الاعتداء على المنشآت العامة .. انتهاك لحرمات الله


أوضح عدد من الدعاة والعلماء أن معاقبة وفضح المعتدين على المنشآت الخدمية أمام الرأي العام هو الحل الأكثر نفعا في ردع كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات الوطن وخيراته تحت أي مسمى, مؤكدين أن الاعتداء على المصالح العامة تحت مبرر الابتزاز أو تنفيذ الحقوق محرم شرعا فللمال العام حرمة كحرمة المال الخاصº بل هو أشد .
العلامة محمد القاضي يؤكد أهمية التوعية المجتمعية بخطورة الاعتداءات على المنشآت الخدمية والمال العام .. موضحا بأن هناك قصوراٍ في هذا المجال سواء من قبل وسائل الإعلام أو من قبل الخطباء والمرشدين والدعاة وغيرهم , وأنه لم توضع برامج قوية لتوعية المجتمع بمخاطر هذه الظاهرة وخاصة في أوساط الشباب الذين تركز عليهم الجماعات المتطرفة وتستقطبهم للعمل ضمن صفوفها , وقال: إن التوعية لا تقتصر فقط على من تم ذكرهم سابقا فرب الأسرة مسئول والمدرس مسئول والمثقف مسئول والمجتمع بكل شرائحه مسئول وعلى الجميع الوقوف صفا واحدا لمحاربة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا اليمني والتي تتنافى مع ديننا وتعاليمه السمحة التي تدعو إلى نبذ العنف والتطرف وتدعو إلى الأخوة والتسامح والتعايش بسلام بين كل أبناء الوطن .
العمل المجتمعي
داعيا إلى العمل على خلق مجتمع مدني والعمل على نشر روح الحوار الديمقراطي الهادف والبناء واحترام الرأي والرأي الآخر, وقال: يجب أن يكون المواطن ارتباطه بالوطن والشعب عامة وليس القبيلة والحزب والجماعة حتى لا تكون اليمن مرتعا للصراع والإرهاب والاختطاف والاعتداءات.
مضيفا : إن الاعتداء على المصلحة العامة كالكهرباء وأنابيب النفط أو الاختطافات تحت مبرر الابتزاز أو تنفيذ الحقوق محرم شرعا فللمال العام حرمة كحرمة المال الخاصº بل هو أشد كما قال بعض العلماءº إذ هو اعتداء على حقوق المجتمع كله والخاص اعتداء على حق فرد واحد والمال الخاص له من يحميه أما المال العام فحمايته مسؤولية المجتمع كله. وقد جاء الوعيد الشديد في ذلك فعن خولة الأنصارية قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن رجالاٍ يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة وفي رواية : إن هذا المال خضرة حلوة من أصابه بحقه بورك له فيه ورب متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار.
مشروع النهوض
وأما العلامة محمد المتوكل فيستهل حديثه بالقول: الحقيقة المرة أن اليمن تمر بفترة عصيبة في تمزق وتشتت وغياب لأي مشروع حضاري يمكنهم من النهوض من هذه الحالة المزرية التي يعيشونها بعيدا عن مخرجات الحوار الوطني لقد تدهور في ضمير الكثيرين الإحساس بالانتماء الواحد والتاريخ الحضاري المشترك والمصير الواحد في الواقع فالخطر يتهدد الجميع لأن الكل في سفينة واحدة تتلاطمها الأمواج وإذا لم يتكاتف كل من في السفينة للعبور بها إلى بر الأمان فإن الجميع سيغرق.
ومضى يقول: لا خلاف بين الفقهاء أن الاعتداء على المصلحة والمال العام والمنشآت الخدمية من أشد المحرمات ويلزم المعتدي ردْ ما أتلف أو ردْ مثله إن كان مثلياٍ وقيمته إن كان قيمياٍ وإن تقادم عليه زمن أخذهº لأنه نوع من أنواع الغلول. قال الله عز وجل: (وِمِنú يِغúلْلú يِأúت بمِا غِلِ يِوúمِ الúقيِامِة ثْمِ تْوِفِى كْلْ نِفúسُ مِا كِسِبِتú وِهْمú لِا يْظúلِمْونِ) فهذا حكم واضح التحريم .
الاحتكام لله
مبينا أن الحل يكمن إلى الاحتكام إلى شرع الله امتثالا لقوله تعالى “وِاعúتِصمْوا بحِبúل اللِه جِميعٍا وِلِا تِفِرِقْوا وِاذúكْرْوا نعúمِتِ اللِه عِلِيúكْمú إذú كْنúتْمú أِعúدِاءٍ فِأِلِفِ بِيúنِ قْلْوبكْمú فِأِصúبِحúتْمú بنعúمِته إخúوِانٍا” , متسائلا: أين نحن من هذه الآية الكريمة لو أننا اتبعنا ما ذكر فيها وهو أمر بسيط للغاية ما كنا وصلنا إلى هذا المستوى من التخريب والتفرقة والشتات !!
المعاقبة والردع
فيما ترى الداعية إيمان النجدي – جامعة القرآن الكريم وعلومه أن معاقبة وفضح المعتدين على المنشآت الخدمية أمام الرأي العام هو الحل الأكثر نفعا في ردع كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات الوطن وخيراته تحت أي مسمى ومحملة العلماء الدور الأكبر والأعظم في نشر ثقافة السلم والحوار والبناء المجتمعي من خلال خطبهم ومواعظهم وحلقات الذكر التي تقام باستمرار والخواطر والمنشورات الدينية التذكيرية كيف لا وهم أصحاب الكلمة والدعوة وتأثيرهم أقوى وأبلغ من مختلف وسائل الإعلام أو الدورات والبرامج والمؤتمرات المقامة هنا وهناك وقد لاحظنا هذا الدور جليا خلال أحداث الأعوام الماضية على مستوى اليمن بأسره … ومن هنا هي صرخة مدوية ورسالة أبعثها إلى مختلف العلماء والخطباء والدعاة أن يكونوا على كلمة واحدة بعيدا عن الحزبية والطائفية والمناطقية ويخرجوا من قيدها وأسرها إلى رحب الوطنية بتأجيج روح التوحد والاتفاق وتهيئة النفوس لتقبل الآخر بفكره ورأيه ومرجعيته بكل رحب وسعة بشكل يخدم المصلحة العامة ويضيق دوائر الاختلاف والاعتداءات .

قد يعجبك ايضا