
استشعارا من دول العالم بتزايد ظاهرة الفقر وتمددها لتشمل شريحة واسعة من سكان العالم بمختلف هوياتهم ومعتقداتهم اقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 17 من اكتوبر يوما عالميا لمكافحة الفقر ونشر ثقافة التكافل للحد من توسع دائرة المجاعة التي تجتاح سكان العالم.
فمنذ العام 1993 تحتفل دول العالم سنوياٍ باليوم العالمي للقضاء على الفقر بهدف تعزيز الوعي الدولي بالحاجة إلى مكافحة الفقر والفقر المدقع في كافة البلدان حيث تظل مكافحة الفقر إحدى أساسيات أهداف الأمم المتحدة الإنمائية وجدول الأعمال الإنمائي لما بعد العام 2015.
وتشير التقارير الدولية انخفاض نسبة السكان الذين يقل دخلهم اليومي عن دولار وربع إلى النصف في الفترة ما بين 1990 و 2015þ مما يعني انخفاض معدلات الفقر المدقع إلى النصف كما انخفض معدل الفقر العالمي بـ 1.25 دولار في اليوم في العام 2010 أي نصف معدل العام 1990 وقل عدد الفقراء بـ700 مليون فرد في العام 2010 عما كان عليه في العام 1990. ومع ذلك ما يزال 1.2 مليار نسمة يعيشون في فقر مدقع.
وتوضح الامم المتحدة انه من اهدافها الانمائية توفير العمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للجميع بمن فيهم þالنساء والشباب حيث تذكر الاحصائيات بانه يعيش 384 مليون عامل على أقل من 1.25 دولار في اليوم والذي يمثل خط الفقر في العام 2011 وأن الفجوة بين الجنسين في مجال العمل ما تزال قائمة بنسبة 24.8 نقطة في المائة بين الرجال والنساء من نسبة العمالة إلى عدد السكان في العام 2012… موضحة ان الاهداف الانمائية تسعى للحد من الجوع بحلول العام 2015 وأن حوالي 870 مليون شخص يعانون من نقص التغذية على الصعيد العالمي واكثر من 100 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية ونقص الوزن .
الامم المتحدة اشارت في الاحتفال الذي نظمته بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفقر بأن ‘الأهداف الإنمائية للألفية تحدث فرقا حقيقيا في حياة الناس ومع وجود قيادة قوية ورشيدة يمكن إعطاء المزيد من الزخم لتحقيق التقدم في معظم دول العالم بحلول العام 2015 .. موكدة انه في سبيل المضي نحو وضع خطط التنمية لما بعد العام 2015 عقدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مؤتمر قمة الأهداف الإنمائية للألفية في أيلول(سبتمبر) 2010 واطلقت مشاورات مفتوحة وشاملة دعت فيها منظمات المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم إلى الانخراط في العملية التنموية لتحقيق أهداف ما بعد العام 2015. في حين تنشط الأوساط الأكاديمية ومؤسسات البحوث الأخرى بما في ذلك مؤسسات الفكر والرأي في زيادة التوعية بالأهداف الإنمائية بشكل خاص. وتتألف مجموعات العمل هذه من أحدى عشرة لجنة للمشاورات حول القضايا العالقة تنشط في أكثر من ستين بلدا تحت رعاية مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية وبمشاركة العديد من الشركاء ومن أصحاب المصالح.
يشار الى ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون انشا فرقة عمل لمنظومة الأمم المتحدة لتنسيق جدول الأعمال التحضيري لما بعد العام 2015 واعلن أسماء 27 شخصية يشكلون أعضاء الفريق الرفيع المستوى لتقديم المشورة بشأن تنفيذ إطار التنمية العالمية بعد عام 2015 حيث يترأس كل من الرئيس الإندونيسي سوسيلو بانبانغ يودهونو والرئيس الليبيري جونسون سيرليف الفريق كما يشغل رئيس الوزراء الكاميروني ورئيس وزراء المملكة المتحدة منصبي نائبي الرئيس. ويتألف باقي أعضاء الفريق من أفراد المجتمع المدني والقطاع الخاص وقادة الحكومات المختلفة.
