الشيخ نعيم قاسم: إذا اختارت “إسرائيل” العدوان الواسع فإن الصواريخ ستسقط عليها

الثورة نت /..

أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الثلاثاء، أن الحزب ليس معنياً بسحب سلاح المقاومة إرضاءً للعدو الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وإحدى الدول العربية تسعى وتضغط بكل ما أوتيت من جهد لفرض خيار سحب السلاح.

وقال الشيخ قاسم خلال كلمته في الذكرى الأربعين لاستشهاد القائد الإيراني في الحرس الثوري اللواء محمد إيزدي (الحاج رمضان): “يجب أن يُدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء اللبناني بند واضح بعنوان: كيف نواجه العدوان الإسرائيلي ونحمي السيادة؟ ما هي الإجراءات العملية المطلوبة؟ كيف يمكن إشراك الأحزاب والقوى والطوائف والشعب وسائر المعنيين في عملية الدفاع عن لبنان؟ كيف نقف معًا من أجل إخراج الاحتلال الإسرائيلي؟ كيف نزيد الضغط على العدو الإسرائيلي من خلال الرعاة المتواطئين أو بطرق أخرى؟، وليس سحب سلاح المقاومة”.

وتساءل: ” إذا كنتم فعلاً تدعمون لبنان، فعليكم أن تكونوا مع وقف العدوان، وإخراج الاحتلال الإسرائيلي، والبدء بإعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى. بعد ذلك تعالوا وتحدثوا معنا في أي شأن تشاؤون، ونحن جاهزون”.

وأكد أن “المقاومة جزء من اتفاق الطائف، وهي منصوص عليها في الإجراءات المطلوبة لحماية لبنان بكافة الوسائل، ولا يمكن أن يُناقش أمر دستوري بالتصويت، بل يتطلب توافقاً ومشاركة مختلف مكونات المجتمع حول القضايا المشتركة”.

وأضاف الشيخ قاسم : “كما أن إلغاء الطائفية السياسية يتطلب توافقاً عاماً، وكما أن توزيع المناصب وفقاً للاطمئنان الطائفي يُعدّ ميثاقياً، فإن المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي أيضاً مسألة ميثاقية لا تُناقش إلا بالتوافق”.

ودعا الشيخ قاسم إلى نقاش وطني حول استراتيجية الأمن الوطني والدفاعية، قائلاً: “الأمن الوطني يتجاوز مسألة السلاح، ويأخذ في الاعتبار تراكم القوة، ووحدتها، والدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي. الاستراتيجية ليست لنزع السلاح وفق جدول زمني كما يتوهّم البعض”.

وأردف: “كنا ننتظر أن نجتمع مع المعنيين كمقاومة لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني، لكنهم بدلاً من ذلك اختزلوا كل شيء بمطلب نزع السلاح، ولم يقدموا أي تصور حقيقي عن أمن وطني جامع. نحن لا نقبل بذلك، ونعتبر أنفسنا مكوّناً أساسياً من مكونات لبنان، وبالتالي نحن بحاجة إلى إعادة نظر في مقاربة هذا الملف”.

كما أكد حرص حزب الله على “استمرار التعاون والتفاهم والنقاش مع الرؤساء الثلاثة”، مشدداً على أنه “لا يجوز أن يُشعر أحد بالضغط فيلجأ إلى ممارسة الضغوط الداخلية، لأن مصلحة لبنان تقتضي أن يعرف الجميع أن هذا البلد له خصوصيته”.

ودعا إلى عدم الانجرار خلف الإملاءات الخارجية، مضيفاً: “لا أحد مرتاح في هذا البلد، فالضغوط تتوالى علينا تباعاً. لكننا نقول بوضوح: هذه قضايا داخلية لا تُناقش إلا بين اللبنانيين. لا يحق لأحد أن يفرض علينا اتفاقات من الخارج. نحن نريد اتفاقاً فيما بيننا من أجل السيادة والاستقلال”.

وأكد أن “حل أي أزمة في لبنان لا يتم إلا بالتوافق، وهذا موضوع استراتيجي وأساسي يجب أن ننجزه من خلال المؤسسات، والجيش، والمقاومة التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من هذا النسيج الوطني”.

وتابع: “اليوم، يمكن للدولة اللبنانية أن تعلن أمام المجتمع الدولي مسؤوليتها عن الحدود الجنوبية والشرقية. ولتُحاسب الدولة اللبنانية إذا وقع أي حادث هناك، لأنها تقوم بواجبها كاملاً على المستوى الداخلي، وقد أثبتت قدرتها على ضبط الإيقاع ومنع المجازر والتعقيدات في القرى”.

وأردف الشيخ قاسم: “لا يحق لأحد أن يحرم لبنان من عناصر قوته التي تحمي سيادته، ولا يحق لأحد أن يمنع لبنان من أن يكون عزيزاً. هذا أمر أساسي، ويجب أن يُرسّخ في الأذهان. لقد قدمنا الكثير، وقدّم اللبنانيون والجيش والشعب تضحيات عظيمة. لا يحق لأحد أن يستخف بذلك”.

