أوهام السلام مع الاحتلال الاستيطاني

طاهر محمد الجنيد

 

المقاومة تحتفظ بخياراتها، أمّا الاستسلام فيضع المصير بيد العدو؛ ولذلك فإجماع صهاينة العرب والغرب على إبادة المقاومة لأنها تشكل خطراً عليهم ؛وآخر الأخبار، قيام المملكة المغربية بتنظيم مناورات (أسد الصحراء)جمعت ضابطاً من نخبة جولاني الصهيوني قتلة الأطفال ومن مصر وغيرها للتدريب علي اقتحام الإنفاق وتفجيرها والتخلص من الكمائن والافخاخ.

السلطة الفلسطينية دخلت في مفاوضات مع الكيان المحتل تحت عنوان (الأرض مقابل السلام)من وقّع على الاتفاق الهالك إسحاق رابين تم اغتياله من قبل اليهود أنفسهم ؛وياسرعرفات تم اغتياله من اليهود بواسطة (سم السيانيد) بعد محاصرته في مقر حكومته التي وضع فيها ليقوم بمهمة القضاء على الانتفاضة الفلسطينية التي لم يستطع الكيان إيقافها.

مجرم الحرب (نتن ياهو)مساره واضح يعلنه للعالم، وهو إقامة إسرائيل الكبرى ؛وإشعال حرب القيامة والتسريع بنزول المسيح المخلص حسب زعمهم ؛لديه خطه محكمة للتخلص من اتفاقية (أوسلو) من خلال التوسع في إنشاء المناطق العسكرية والأمنية وبناء المستوطنات وصولاً إلى جعل تطبيق حل الدولتين فكرة غير قابله للتطبيق علي أرض الواقع وبذلك لا يستطيع العرب والفلسطينيين المطالبة بإعادة الأراضي التي احتلها الجيش الإسرائيلي منذ عام 1967م.

السلطة الفلسطينية التي وقعت الاتفاق بعد أن أنهت مهمتها في القضاء على المقاومة سيتم مكافأتها (بضربها بقوة ضربات مؤلمة وبهجوم شامل حتي يوقنوا بانهيار كل شيئ) وفعلا منذ صدور تصريحاته عام 2001م تم إيقاف جميع مسارات التفاوض ما عدا التنسيق الأمني الذي حوّل السلطة إلى حارس للاحتلال ميزانيتها بيده مع أنه يستوفيها من الفلسطينيين.

القمم العربية والإسلامية العادية وغيرها ظلت تنسج على منوال خارج إطار الواقع المشاهد من خلال الاستعداد لتحقيق السلام العادل والشامل والقبول بحل الدولتين وهي ترى انهيار أساس ما تسعي إليه يوما بعد يوم.

الاحتلال يتوسع يوما تلو اخراوفي كل الاتجاهات حتى الضفة الغربية التي قسمها إلى مناطق (ا؛ب؛ج)وسلم مناطق متفرقه لا تتعدى 11%للسلطة ثم عاد فاستولى عليها وهجرّ النازحين من المخيمات، مع أنها حسب الاتفاق تخضع لسيطرة السلطة التي تستأسد علي شعبها .

فكرة السيطرة علي الضفة وطرد سكانها ليست فكرة المجرم (سموترش ولانتن ياهو) بل هي فكرة حكومة الاحتلال، فالوزير(عميخاي الياهو)يقول نريد يهودا والسامره_الضفه-وسوريا ولبنان ونريد إسرائيل الكبرى وهو ما يحدث فعلا فخلال أربعة أشهر تم تهجير أكثر من أربعين الفا من الضفة الغربية ومثل ذلك يقول سموترش(سنفرض سيادتنا علي الضفة وسنعمل على ارتكاب نكبة جديدة في حق الفلسطينيين، فقد صادرنا اكثر من 400الف دونم وبنينا فيها أكثر من 15الف وحدة سكنية وذلك لاستقبال أكثر من مليون مستوطن ونقوم بالتوسع في بناء المستوطنات في غور الأردن ونعمل على تدمير غزه وتهجير سكانها إلى البلدان المجاورة).

الزعماء والقادة العرب ومعهم السلطة الفلسطينية يرون واقعاً إجرامياً يفتك بشعوبهم وأمتهم، لكنهم يعايشون ويشاركون القتلة والمجرمين همومهم وآلامهم ويحققون أوامرهم ويحاصرون المقاومة ويتهمونها بالإرهاب ويسعون لإبادتها قبلهم ؛(ترمب –ونتن ياهو )وقادة كيان الاحتلال وصهاينة العرب والغرب يريدون توسيع مساحة الكيان على حساب الأراضي والقضية الفلسطينية وهم يريدون تطبيق حل الدولتين الذي يتعاونون مع المجرمين على تدميره واقعاً؛ ويسعون لنزع سلاح المقاومة وإرسال الجواسيس والعملاء لمساعدتهم في ذلك.

إيران دعمت المقاومة وتعرضت للعدوان من (الصهاينة)؛واليمن رفضت التطبيع ووقفت داعمة ومؤيدة لمظلومية الأشقاء في فلسطين وتعرضت للحصار والعدوان ؛وحزب الله أيضا قدّم الشهداء بسبب ذلك وأنصار العراق أيضا وهم يعولون على المجرمين ويتعاونون معهم سعياً لتحقيق السلام المزعوم الذي لايعدو أن يكون استسلاما بكل ما تحمله الكلمة من معاني.