اليونسكو والفقر
السيدة ايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو اكدت انه منذ تحديد الأهداف الإنمائية للألفية في عام 2000 أمكن تحقيق هدف خفض معدلات الفقر المدقع بمقدار النصف قبل الموعد النهائي المحدد لتحقيقه في عام 2015 بخمس سنوات لكنها ليس كافياٍ. حيث مايزال الفقر واقعاٍ مأساوياٍ يعاني منه عدد هائل من النساء والرجال في شتى أنحاء العالم. وتنجم عنه حياة يومية ملؤها الجوع والحرمان والمرض وظروف تقوض مبادئ حقوق الإنسان والكرامة وتلقي بظلالها على مسار تنمية مجتمعات بأسرها… معتبرة انه لا يمكن التخلي عن أحد أستبعاده وان اليونسكو تعمل على جميع المستويات لتشجيع التحولات الاجتماعية الإيجابية من أجل القضاء على الفقر. وتعزيز التعليم الجيد والتعلم مدى الحياة لتمكين النساء والرجال وتحسين صحة الأمهات والأطفال تحقيقاٍ لصالح المجتمع برمته وان اليونسكو تسخر قوة العلوم لتحسين الزراعة والرعاية الصحية والأمن الغذائي والطاقة و تدعم أنشطة الاتصال وحرية التعبير لتعزيز سيادة القانون والحوكمة الرشيدة وصون التراث الثقافي والتنوع الثقافي والنهوض بهما بوصفهما محركين للاندماج الاجتماعي وعاملين يولدان فرص العمل وإدارة الدخل ويسهمان بالتالي في تعزيز الشعور بالانتماء والتماسك الاجتماعي.
واكدت انه لا يمكن القضاء على الفقر بضربة عصا سحرية وان الأمر يتطلب اتخاذ تدابير على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. وعلى جميع الحكومات وجميع النساء والرجال أن يفكروا ويقرروا ويعملوا معاٍ لمكافحة الفقر المدقع .. واردفت أحرزنا تقدماٍ حقيقياٍ منذ عام 2000 ولكن لا يزال ينبغي لنا القيام بالكثير لنحقق الكرامة والعدالة الاجتماعية
البلدان العربية
البلدان العربية لها النصيب الافر من تفشي الفقر فوفقا لإحصائيات البنك الدولي في عام 2013 يبلغ عدد سكان العالم العربي حوالي 345 مليون شخص ويبلغ إجمالي الناتج الملحي للدول العربية مجتمعة تريليون و490 مليار دولار إلا أن نصيب الفرد من هذا الناتج لا يزيد عن حوالي 3500 دولار في السنة.
واشارت التقارير الى انه يعيش في العالم العربي 11 مليون شخص على أقل من دولار واحد في اليوم وهو ما تصنفه الأمم المتحدة باعتباره “فقرا مدقعا”.
ووفقا للصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) فإن الفقر في اليمن على يؤثر على نحو 42 بالمائة من سكان البلاد ويعيش 80 بالمائة من فقراء اليمن في مناطق ريفية ونصفهم على الأقل يعيش على أقل من دولارين في اليوم فيما تزيد نسبة الفقر في مصر عن خمسة وعشرين بالمائة ويعاني ثلثي السكان في صعيد مصر من الفقر.
كما تبلغ نسبة الفقر في العراق وفقا للبنك الدولي 18.9% وفي الأردن 14.4% اما لبنان فتصل إلى 28.6%.
ويصنف الصندوق الدولي للتنمية تونس والجزائر من الدول ذات دخل متوسط نظرا لانخفاض نسبة الفقر فيها فيما تعد دول الخليج من الدول ذات المؤشرات العالية في التنمية البشرية.