دفع الكثير من العراقيين ولا زالوا يدفعون جراء العمليات الميدانية البرية والجوية الدائرة ضمن الحرب على الإرهاب ممثلا بتنظيم (داعش) ثمنا من مكتسباتهم واضطراب معيشتهم وأرواحهم منذ بدء الحرب في بعض المحافظات العراقية قبل فترة.
وعلى وجه الخصوص فإن المدنيين في المدن والبلدات التي تدور فيها المواجهات وتستهدفها الضربات الجوية وأبناء العزل الذين ليسوا مشاركين مع أحد الطرفين يتحملون العبء الأكبر من تلك الخسائر ولا تبرز أخبارهم كثيرا إعلاميا.
خطأ نتج عن إحدى الغارات الجوية لهيلوكبتر تابعة للجيش العراقي أدى لمقتل شقيقين في بلدة يثرب لم يكونا ضمن الخسائر المحتملة للضربة التي قامت بتنفيذها على منزل تابع لأحد المتشددين بحسب شهود نقلت وكالة (رويترز) أمس عنهم ذلك ربما كانا مارين في الطريق أو يجاور سكنهما أو عملهما ذلك المنزل وتلك خسارة وإن كانت فادحة إلا أنها محتملة.. لكن وأثناء تشييع جنازة الشهيدين في وقت لاحق أتت طائرة أخرى (لم يتضح من شن الضربة الثانية) بحسب وكالة (رويترز) ما أدى إلى مقتل 15 شخصا من قبيلة البوحشمة القاطنة في بلدة يثرب وعن طريق الخطأ بحسب تأكيد مصدر في المخابرات العراقية في العاصمة العراقية بغداد بحدوث الخطأ والعمليتين.
فإن 17 مواطنا عراقيا أعزل قد تم قتلهم عن طريق الخطأ في بلدة صغيرة من البلدات الدائرة فيها الحرب المسلحة والاستخباراتية الدولية والاقليمية ضد الارهاب وداعش خصوصا فإن تلك الخسارة تفوق بالتأكيد كثيرا الحدود المحتملة للخسائر وقتل الأرواح التي تصيب العزل في ميادين الحرب ويجب التركيز عليها لغرض الحد منها وحصرها حتى لا يتم استهداف الخصوم وأهاليهم كما كان يحدث خلال حكومة المالكي وأدت نتائجها وتفاعلاتها إلى اقصائه من الحكومة وتأجيج النعرة الطائفية في العراق عبر استخدام قوة الدولة ومواردها من قبل طرف ضد أطراف أخرى.
وعلى الأطراف الدولية المشاركة في قيادة وتنفيذ العمليات المسلحة تقع أولا المسؤولية في التقليل من تجاوز التدمير لحدود الأهداف المستهدفة من القوات المساهمة في تنفيذ العمليات والملاحقة والتصدي لأفراد ومجاميع داعش عبر المساءلة والمحاسبة حتى لا تتحول لأهم عوامل الإخفاق للأهداف المتوخى تحقيقها جراء الحرب الدائرة على الارهاب وقبلا كحق أصيل للقاطنين في ساحات الحروب يجب تأمين أرواحهم قدر المستطاع بحسب الأعراف والقوانين الإنسانية الدولية وعدم تعريضهم ومكتسباتهم للخطر.
وإذا كانت بلدة يثرب الصغيرة قد فقدت 17 قتيلا من مدنييها جراء خطأين ـ ربما ـ نفذا من قبل القوات الجوية الحكومية العراقية والدولية اعترف بهما مسؤول حكومي وحدثا خلال أقل من أربع وعشرين ساعة وفي مساحة بسيطة من ميدان المعركة الممتدة من الحدود الإيرانية وحتى الحدود العراقية ضد الارهاب.. تبرز تساؤلات منطقية وبديهية مثل: كم عدد الضحايا العزل من المدنيين العراقيين ـ أيا كان مذهبهم أو قوميتهم ـ الذين قتلوا منذ بدء المعارك حتى الآن¿!!
وهل حوسب أو سيحاسب المسؤولون عن تلك الأخطاء¿ ومتى¿!!
Prev Post
قد يعجبك ايضا