مزارعو رداع يشكون من تزايد الأعباء وغياب الدعم!


مع دخول فصل الشتاء تشهد مدينة رداع حالة من الاستنفار الكامل لدى المزارعين للتعامل مع خصوصيات هذا الفصل وما يترب عنه من استثناءات تفرض عليهم البحث عن الوسائل الكفيلة بضمان استمرارية نشاطهم الزراعي.
تجهيزات تستلزم من هؤلاء المزارعين البحث عن وسائل كفيلة بالتصدي لموجة الصقيع التي قد تؤدي إلى تلف محاصيلهم الزراعية في حال لم يعمدوا إلى وضع التجهيزات المناسبة للتعامل مع هذه الموجة من الصقع.
ولتسليط الضوء أكثر كانت لنا وقنة مع عدد المزارعين لتلمس همومهم وكانت المحصلة كالتالي:

البداية كانت مع الأخ محمد حسين جحيش “مزارع” والذي باشرنا بالقول بأن مشكلة الصقيع في مدينة رداع تستلزم من المزارعين اعتماد احتياطات معينة لضمان عدم تلف محاصيلهم الزراعية من هذه الاحتياطات عمل التدفئة التي تحتاج بالأساس إلى أسياخ حديدية متناسقة ومتناسبة مع بعضها البعض وأغلفة قماشية وهذه المسألة قد تكلف ملايين الريالات مع أن طاقة المزارعين برداع محدودة جداٍ.
هذا فضلا عن أن المسألة تستلزم من المزارع متابعة دائمة ومستمرة للغطاء القماشي إذ يضطر إلى نزعه في النهار وإعادة تركيبه في المساء مما يستدعي عليه الاستعانة بعمال والعمل صعب ومجهد للغاية خصوصاٍ في ظل غياب الإسناد الحكومي: والتابع للمجلس المحلي للمدينة وإلقاء العبء على كاهل المزارع.
عبء مالي
المزارع علي مهيوب الأبي تنحصر مشكلته بأبعاد أخرى تتعلق بالجفاف والأوضاع الأمنية السيئة ويتحدث عن ذلك بقوله:
نحن نكد ونشقى من أجل لقمة العيش إلا أنه كما تشاهدون فبسبب شحة المياه فإن المزرعة قد تعرضت للجفاف.
ويضيف: لذا حضرت من مدينة رداع بقصد أن أعمل والأوضاع صعبة للغاية كما ترونها فإن قدر لك أن تسلم من مشكلة المياه فلن تسلم من مشكلة الأوضاع الأمنية فالوضع مزرُ للغاية حتى أن غالبية ملاك المزارع قد هجروها إلى مناطق أخرى بسبب أنها أصبحت تشكل عبئاٍ مالياٍ أكثر من أنها نافذة للتربح والاستثمار والمطلوب تدخل الدولة والصندوق الزراعي بالمدينة من أجل دعم وتشجيع المزارعين برداع.
دعم المزارعين
أما حسين ناصر المقبلي فطالب تدخل الدولة من خلال وضع آلية مناسبة لتمويل المزارعين دون أن يلقي هذا بأعباء إضافية على كواهل المزارعين ويقترح بهذا الصدد وضع أسعار استثنائية لمادة الديزل ووضع الحلول المناسبة لشحه المياه في رداع بالإضافة إلى دعم المزارعين من خلال شراء محاصيلهم بالأسعار المناسبة.
موسم للعمل
الأخ سيف محمد العديل “تاجر أغطية خاصة بالمزارع” يقول: مع دخول فصل الشتاء تجد المزارعين في حالة استنفار للبحث عن الأغطية التي تتناسب مع مزارعهم وتكون أكثر جودة ومتانة ومقاومة للعوامل الطبيعية كالأتربة وحرارة الشمس وأيضا البرد والبعض قد تصل ميزانية الشراء لديهم إلى ثلاثة ملاين وما فوق وهناك من لا يستطيع الشراء لذلك يلجأ إلى التوقيع وشراء قماش توفية لما قد يقع عليه من نقص ويضيف: يكون فصل الشتاء بالنسبة أننا كتجار للأقمشة موسماٍ للعمل وبكثافة وتبدأ بين التجار المنافسة لاستقطاب المزارعين كل بحسب أسلوبه وطريقته.
تضافر الجهود
وللوقوف أكثر على مشاكل المزارعين برداع التقينا المهندس وديع عبدالسلام العريقي مرشد حقول زراعية والذي تحدث بالقول: للأسف الشديد أنه لا توجد خلفية أو معرفة لدى بعض المزارعين برداع بكيفية التعامل مع الأوقات والأزمنة الزراعية والاستخدام العشوائي للمبيدات الكيماوية وتعريض نفسه ومحصوله للخطر أو الاستعانة بوسائل التدفئة من خلال استطونات الغاز أو من خلال حرق مخلفات الحيوانات الأمر الذي انعكس سلباٍ على مصائر الكثير من أبناء المدينة وكم من الأسر قد فقدت ذويها نتيجة هذا الخطأ الفادح.
ويستطرد المرشد الزراعي قائلاٍ: نحن نعمل على توعية المزارعين بضرورة اعتماد الوسائل المناسبة التي تضمن حياتهم وتضمن جودة محاصيلهم الزراعية إلا أننا نجد مشقة في ذلك نتيجة عوامل ثقافية وأخرى مرتبطة بأبعاد مالية وغيرها من المسببات ولكن لن نألوا جهداٍ لنحثهم على الاتجاه في الطريق السليم الذي يضمن لهم الوصول إلى النتائج المطلوبة هذا على الرغم من شحة الإمكانات المالية والفنية وغيابها وهذه الامكانات تصعب علينا أداء مهمتنا كما أن المشكلة تحتاج إلى تضافر كل الجهود جهود مرتبطة مركزية بالعاصمة وأخرى مرتبطة بالمجالس المحلية بالمدينة ما لم فإن المشكلة ستشهد المزيد من التفاقم والتأزم الذي ينعكس سلباٍ على حياة ومصائر الناس برداع.
واختتم بالقول أن هناك جهوداٍ جبارة يبذلها المزارعون برداع لضمان محاصيلهم إلا أنها جهود بحاجة ماسة إلى مساعدة حكومية ووضع خطط وبرامج تساعد المزارعين على النهوض بأعبائهم ما لم فإن أزمة هجر المزارعين لمزارعهم ستتفاقم إلى الشكل الذي ينهي جملة وتفصيلاٍ عملية النشاط الزراعي في رداع خصوصاٍ وأن غالبية المزارع أصبحت أراضُ سكينة بعد أن زحف العمران عليها نتيجة إصابة المزارعين بالإحباط مما أضطرهم إلى بيع أراضيهم.

قد يعجبك ايضا