تميزت الأغنية العربية القديمة بقالب خاص حيث اهتمت بكل شيءولم تغفل عن أدق التفاصيلوأعطت كل شي حقه من الكلمة إلى اللحن إلى الأداء الجميل والراقيوهي لاتزال قادرة على أن تستحوذ على مشاعرنا وأن تلهم وتلهب أحاسيسنالنحلق معها وبها ملء فضاء الحلم الجميل.
إن الإنسان لا يتجاوب مع أي أغنية إلا متى ما صادفت شيئا في النفس أو شعورا معينا بذوق يأسر القلب..
فعندما نستمع إلى أغنية من أغاني الطرب الأصيل نخرج المحيط الذي نعيشه ونريح النفس والروح مما علقت بها من مشاق ومتاعب لنزود أنفسنا بفسحة من الأمل ولتبعث في نفوسنا نشوة السعادة والفرح.
ومغردها الفنان الذي جند أحساسه ليطرب كل قلب وليثبت أن الغناء متعة الروح والقلب والعقل حيث يسعى ليفهم ما يغنيه ويفهم المستمعون ما أرادوا أن يفهموا.
أما اليوم لم تعد الأغنية العربية كما كانت عليه من قبل فقد أصبح معظمها مجرد استعراض وابتذال يخل بالقيم والأخلاق حيث فقدت هذه الأغاني الاستعراضية عذوبة ورونق كلمات وأداء الأغاني القديمة التي كانت تصدح بها حناجر المطربين أمثال: أم كلثوم عبدالحليم حافظ احمد قاسم محمد مرشد ناجي الآنسي والسنيدار وغيرهم من عمالقة الغناء التي كانت تشنف الأذان وتشد المستمع إليها وتجعله يعيش أجمل لحظات العمر معها..
إن السبب الذي نتج عن ظهور أغان هابطة هذه الأيام ليس ناتجا عن المطربين والمطربات الذين يقومون بأدائها فقط بل يعود -أيضا- إلى الملحنين والشعراء و..و.. الذين جعلوا المشاهدين أكثر من المستمعين معتقدين بأن نجاح الأغنية لا يكون إلا بما يسمى “الفيديو كليب” وفي الأخير أرى أن الأغنية القديمة ستظل كما هي دوما خالدة في نفوسنا إلى الأبد.
ولنترك مطربين ومطربات اليوم يخوضون في معلب الفن كما يشاءون لأن أصوات الضجيج لا تصدر إلا من الأواني الفارغة!!
وفي مثل هكذا فمن المؤكد أن الأبقى سيكون للأفضل والأجمل ( أغاني الزمن الجميل).
Prev Post
قد يعجبك ايضا