التحالف الإجرامي والإرهاب العالمي لا يعترف بغير القوة ولا يؤمن إلا بها وهي ذاتها العقيدة التي يطبقها كيان الاحتلال وهم يدمرون مصادر قوتهم ويريدون تحقيق ما يقولون أنه السلام؛ لا يستطيعون الاعتداء على كوريا الشمالية أو مواجهتها لأنها تملك السلاح النووي ويعتدون علي أيران لأنها تريد امتلاك السلاح النووي ودمروا العراق تحت مزاعم امتلاك أسلحة محرمه دولياً.

كيان الاحتلال يمتلك الأسلحة المحرمة دولياً ولا يحترم الشرعية الدولية ومدان بارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة وجرائم الحرب والتهجير القسري، لكن الإرهاب العالمي الداعم له عاقب المحكمة الجنائية على أدانته واصدروا عقوبات بحقهم وقبل إصدار الحكم تعرضوا للتهديدات من أمريكا؛ وقام وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون بتهديد المحكمة لمنعها من أدانة المجرمين ؛وانسحبت المجر من ميثاق المحكمة من أجل حمايه الأجرام الصهيوني واستقبلت مجرم الحرب نتن ياهو.

يقولون إنهم يريدون الوصول إلى السلام العادل والشامل مع كيان الاحتلال وهم يشاهدون قيامه بأبشع الجرائم في حق شعوبهم، لكنهم يقفون معه ويدعمونه بكل ما يحتاجه ويحاربون معه في كل جبهات المواجهة ؛يسقطون الصواريخ التي جاءت رداً على إجرامه واعتدائه ويسمحون لطائراته وصواريخه بتدمير الدول العربية والإسلامية وكأنهم جزء منه ومعه .

يعملون على توجيه جهودهم ضد محور المقاومة ويتهمونهم بأبشع الأوصاف ؛حبسوا العلماء والدعاة المشهود لهم وأفسحوا المجال أمام من يحبون ويوالون اليهود والنصاري والذين يتفقون مع ناطق الحكومة الصهيونية (أيدي كوهين)الذي خرج يستغيث من إيران وإن الأجرام الصهيوني يحمي مقدسات المسلمين.

يرسلون المساعدات العسكرية والاستخبارات للمجرمين ويحاصرون المعتدى عليهم ويسجنون رجال المقاومة ويستقبلون قطعان المستوطنين في بلدانهم وأيديهم ملطخه بدماء الأطفال والنساء والأبرياء من أبناء الأمتين العربية والإسلامية.

أحرار العالم يتحركون ضد الأجرام الصهيوني ويتخذون خطوات عملية لمناصرة مظلومية أبناء فلسطين وهم يتخذون إجراءات عمليه لمساعدة المجرمين وهم يعلمون أن المجرم المطلوب للعدالة الدولية (نتن ياهو)يريد إقامة إسرائيل الكبري ويريد الوصول إلى ما يسميه حرب القيامة التي يعتقدون أنها الأساس للتمهيد لنزول المسيح المخلص وهو غطاء ديني لتجميع اليهود والنصارى ضد الأمتين العربية والإسلامية واقتراف كل الجرائم في حرب صليبية صهيونية جديدة من اجل استدامه السيطرة عليها والاستيلاء علي ثرواتها وإدامة تخلفها وانحطاطها .

كثير من اليهود أدانوا الإجرام الوحشي الهمجي الذي لا نظير له ضد الفلسطينيين ومعظم زعما ء الأمتين العربية والإسلامية يدعمون هذا الأجرام ويؤيدونه ؛فمثلا رئيسة كتلة فرنسا الأبية (ماليدابانوت)صرخت في موقف إنساني عظيم -غزة جائعة غزة تباد وتدمر ويتم اجتياحها 20 شهرا من الإبادة الجماعية 53الف فلسطيني؛20 الف طفل؛ مئات الصحفيين والمسعفين جميعهم قتلوا بطريقة ممنهجة ؛نتن ياهو أطلق الهجوم علي غزة بهدف تهجير الشعب الفلسطيني ومن هذا المنبر أقول له ولمن يدعمونه بلاشروط غزه لن تكون إسرائيلية أبدا؛ وأنا أوكد على قولها أن فلسطين لن تكون إسرائيلية .

أما المفكر اليهودي والمؤرخ نعوم تشومسكي فيقول: (ما يقوم به الأجرام الصهيوني يماثل ما قام به المستوطنون الأوربيون في الأراضي التي احتلوها ؛استولوا على الأراضي وأبادوا أهلها وطردوهم والصهاينة لم يأتوا بجديد).

أما صهاينة العرب، فمازالوا داعمين ومؤيدين للأجرام الصهيوني ولذلك استنجد بهم( نتن ياهو) بعد أن حذرهم عواقب عدم دعمهم(لو سقطنا فسوف تسقط معنا الكثير من الأنظمة).

 

 

قد يعجبك ايضا