مشاريع تعز: متى تخرج من دائرة التعثر¿


أسباب كثيرة جدا تحول دون تنفيذ العديد من المشاريع بمحافظة تعز منها ما هو مالي ومنها ما هو متعلق بالكفاءة الإدارية وأخرى ترتبط بأداء الإدارتين اجتمعت لتشكيل أهم المعوقات التي اعترضت سير تنفيذ المشاريع التنموية بمحافظة تعز على الرغم من أن الدولة قد رصدت مليارات الريالات في سبيل إنجاز هذه المشاريع إلا أنها لم تتحقق حتى الآن.
ولتسليط الضوء أكثر عن أسباب تعثر المشاريع “الثورة” التقت عدد من المسؤولين بالمكاتب التنفيذية وبمحافظة تعز وكانت المحصلة كالتالي:

في البداية تحدث محمد عبدالله نائب مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي بمحافظة تعز حول المشاريع والتي أجملها بمشاريع متعلقة بمديرية سامع وأخرى متعلقة بمديرية حيفان والاعبوس وأخرى متعلقة بسفلتة منطقة الراهدة ومشروع طريق التربة القريشة وفروعها ومشروع طريق ماوية ومشروع طريق شرعب الرونة وسوق الحرية ومشاريع أخرى تتعلق بالعديد من مناطق تعز كالمواسط والبركاني وبني حماد وغيرها والتي استطيع القول بأن المشاريع فيها متعثرة أو أوكل مهام تنفيذها إلى عديد من الجهات منها ما هو حكومي ومنها ما هو خاص.
وأشار إلى أن أسباب تعثر هذه المشاريع بالمحافظة تكمن في عدم رصد الإمكانات المالية المناسبةـ وضعف الأداء لدى المقاولين بالإضافة إلى عدم كفاءة الإشراف والمتابعة والرقابة وتقييم دراسات العروض والمواصفات الفنية.
وواصل حديثه بالقول: بعد الوقوف على المسببات أعلاه والتي أفضت إلى تعثر هذه المشاريع جنحنا باتجاه وضع آلية مناسبة للعمل على إعادة استكمال العمل في هذه المشاريع ومن جملة التصحيحات لهذه المشاريع كان اللجوء إلى مقاولين جدد, ولهذا السبب تعثرت هذه المشاريع وأصبحت وتيرة نشاطها تسير ببطء.
وأضاف: استطيع القول الآن أن غالبية هذه المشاريع في طور التنفيذ بعد أن تم رصد مبلغ 3 مليارات ريال للجانب المتعلق بتنفيذ مشاريع الطرق بالمحافظة.
واختتم بالقول: هناك أيضا العديد من المشاريع المتعلقة بالتعليم والصحة بتعز على الرغم من أنه تم إدراجها بالموازنة العامة للمحافظة إلا أنها لم تنفذ بسبب عدم تخصيص المبالغ المالية المناسبة لها في الموازنة.
الحفر العشوائي
أما بالنسبة للمشاريع المتعثرة في مجال الزراعة والري وأسباب تعثرها تحدث المهندس عبدالله الجندي مدير عام مكتب الزراعة والري بتعز بالقول: إن المشكلة الرئيسية التي تحول دون النشاط الزراعي بالمحافظة هو شحة المياه ومما زاد تفاقم هذه الأزمة هو الاستنزاف العشوائي والجائر للمياه الجوفية بتعز إذ لا توجد عملية رقابية للحفر العشوائي للآبار الارتوازية وهذه المشكلة تتركز بمديريتي ماوية ودمنت خدير إلى جانب العديد من المديريات الأخرى في المحافظة بالإضافة إلى الاستنزاف الجائر لمياه وادي ورزان.
واستطيع تلخيص المشكلة هنا بغياب سلطة الدولة وهو الغياب الذي شجع على استنزاف الثروة المائية أو ما تبقى منها في محافظة تعز.
وأضاف: أن حل هذه الإشكالية مرتبط بتوفير الاعتمادات المالية المناسبة لهذه المشاريع لأن عدم توفرها يعيق عملية تجاوز وإصلاح وضع المشكلة المائية بالمحافظة خاصة وأن الحلول والمعالجات مرتبطة بتوفير الإمكانيات المالية والفنية ونحن بانتظار أن يتم الإفراج عن مبالغ مالية يتم استردادها من صناديق خاصة يمكن أن تساهم في تقليص الفجوة الحاصلة في هذه المشاريع ولكنها لم تكن كافية.
وهناك العديد من المشاريع التي مر عليها سنوات ولم يتم انجازها وكان يمكن في حالة انجازها أن توفر حلولاٍ ناجعة في حال تم انجازها, كمشروع حاجز الاحكوم الذي تم الاجتهاد لتوفير حلول متعلقة به وموقع سد بمديرية شرعب وسد وادي الطويلة بمديرية التعزية وكذا حاجز الركب بمديرية حيفان ونحن نعمل على إعادة الإعلان لتنفيذ هذه المشاريع.
غياب الاعتمادات المالية
