بدأ قادة الاحتلال في استجماع بعض مظاهر التوازن التي فُقدت منهم بسبب الرد الإيراني الحاسم الذي أذاقهم بعض جرائمهم التي يمارسونها في غزة، يريدون تناسي الكابوس الذي عايشوه بعد أن كانوا هم يسيمون به غزة والضفة وغيرها ؛(نتن ياهو) بدا عليه الذهول من مشاهداته لآثار الضربات الإيرانية لكنه بشر أتباعه بإقامة الهيكل وأنه سيسعي لإقامة إسرائيل الكبرى وسيثبت خطأ ما قاله الشهيد احمد ياسين مؤسس حركة حماس رحمه الله؛(وبن غفير) أعلن أنه حان الوقت لفتح أبواب الجحيم على الأعداء وإثبات انهم أصحاب السيادة في الشرق الأوسط؛ وثالث يبشر اليهود انطلاق النظام اليهودي للعالم .
النشوة الكاذبة التي يتبجحون بها هي أكبر دليل على المفاجأة التي أحدثتها تقاطر الصواريخ على الأراضي المحتلة بشكل غير مسبوق أسقطت كل الدعايات عن القبه الحديدية المزعومة وقدراتها الخارقة .
لقد اختفت الأصوات المعارضة واتفق الجميع علي اتخاذ قفزات للأمام تنسيهم ما حل بهم فذهبوا للحديث عن اقتراب إنشاء إسرائيل الكبرى فسموترش (حدود إسرائيل الكبرى ستكون من البحر إلى النهر) وكبير حاخاماتهم قال: إن إسرائيل الشاملة ستكون من النيل إلى الفرات وأطلقوا عليها اسم (الحارس الجديد)التي تشمل (نصف مصر الحديثة وإسرائيل وسوريا ولبنان والكويت وثلاثة أرباع المملكة السعودية ).
هذه التصريحات لقاده كيان الاحتلال والتحالف الصهيوني الصليبي الداعم لهم من صهاينة –العرب والغرب- تعني بوضوح عدم الاعتراف بقرارات الأمم المتحدة (حل الدولتين) وأيضا عدم الاعتراف بالمبادرة العربية للسلام وهو الأسلوب المعهود عن اليهود انهم لا يلتزمون بالاتفاقيات والمعاهدات بل يطبقون ما يحقق مصالحهم لاغير.
المطبعّون الذين يحلمون أن بإمكانهم التعايش مع اليهود بسلام لا مكان لهم حتي ولو ظنوا أن اليهود سيقبلون بهم لأنهم خانوا امتهم ودينهم وساعدوهم في جرائم الإبادة والتهجير القسري وجرائم الحرب لبني جلدتهم .
القوة هي الأساس الذي يصنع النظام ويفرض الوجود في مخيلة العقول المادية وهي سمة من سمات عباد العجل الذين وصل بهم الحال ليطلبوا من النبي موسى عليه السلام ((أرنا الله جهرة)) فابن غفير يريد إبادة غزة جوعا ويسمي ذلك نصرا ويقارنه بنصر الله لموسى على فرعون ولا يستحي أن ينسب ما يزعم انه نصر لإجرام جيشه وتعاون صهاينة (العرب والغرب) في إنجاح ذلك، منهم من اغلق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية ومنهم من ارسل الجنود ومنهم من نظم مناورات بالاشتراك مع لواء جولاني للتدريب حول تدمير الأنفاق والقضاء على المقاومة.
صحيح أنهم تغلبوا على ما يلمح إليه بن غفير(فرعون)إشارة إلى تعاون النظام المصري معهم وينسى انه خلال أكثر من أربعين سنة وهم يحرضون على الثورة الإسلامية الإيرانية من خلال إثارة الدعايات بسعيها لامتلاك أسلحة نووية باعتبارهم وكلاء عن الغرب في القيام بالمهمات القذرة ومنها تدمير القدرات العسكرية والاستراتيجية للامتين العربية والإسلامية ومحاربة كل التطورات في كل المجالات لكنهم لا يسمحون لأحد بالحديث عن قدراتهم ولا أسلحتهم فقد طرد الصهاينة مفتشي الوكالة الدولية الذين ذهبوا للتفتيش على منشآتها النووية تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي ولم يعاقبهم احد وحينما منع الرئيس الأمريكي جون كيندي المساعدات عن إسرائيل حتى يتم تفتيش مفاعل (ديمونا) تم اغتياله وتضييع القتلة عمدا ولما طالب أحد أعضاء الكونجرس بإعادة فتح التحقيق هذه الأيام لظهور أدلة جديدة تدين اليهود رد عليه صهيوني أمريكي لا داعي لذلك فنحن في عام 2025م مع انهم يسعون حسب زعمهم إقامة إسرائيل الكبرى بناء على نصوص التوراة وهم لا يمتون للتوراة بصلة ولا لنبي الله موسى.
