ثمانون عاما من المسرح الشعري فöي اليمن

سامي الشاطبي –
احتفاء بمذاق المسرح:
فöي زمن تناست فيه الكثير من المؤسسات الثقافية أعلامها ورموزها صدر عن جامعة الأندلس كتاب تذكاري بعنوان (ثمانون عاما للمسرح الشعري فöي اليمن..باكثير رائدا) وذلك بمناسبة مرور (80) عاما على انطلاقة المسرح الشعري فöي اليمن على يدي رائد المسرح والإبداع علي احمد باكثير وتحديدا مسرحيته الشهرية مسرحية (همام في بلاد الأحقاف).
احتوى الإصدار والذي جاء فöي (145) صفحة من القطع المتوسط على عدة دراسات وأوراق عمل فöي إطار ندوة كبرى نظمت قبل أيام فöي صنعاء بعنوان (ثمانون عاما للمسرح الشعري فöي اليمن.. باكثير رائدا مسرحية همام أو فöي عاصمة الأحقاف)
رحلة المسرح اليمني:
قدم الدكتور محمد أحمد العامري فöي ورقته التي كانت أول الأوراق دراسة بعنوان: (رحلة المسرح اليمني) أورد فيها عرضا لتاريخ المسرح ونشوئه وتطوره واستعراضات لعدد من أبرز أعلامه..
خلاف تجاوزه بخلاف:
تجاوز الخلافات حول البدايات القديمة جدا للمسرح وكرس دراسته للتدقيق والتحقق من بدايات المسرح الحديث فöي اليمن ..إذ يرى بأن البدايات والتي ظهرت تباشيرها فöي الشطر الجنوبي سابقا تحققت من خلال الوجود المبكر للاحتلال البريطاني ورغبة أبناء اليمن في عدن فöي هذا الفن كي يربطهم بأمجادهم والوجود المبكر للتعليم النظامي وانتشار الصحافة..صـ(15)
مؤكدا على دور مدينة عدن فöي احتضان العشرات من تلكم الأعمال التي اتسمت فöي بداياتها بالتقليدية والكلاسيكية المفرطة .. واختتم دراسته التي عرضها بأسلوب أدبي أكثر من علمي رواد المسرح الشعري والمسرح النثري ونزعات المسرح واتجاهاته وإجمالا يرى العامري بأن “اتجاه الكتاب إöلى الواقعية فوضعوا مجموعة لا بأس بها من المسرحيات مستمدة من الواقع ومشكلاته ومن ثم تعددت الموضوعات والاتجاهات المسرحية وتداخلت صـ23”
دراسة أخرى بعنوان (مسرحية همام للأديب باكثير ..خواطر وملاحظات)..لم تكن فöي الحقيقة تحمل مجرد خواطر عن تلك المسرحية الشهيرة بل كانت بحثا فöي العمق عنها..وأعتب على الدكتور عبدالحكيم الزبيدي لعنوتنه الدراسة ب(خواطر وملاحظات)
ولمن لا يعرف محتوى المسرحية فهي مسرحية تناولت موضوع (واقع المجتمع اليمني فöي حضرموت) ..نشرت فöي العام 1933م وكانت سببا لينال باكثير ريادة المسرح
رسائل باكثير
بكثير من التمعن والتدقيق تناول الأستاذ خالد سالم بريشان فöي دراسته (الأديب علي أحمد باكثير ورسائل إصلاح المجتمع فöي مسرحية همام) واحدة من أهم القضايا التي كرس باكثير حياته وقلمه وفكره لأجلها..
تتداخل فöي دراسة الزبيدي أعمال باكثير مع سيرته الذاتية العطرة..حتى ليكاد المرء يظن أن مسرحية همام ما هي إلا انعكاس لتفصيلة صغيرة من تفاصيل حياة باكثير .. هذا العملاق سواء فöي حياته أو فöي أعماله أو فöي نتاجاته الشعرية والمسرحية..
باحارثة يعيد صياغة باكثير:
تميزت دراسة الدكتور أحمد هادي باحارثة لطرحها مسألة الحركة النقدية التي شهدتها تلك المسرحية عقب صدورها ..والدراسة التي بدت تميزها الجهد التوثيقي الكبير الذي بذله باهادي فöي جمع ما نشر فöي تلك الحقبة عن تلك المسرحية.
يعترض باهادي “على أن باكثير لم يرفض المسرحية الشعرية حسب ما فهمه بعض النقاد بل ميز نوع لغتها بحسب أدائها التمثيلي على المسرح فما يمثل بطريقة الكلام اليومي العادي أولى به أن يكتب نثرا وما كان يقصد به التلحين او الغناء” صـ109
شذرات عن باكثير:
ولد باكثير فöي العام 1910م فöي إحدى الجزائر الأندونيسية بعد عام من هجرة والده إليها..أتقن العربية نتيجة لحرص والده على تعليمه إياها فöي بلاد المهجر أقبل فöي سن الـ13 على الشعر العربي حفظا ونظماتأثر بالمتنبي فترك ذلك بصمات واضحة على نتاجه.
تسبب وفاة زوجته فöي إذكاء الأحزان فöي شعره وكانت سببا فöي سفره فöي عدة بلدان ..آخرها الحجاز والتي كانت تشهد فöي تلك الفترة ازدهارا ثقافيا…فöي الحجاز عقد الكثير من الصلات وتعرف على المسرح الشعري وألف مسرحيته (همام فöي بلاد الأحقاف) .
غادر إöلى القاهرة عام 1934م ليبدأ فيها عهدا زاخرا بالعطاء الإبداعي الشعري والمسرحي..العشرات من الأعمال المسرحية والشعرية والإبداعية ..أبرزها مسرحية همام فöي بلاد الأحقاف..
توفöي مطلع العام 1969م فöي القاهرة ..ولد غريبا ومات غريبا ..لكن إبداعه خلده إöلى الأبد.

قد يعجبك ايضا