أضــرارهــا الصحيـة

إن وضع مدينة صنعاء حتى الآن لا زال من ناحية الإختناقات المرورية في وضع مقبول تماما مقارنة مع العواصم العربية الأخرى التي تشهد تكدسا هائلا للسيارات في شوارعها تؤدي الى تعطل عجلة الحياة في تلك المدن لفترة طويلة وتتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة وهناك دراسات عملية تم إجراؤها في عدد من العواصم العربية أوضحت أن الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الوطني تقدر بالمليارات سنويا ناهيك عن الأضرار الصحية المصاحبة لهذه الظاهرة حيث يشير أحد البحوث الصادرة عن المركز القومي لأبحاث البيئة والصحة في (نيبيرج) بألمانيا ونشرت نتائجه في دورية (نيو إنجلاند) الانجليزية للطب عام 2009م إلى أن التكدس المروري لا يسبب فقط سوء المزاج وتدني الإنتاجية وكثرة أخطاء العمل ولكنه قد يسبب الوفاة وأنه يرتبط بإصابة شخص واحد من بين كل 12 بأزمة قلبية وأن الأشخاص الذين يواجهون التكدس المروري ترتفع لديهم احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية ثلاث مرات عن غيرهم.
ولمعرفة انعكاس الازدحام المروري السلبي على صحة الموظفين والعاملين بشكل خاص يقول أحد أخصائي الباطنية وأمراض الدم: إن تعرض السائقين (الموظفين) للازدحام المروري يؤثر بشكل كبير في صحتهم وأدائهم وإنتاجيتهم فالملوثات التي تملأ الشوارع من عوادم السيارات تؤدي إلى تأثير ضار على جسم الإنسان والحيوان والنبات وبالتالي يخفض قدرة العاملين الإنتاجية وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة كالسكري والضغط والربو والتهابات الجهاز التنفسي فالضغط العصبي والتوتر المستمر يرفع مستويات السكر في الدم فتحدث مضاعفات خطيرة للشخص قد تؤدى للغيبوبة لا سمح الله أما مرضى الحساسية فحتى وإن تم إغلاق نوافذ السيارات أو فتحها فإن التعرض المستمر والطويل للهواء الملوث بعوادم أو لهواء مكيف داخل السيارات في فصل الصيف قد يؤدى إلى الإصابة بأمراض كثيرة لها تأثيرها السلبي على صحة الإنسان وإنتاجيته وأنصح من يعانون أمراضا مزمنة بالهدوء في القيادة واختيار التوقيت المناسب للخروج من المنزل.
أما أحد استشاريي أمراض وجراحات القلب والصدر فيرى أن الكثافة المرورية اليومية ترفع من مستويات التوتر والانفعال لدى السائقين الأمر الذي ينعكس سلبا على القلب خاصة ممن لديهم مشكلات صحية سابقة.
ويضيف أن الازدحام المروري الطويل يزيد من الضغوط لدى بعض الموظفين خاصة المتأخرين عن مواعيد أعمالهم فكثرة الاتصالات الهاتفية التي تستحثهم على الاستعجال في الوصول للعمل قد يقود للضغط العصبي وللإرهاق ويرفع نسبة الأدرينالين في الجسم ويزيد من دقات القلب ويؤثر في انتظام طريقة عمله وقد يؤدى لمضاعفات تظهر على المدى الطويل. ويقدم نصيحته الطبية لقائدي المركبات من الموظفين وغيرهم ومرتادي الطرق بشكل عام وهي عدم التوتر والابتعاد عن المشادة الكلامية والهدوء مع السائقين الآخرين وأن أهم طريقة للتخفيف من وطأة الزحمة تقبل الواقع بصدر رحب فلا داعي للغضب والضغط على النفس وعلى من يتعرضون للازدحام اليومي ممارسة الرياضة يوميا والاهتمام بغذائهم الصحي.
وللحديث بقية
مدير شرطة سير أمانة العاصمة صنعاء

قد يعجبك ايضا