كوريا الشمالية تقر بفشل تجربتها لإطلاق صاروخ طويل المدى ومواقف دولية منددة بذلك
الثورة نت –
أقرت كوريا الشمالية بفشل تجربتها لإطلاق صاروخ يحمل قمر صناعي الى الفضاء الخارجي في خطوة قوبلت بانتقادات دولية بسبب مخاوف من أنه قادر على حمل رأس حربي نووي.
وقالت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية إن القمر الصناعي “كوانغ ميونغ سونغ 3” الذي تم إطلاقه صباح اليوم على متن صاروخ طويل المدى قد فشل في الوصول إلى مدار حول الأرض .
وقد قطع التلفزيون المركزي برامجه المعتادة ظهر اليوم من أجل الإعلان عن ذلك .
وأوضحت وكالة الأنباء الشمالية في تقرير لها أن إطلاق الصاروخ قد تم في الساعة السابعة و39 دقيقة من صباح اليوم في موقع بمنطقة تشول سان بمقاطعة شمال بيونغ آن .
ونقل /راديو كوريا/ الدولي عن التقرير قوله أن علماء ومهندسين وخبراء يبحثون حاليا في أسباب فشل إطلاق الصاروخ .
ويرى الخبراء في الشؤون الكورية الشمالية إنه من غير المعتاد إطلاقا بالنسبة للدولة الشيوعية أن تعترف هكذا بفشلها حيث ادعت بيونغ يانغ من قبل نجاح تجربتيú إطلاق الصاروخيúن كوانغ ميونغ سونغ 1 و2 في عامي 1998 و2009 على التوالي فيما يؤكد المجتمع الدولي فشل هاتين التجربتين أيضا .
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن بيونغ يانغ أطلقت الصاروخ ذا المراحل الثلاث في الساعة السابعة وتسع وثلاثين دقيقة من صباح اليوم من قاعدة “دونغ تشانغ ري” في مقاطعة شمال بيونغ آن .
وأكدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن الصاروخ قد انفجر وتمزق إلى عدة أجزاء بعد انطلاقه بعدة دقائق فقط وذلك قبل أن تنفصل أجزاؤه بشكل طبيعي حيث سقط فوق البحر الأصفر على مسافة تقدر بما بين 120 إلى 210 كيلومتر من مدينة كونسان الكورية الجنوبية .
وذكرت وكالة الانباء الكورية “يونهاب” أن مدمرة سيجونغ من الجيش الكوري الجنوبي رصدت لأول مرة عملية إطلاق الصاروخ وتابعت مساره.
وقالت ان السلطات العسكرية من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تقوم بتحليل السبب في فشل عملية الإطلاق ومواقع سقوط شظايا منه .
كما أكدت الحكومة اليابانية أن الصاروخ قد تمزق إلى أربعة أجزاء على ارتفاع 120 كيلومترا .
ونقلت شبكة /سي إن إن/ الإخبارية الأمريكية عن مسؤول في واشنطن قوله إن الصاروخ قد انفجر في الجو بعد إطلاقه.
وقد عقدت رئاسة الجمهورية الكورية الجنوبية اجتماعا طارئا للشؤون الأمنية لبحث تداعيات الإطلاق الكوري الشمالي للصاروخ .
ودعت كوريا الجنوبية مجلس الأمن الدولي للرد على تحدي كوريا الشمالية بإطلاقها الصاروخ بعيد المدى على الرغم من أن عملية الإطلاق باءت بالفشل.
وقال مسئول كبير في وزارة الخارجية في سيول إنه بغض النظر عن نجاح أو فشل إطلاق الصاروخ فإننا نحث مجلس الأمن الدولي على اتخاذ إجراءات ضد إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ.
كما صرح مصدر حكومي في سيول اليوم الجمعة بأن وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونغ هوان ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تعهدا اليوم الجمعة بالقيام بتحرك حازم ضد إطلاق الصاروخ طويل المدى بواسطة كوريا الشمالية.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الكورية إن كيم وكلينتون اتفقا خلال محادثة هاتفية على التعاون الوثيق ضد عملية الإطلاق الكورية الشمالية وإحالة القضية إلى مجلس الأمن الدولي.
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن كيم وكلينتون اتفقا في وجهات النظر على ضرورة أن يبعث المجتمع الدولي برسالة قوية وواضحة إلى كوريا الشمالية واتخاذ خطوة حازمة ضد بيونغ يانغ.