يلعبون الأدوار الإجرامية بتناسق وأحكام بينهم، فإسرائيل مهدت للعدوان الأمريكي على ايران ولما انتهت المهمة هي من أمرتها (إسرائيل) بإيقاف الإجرام، ومثل ذلك تصريحات ساسة الغرب المنددة بالإجرام الصهيوني في غزه وفلسطين لكن لما جاء الرد الإيراني على عكس ما توقعوه أعلنوا دعمهم للمجرمين دون تردد أو خجل قال تعالي ((تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون))الحشر14 .
صبوا على غزة ما سموه الجحيم ودمروها بالكامل من اجل تهجيرهم منها حاصروهم ودسوا العملاء والخونة بينهم وقتلوا الأطفال والنساء بلا رحمة وأحرقوهم في مخيمات اللجوء الإنساني لكنهم لم يستسلموا أو يتخلوا عنها؛ لكن المفارقة الكبرى أن قطعان الاحتلال سارعت بالرحيل هربا من الصواريخ الإيرانية التي سقطت عليهم مما جعلهم يصدرون قرارا بمنع مغادرة الأراضي المحتلة ومع ذلك خرجوا برا وبحرا وهم يدعون أنهم شعب الله المختار وأن الله أعطى لهم أرض فلسطين –من النيل إلى الفرات-ويتناسون انهم جاءوا من خلال وعد بلفور ودعم الإمبراطوريات الاستعمارية التي سلمت لهم ارض فلسطين على حساب العرب والمسلمين.
في مقابلة سفيرة إسرائيل مع التلفزيون البريطاني لماذا لا تسمحون للصحفيين بالدخول إلى غزة ؟ قالت أنها تخشى عليهم من أن تغتالهم المقاومة فرد عليها: المقاومة لم تقتل أحداً بل انتم من قتلتم الإعلاميين والصحفيين والمسعفين والأطباء وهي غير الحجج التي منعوا من أجلها نقل مشاهد سقوط الصواريخ الإيرانية في الأماكن داخل الأراضي المحتلة.
استخدموا كل الأساليب القذرة لتدمير غزة بالقنابل والصواريخ والاغتيالات وتفجير المنازل واستخدام المدنيين دروعا بشرية لاقتحام الأنفاق والبيوت والآن يعملون مع صهاينة العرب من خلال تشكيل عصابات إجرامية من اجل القضاء على المقاومة.
سخروا المساعدات الإنسانية لتنفيذ الكمائن ضد المحاصرين هناك بعد أن سلموها للمخابرات الأمريكية والصهيونية وصهاينة العرب، مفوض عام الانروا فيليب لازاريني وصف إليه المساعدات الخاضعة لإشراف الإجرام الصهيوني (ما تسمى آلية المساعدات التي أنشئت أخيرا مشينة ومهينه ومذلة بحق الناس اليائسين؛ وهي عبارة عن فخ قاتل يحصد الأرواح بأعداد أعلى بكثير مما ينقذ ).
ايران هي الآن القوة التي يحسب لها كيان الاحتلال ألف حساب خاصة بعد أن فاجأتهم قدراتها، أما بقية الأنظمة فقد أصبحت تلعب على المكشوف لصالح الإجرام الصهيوني باستثناء محور المقاومة (ايران واليمن وحزب الله لبنان-وانصار الله في العراق) ولذلك عملوا على شن الحرب على ايران واختبار مدى جاهزيتها وقدراتها ولن يقتصر الأمر عليها بل إن تصريحات الإجرام تعتبر الهجوم على اليمن قد يكون قريبا .
كان المفروض أن يتعلم المجرمون ولو درساً واحداً من الرد الإيراني خاصة وقد حشدوا كل إمكانياتهم من شبكات الإجرام والعملاء والطائرات والمسيّرات وغيرها لكن ذلك لم يحدث ويبدو انهم يراهنون على الإمكانيات التي وفرها لهم صهاينة العرب الذين أشاد بهم عضو الكونجرس الأمريكي الذي قال بأن هناك توافق في الرؤية لدى الزعامات العربية(بن سلمان وكل زعيم عربي) خاصة الإمارات والسعودية ودول الطوق التي تعتبر القبه الحديدية الحقيقية لحماية الكيان المحتل والتي تتلخص في منع حماس من السيطرة على غزة ومنع ايران من امتلاك السلاح النووي من خلال رؤيته التي قدمها للوصول إلى عام2030 م، وذلك مقابل شيئين الحصول على اتفاقيه الدفاع المشترك مع أمريكا وتحقيق السلام مع اليهود بإيجاد حل للقضية الفلسطينية.
كان المفروض أن يعيد المجرمون حساباتهم بعد أن تطايرت وتناثرت كل المصالح الحيوية وفرت قطعان المستوطنين لكنهم ما زالوا في غيهم وطغيانهم يحسبون انهم في إيمان موسى الذي استحق به النصر على فرعون، وهم أشد الناس وأشرهم على وجه الأرض يقتلون الأبرياء والعُزّل ويعتبرون أن ذلك تنفيذ لتعاليم رب العالمين الذي وصفهم فقال((وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين))المائدة 64 .