واستطرد: “من قدّم التضحيات وحرّر الأرض أكثر وطنية ممن عبث بالوطن وقتل المواطنين. لا أحد يُزايد علينا. لنا تاريخ مشرف، وتاريخنا يختصره سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، الذي رحل شهيداً مقداماً، شجاعاً، وقدّم للإنسانية، ولفلسطين، ولبنان ما لم يقدّمه الكثيرون”.

وأوضح أن” العدوان الإسرائيلي كان سيصل إلى بيروت، وكان يستهدف تغيير كل شيء في لبنان، لكن المقاومة والجيش والشعب وقفوا في وجهه ومنعوه من تحقيق أهدافه”.

وأكد أمين عام حزب الله أن “المقاومة بخير، قوية، تمتلك الإيمان والإرادة، وهي مصممة على حماية سيادة لبنان واستقلاله. جمهور المقاومة صابر ومتماسك، والمجاهدون على أتمّ الجهوزية للتضحية. وهذه حقيقة يعرفها الجميع”.

وشدد على أن “لا يمكن للبنان أن يلتزم بالتخلي التدريجي عن قوته، فيما تبقى كل أوراق القوة بيد العدو الإسرائيلي”، لافتًا إلى أن بعضهم يبرر هذا التوجه بذريعة “إزالة الحجج” من أمام الخارج، تحت ضغط التهديد بوقف التمويل وفرض العقوبات.

وتساءل: “ما نفع التمويل إن سُلِب قرارنا، وانتهكت سيادتنا، وبقي جزء من أرضنا محتلًّا، وصار البلد بلا خيار؟ سنصبح عبيدًا! ونحن لا نقبل أن نكون عبيدًا لأحد، لا لأميركا، ولا لبعض الدول العربية، ولا لأي جهة في العالم”.

وأشار الشيخ قاسم إلى أن الضغط الذي يُمارَس اليوم هدفه التخويف بالحرب وتوسيع العدوان، سائلاً: “لماذا يعتمد الكيان الإسرائيلي اليوم الاعتداءات المحدودة والضغط السياسي الأميركي، ولا يذهب مباشرة إلى عدوان واسع؟ لأن مصلحته أن لا يخوض حربًا شاملة، إذ إن المقاومة، والجيش، والشعب سيدافعون، وسقوط الصواريخ في داخل الكيان الإسرائيلي سيُسقط كل الأمن الذي بنوه منذ ثمانية أشهر في ساعة واحدة”.

وتابع: “العدو يدرك أن الرد سيكون مكلفًا، لذا يتجنب الحرب المفتوحة، وعلينا ألّا نسمح لأحد بتهويل الأمور علينا”، متسائلاً: “هل إذا قدمنا كل شيء سيتوقف العدوان؟ لا! بل العكس، إذا لم يتبقَّ لدينا شيء، تصبح فرصة الاعتداء أكبر”.

كما أكد أن” لا أحد يحمي لبنان وشعبه في حال التنازل، مستشهداً بتصريح وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش الذي قال إن “الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من النقاط الخمس جنوب لبنان، وإن القرى التي دمّرت لن يُعاد إعمارها”، متسائلًا: “ألا يعني هذا أن الاحتلال يُصرّ على إبقاء يده فوق لبنان؟”.

ورأى الشيخ قاسم أن “الرهان على الخارج لا يُجدي، فإن كان الخارج يريد استقرار لبنان، سيرضخ لإرادته حين يصمد، أما إن لم يكن يعنيه، فلن تجدي كل التنازلات”.

وحذّر من أن المعركة الدائرة اليوم تمسّ الكيان الوطني بأسره، قائلًا: “اعلموا أن هذه المعركة، إما أن يفوز فيها لبنان، كل لبنان، أو أن يخسر فيها لبنان، كل لبنان. لا يمكن لفريق أن يربح ولفريق آخر أن يخسر، بل كلنا نربح معًا أو نخسر معًا. ونحن على قناعة تامة بأننا قادرون على أن نربح معًا”.

وتطرق أمين عام حزب الله إلى الوضع الفلسطيني الحالي، مشيراً إلى حجم المأساة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، قائلاً: “ما من شعب في العالم يمكنه تحمّل ما يتحمّله الفلسطينيون. أكثر من 61 ألف شهيد، و150 ألف جريح، وأكثر من مليونين ومئتي ألف نازح يتنقلون من مكان إلى آخر، معرضين للقتل والتجويع، بل يُقتلون وهم يبحثون عن الطعام والمساعدات”.

وأضاف أن” هذا الإجرام الممنهج هو نتاج تواطؤ منظّم بين الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي لإبادة الشعب الفلسطيني، في محاولة للاستيلاء الكامل على الأرض لصالح الكيان الغاصب. إلا أن الشعب الفلسطيني، صامد منذ 77 عاماً، حاملاً راية المقاومة والحق، وماضٍ في طريقه بثبات حتى النصر”.

قد يعجبك ايضا