسكري للعدو، فهو يحاول تعويض نقص القدرات الحقيقية بعرض بصري مبهر، لكنه يبقى عاجزاً أمام إرادة شعب صامد ومتمسك بحقوقه ومكتسباته. الإعلام الصهيوني حاول أن يخلق صورة الانتصار، لكنه اكتشف سريعاً أن الشعب اليمني يمتلك وعيًا وحسًا مقاومًا يكشف زيف كل هذه المحاولات.
إن الاستراتيجية الإعلامية المبنية على النار والدخان تؤكد أن الاحتلال الصهيوني، مهما حاول التلاعب بالصور والمشاهد، لا يمكن أن يخفي الحقيقة: فشل العدوان وعجزه أمام إرادة الشعب اليمني. كل مشهد تم تصويره للإيهام بالقوة أصبح في النهاية دليلًا على الفشل والإفلاس، ومؤشرًا على أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لفرض الهيمنة على شعب يمتلك صموده وإيمانه بحقوقه الوطنية.
في النهاية، يظل الدخان مجرد أداة إعلامية زائفة، وملحمة الصمود اليمني هي الحقيقة الثابتة التي لا يمكن لأي عدوان أن يخفيها. الشعب اليمني صامد، ومتمسك بحقوقه، ومقاوم لكل أشكال العدوان، مهما حاول العدو تضليل العالم بالصور والمشاهد المبهرة. الدروس المستفادة تؤكد أن الإرادة الوطنية الحقيقة أقوى بكثير من أي عرض إعلامي، وأن النار والدخان لم يكونا سوى أدوات فشل صهيوني مكشوف أمام صمود اليمنيين.