أختمت أوكرانيا أمس الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية المبكرة المقررة غدا والتي يتوقع أن يعزز خلالها الموالون للغرب الذين انبثقوا من حركة الاحتجاج في وسط كييف سلطتهم في أوج أزمة مع روسيا في الشرق الانفصالي.
وتجري الانتخابات في فترة صعبة جدا لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة الطامحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والتي خسرت القرم في مارس بعدما ضمتها روسيا وتواجه حركة تمرد مسلحة موالية للروس في حوض دونباس في نزاع أوقع أكثر من 3700 قتيل منذ منتصف ابريل.
وأكد الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو الذي تعتبر حركته الأوفر حظا للفوز في الانتخابات التشريعية مساء أمس الأول في اوديسا “لن يكون هناك نزاع معلق لان دونباس لا يمكن أن تستمر بدون أوكرانيا”.
وعملية السلام التي أطلقها الرئيس لم تكن كافية لوقف المعارك بشكل كامل فيما يستعد الانفصاليون الذين يسيطرون على قسم من منطقتي دونيتسك ولو غانسك لتنظيم انتخاباتهم في 2 نوفمبر.
وتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في مطلع سبتمبر بين كييف والمتمردين بمشاركة روسيا لكن معارك قوية تتواصل في بعض جيوب المقاومة ويتسبب بمقتل مدنيين بشكل يومي تقريبا.
وتتقدم كتلة الرئيس بترو بوروشنكو الذي انتخب في مايو بوعد بإرساء السلام في الشرق في استطلاعات الرأي بنسبة أكثر من 30% من نوايا الأصوات وبعده تنظيمات أخرى موالية للغرب.
ويأمل الرئيس في تشكيل “غالبية دستورية” في ختام هذه الانتخابات تتيح له القيام بالإصلاحات الضرورية في هذا البلد الذي يشهد فسادا وانكماشا عميقا بسبب النزاع المسلح.
وللمرة الأولى في تاريخ أوكرانيا ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي يتوقع أن تهيمن على البرلمان كتلة موالية للغرب بسبب تصاعد المشاعر المناهضة لروسيا فيما لن يتمكن حوالى 5 ملايين من أصل 36,5 مليون ناخب من التصويت وهم المقيمون في القرم والمناطق المتمردة في دونباس الذي يعتبر تقليديا مواليا للروس.
وعند إعلانه عن حل البرلمان قال بوروشنكو أنه ليس بإمكانه أن يحكم مع مجلس نواب يدعم سلفه الرئيس المؤيد لروسيا فيكتور يانوكوفتيش الذي تخلى عن اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي من اجل التقارب مع روسيا وقمع حركة الاحتجاج التي أدت في نهاية المطاف إلى إسقاطه.
وهو ينتقد أيضا قسما من النواب الـ450 الذي انتخبوا في 2012م لدعمهم الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا بحسب ما تقول كييف والغرب.
ويمكن أن يتجاوز تنظيمان من ورثة حزب المناطق الذي كان يرئسه الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش “أوكرانيا قوية” و”كتلة المعارضة” عتبة الـ5% اللازمة لدخول البرلمان لكن الشيوعيين قد لا يتمثلوا.
والبرلمان الجديد يمكن أن يضم في المقابل عدة صحافيين شبان وناشطين برز دورهم خلال حركة الاحتجاج الهادفة للتقارب مع أوروبا في الميدان في كييف وأصبحوا حاليا على لوائح ابرز التنظيمات وكذلك متطوعين قاتلوا في الشرق ويريدون اسماع “صوت الجبهة” في البرلمان.
وبعد الانتخابات التشريعية ستكون المهمة الأولى لرئيس الدولة تشكيل تحالف متين قادر على اعتماد إجراءات التقشف الصعبة التي يطالب بها المانحون الدوليون وفي مقدمهم صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية.
وحذر رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك من أن أوكرانيا يجب أن تسعى عند انتهاء الانتخابات التشريعية للحصول على مساعدة أضافية من صندوق النقد الدولي.
وقال: “يجب أن نشكل في أسرع وقت ممكن حكومة جديدة وان ندعو بعثة من صندوق النقد الدولي”. وأضاف :”نحن بحاجة للمزيد من المساعدة”.
إلى ذلك أعلنت مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين أمس أن أكثر من 824 ألف شخص اضطروا لترك منازلهم في أوكرانيا بسبب النزاع منذ مطلع السنة.
وذكرت المفوضية أن 430 ألف شخص نزحوا داخل البلاد فيما فر 387 ألفا إلى روسيا وطلب 6600 اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي و581 إلى بيلاروسيا.
وفي 2 سبتمبر الماضي أعلنت المفوضية العليا للاجئين أن هناك أكثر من 500 ألف نازح من جراء النزاع في أوكرانيا (260 ألفا داخل البلاد و260 ألفا خارجها).
وأعلنت المفوضية أنها “تسابق الزمن لمساعدة النازحين المحتاجين مع بدء أول فصل شتاء خلال الأزمة”.
وأضافت إن “المعارك المستمرة في شرق البلاد التي أدت إلى انهيار الخدمات الأساسية تدفع بعدد متزايد من الناس لمغادرة منازلهم”.
ويأتي حوالي 95% من النازحين في أوكرانيا من شرق البلاد.
وقالت المفوضية :إن مناطق دونيتسك وخاركيف وكييف تحتاج إلى مساعدات إنسانية بصورة ماسة.
Prev Post
قد يعجبك ايضا