وقال أيضا إنهما تبادلا المعلومات حول فشل إطلاق الصاروخ.
الى ذلك بدأت طوكيو اليوم حملة دبلوماسية وسياسية ضد بيونغ يانغ لإدانتها في الأمم المتحدة عقب قيام كوريا الشمالية اطلاق كوريا الشمالية بإطلاق الصاروخ .
وطلبت الحكومة اليابانية عقد إجتماع خاص لمجلس الأمن لمناقشة قضية الصاروخ الكوري الشمالي بغض النظر عن نجاحه أو فشله ولكن بسبب ” تحدي بيونغ يانغ لنداءات اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة بعدم إطلاقه .
يأتي هذا في الوقت الذي ذكرت تقارير صحفية أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع اليوم لبحث قيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ طويل المدى.
وأفادت التقارير نقلا عن مسئولين اثنين بالأمم المتحدة ودبلوماسي أمريكي بأن المجلس المؤلف من 15 عضوا خطط لاجتماع صباح اليوم غير أنه لم يرد إعلان رسمي من مقر الأمم المتحدة في نيويورك بشأن هذا الاجتماع.
وكانت رئيس المجلس المندوبة الأمريكية سوزان رايس قالت إنه إذا قامت كوريا الشمالية بإطلاق الصاروخ فإن ذلك سيشكل “انتهاكا صريحا” لقرارات الأمم المتحدة التي تمنع كوريا الشمالية من استخدام تكنولجيا الصواريخ الباليستية.
هذا ومن المتوقع أن يصدر المجلس بيانا باسم رئيس المجلس أو يتبنى قرارات جديدة يندد فيها بانتهاك كوريا الشمالية لقرارات الأمم المتحدة وذلك في غضون أسبوع واحد .
وكان المجلس فرض مجموعتين من العقوبات ضد كوريا الشمالية عامي 2006 و 2009 بعدما قامت الدولة الشيوعية باختبارات نووية. وفي عام 2009 أطلقت كوريا الشمالية صواريخ قصيرة المدى بعد أن قامت بتفجيرات نووية.
و شجب وزراء خارجية دول مجموعة الثماني المجتمعون في واشنطن اطلاق الصاروخ وقالوا انهم سيطلبون من مجلس الامن الدولي اتخاذ “التدابير المناسبة”.
واعتبر وزراء المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وروسيا واليابان في بيان في ختام اجتماعهم ان اطلاق الصاروخ “يقوض السلام والاستقرار في المنطقة”.
واعتبرت واشنطن ان التجربة تنتهك القرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي في 2006 و2009 والتي تحظر على كوريا الشمالية اجراء تجارب نووية او بالستية.
وقال جاي كارني الناطق باسم الرئاسة الاميركية ان “كوريا الشمالية لا تفعل سوى زيادة عزلتها من خلال قيامها باعمال استفزازية وهدر اموالها على الاسلحة والدعاية في حين يعاني عدد متزايد من الكوريين الشماليين من الجوع”.
وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله دان من جهته بشدة اطلاق الصاروخ حيث اعتبره مخالف للقانون الدولي ودعا الأمم المتحدة إلى التحرك.
من جانبها دعت الصين اليوم الى “الهدوء” و”ضبط النفس” بعد فشل كوريا الشمالية في اطلاق صاروخ كان من المفترض ان يضع قمرا اصطناعيا لمراقبة الارض في المدار ونددت به الاسرة الدولية بانه “استفزاز”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين: “نأمل ان يحافظ جميع الاطراف على الهدوء وان يمارسوا ضبط النفس ولا يقوموا بما من شانه تهديد السلام والاستقرار في شبه الجزيرة (الكورية) والمنطقة”.
واضاف المتحدث: “ان “الصين اخذت علما باطلاق جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية قمرها الصناعي وكذلك اخذت علما بردود فعل الاطراف المعنيين”.
وكان السفير الروسي في مجلس الامن فيتالي تشوركين قال في وقت سابق ان اعضاء المجلس متفقون على ان اطلاق الصاروخ يشكل “انتهاكا” لقرار مجلس الامن رقم 1874 الصادر في 2009 بعد اخر تجربة نووية اجرتها بيونغ يانغ والذي حظر عليها اجراء تجارب نووية او بالستية.
سبأ