أما فيما يتعلق بالمشاريع المتعثرة الخاصة بالصحة والسكان العامة في تعز فقد أكد الأخ محمد ياسين الرعوي مدير عام مكتب الصحة والسكان بالمحافظة أن أسباب تعثر هذه المشاريع هي عدم توفر الاعتمادات المالية المناسبة لاستكمال وتنفيذ هذه المشاريع ومنها مشاريع متعلقة بمركز القلب بالمستشفى الجمهوري بتعز وكذلك المستشفى الريفي بمديرية ماوية ومشاريع أخرى تتعلق بالتوليد وقسم الكلى والطوارئ إلى غيرها من المشاريع الأخرى المتعلقة بالصحة العامة بتعز.
سرعة استكمال المشاريع
بدوره تحدث المهندس فيصل مشعل ـ مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بتعز بالقول: إن مشاريع الطرق بمحافظة تعز تعد جزءاٍ لا يتجزأ من مشاريع الطرق بكافة محافظات الجمهورية والتي تعد أغلبها في مرحلة التعثر لعدة عوامل أهمها عدم صرف مستحقات المقاولين الذين تسلموا مهام أعمال تنفيذ عدد من مشاريع الطرق بالمحافظة وذلك من قبل وزارة المالية خاصة وأنه تم الرفع بالمستحقات المالية بالمقاولين منذ فترة الثمانية إلى التسعة أشهر وللأسف لم يتم تسليم المستحقات المالية الخاصة بهم حتى يومنا هذا بالإضافة إلى رفع المحروقات ولم يتم معالجته حتى الآن وعلى إثر ذلك فقد طالب المقاولون بمعالجة فوارق الأسعار التي تمت والذي قوبل بالرفض.
وأضاف لقد قمنا بإشعار المقاولين بضرورة سرعة استئناف العمل في تلك المشاريع واستكمال ما تبقى منها بشكل نهائي إلا أنهم رفضوا تماما ذلك الأمر الذي اضطرنا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المقصرين منهم.
وللأسف الشديد لا تزال الأوضاع كما هي حتى اللحظة وذلك نتيجة الظروف والتداعيات السياسية السيئة والخطيرة التي تعيشها وتشهدها بلادنا في وقتنا الراهن, مضيفا من الطبيعي أن تشكل تعثر مشاريع البنية التحتية بمحافظة تعز والتي من أهمها مشاريع الطرق أزمة حقيقية الأمر الذي يمثل في الوقت ذاته تكلفة وعبئا على المواطنين بسبب تأخر وصول هذه الخدمات إليهم من مختلف مديريات المحافظة وهو ما يزيد الأعباء على الموازنة العامة للدولة التي رصدت المليارات لهذه المشاريع والتي يضيع جزء كبير منها.
ضعف الأداء
المهندس سمير الشخصي مدير عام الهيئة العامة لفرع مياه الريف بتعز قال: لدى الهيئة بتعز عدد من المشاريع المتعثرة والتي تعود أسباب .. إلى عدم أسباب جفاف المصادر ومشاكل اجتماعية على إدارة المشروع وكذلك الحفر العشوائي والجائر للمياه الجوفية بجوار آبار مشاريع المياه وكذا عدم تفاعل المستفيدين والمجالس المحلية في المناطق لحل الإشكالات ومنع الحفر العشوائي فضلا عن أسباب أخرى أدت إلى تعثر هذه المشاريع الحكومية وغير الحكومية بسبب ضعف أداء المقاولين حيث تم اتخاذ إجراءات صارمة ضد المقاولين وتم إحالتهم للتحقيق.
وأردف إن إعادة سير عجلة العمل في المشاريع المتعثرة يتطلب تضافر الجهود من قبل الجميع لأن الهيئة العامة لفرع مياه الريف ليست المسؤولة وحدها على استمرار هذه المشاريع دون تعثر حتى تتمكن من الوصول إلى أكثر المناطق احتياجا لمشاريع المياه في محافظة تعز.
اجتهاد ذاتي
وخلصنا في نهاية هذا التحقيق من الأخ رمزي اليوسفي مدير المكتب التنفيذي في الهيئة الإشرافية العليا للعاصمة الثقافية تعز والذي عزا أسباب تعثر المشاريع بالمحافظة إلى تأجيل وزارة المالية للمرة الثانية لصرف النفقات التشغيلية للهيئة مما ترتب عنه وقوف كافة الأنشطة والفعاليات اليومية للمكتب التنفيذي بالمحافظة.
وهو المكتب الذي يقوم بإعداد الخطط والبرامج والتصورات المرتبطة بتنفيذ مشاريع البنية التحتية بتعز.
وأضاف: نخشى أن يمر العاملون القادمون أيضا من دون نتيجة تذكر الأمر الذي قد يسبب انتكاسة لأبناء المحافظة وفي المقدمة منهم مثقفيها وأدبائها وفنانيها الذين كان يحدوهم الأمل الكبير في أن يتزامن إعلان تعز عاصمة ثقافية لتدشين العديد من الأنشطة والأعمال الثقافية وهو ما لم يتم الأمر الذي يفرغ مضمون الإعلان من محتواه.
وخلص إلى القول: إن جميع ما تشهده المحافظة من أنشطة ثقافية لا يعدو كونه حالة إبداعية ناتجة عن اجتهاد ذاتي من مبدعي المحافظة.

قد يعجبك ايضا