في اليوم الأول جرى انعقاد قمة في مملكة الشر جمعت دول الخليج بترامب الكافر تنافست فيها رؤوس الثعابين الثلاث (السعودية وقطر والإمارات) على من يدفع أكثر ويظهر أكثر تباهياً وحفاوة لاستقبال كبيرهم الذي علمهم السحر.
ظن المتابعون لمجريات هذه القمة أنها ستتركز من أجل تضميد الجراح الفلسطينية وأن ترامب المتظاهر بالخلاف مع النتنياهو سيصدر توجيهاته للعدو الإسرائيلي الذي أمعن في عدوانه وعاث في قطاع غزة الفساد بالتوقف الفوري عن الحرب في غزة وأن هذه الدول النفطية ستتكفل بمعالجة الأضرار الناجمة عن هذه الحرب، فإذا بموجة الحديث تنحرف في أطروحاتها لتتجه إلى منحى آخر نحو الاستثمارات لهذه الدول في الولايات المتحدة في مجالات متعددة، هذا إذا افترضنا مصداقية العروض المالية التي تنافسوا على تقديمها في القمة البعيدة كل البعد عما يدور في غزة من مآسٍ يندى لها جبين الإنسانية!
والمدرك والمتأمل لما تناولته هذه القمة يفهم أنها ليست سوى قمة فاشلة لغرض إعادة الهيبة الترامبية التي فشلت في حربها على اليمن ومن ناحية أخرى أرادوها حربا نفسية وإعادة لتموضع يشعر مدبروه في هذه القمة بالقلق البالغ من مدد أولي البأس الشديد (يمن الإيمان والحكمة) الذي عز عليه أن يقف موقف المتفرج تجاه ما يحصل على يد العدو الإسرائيلي من جرائم في غزة.
وتلى هذه القمة التحضيرية في اليوم الرابع وبالتحديد يوم الـ 17 من شهر مايو من العام 2025م، انعقاد (قمة الإبادة) التي أعطت الإذن للعدو الإسرائيلي في التصعيد واستخدام حرب الإبادة وإشعال الحرائق في مخيمات النازحين، لتتصاعد أعداد القتلى أكثر فأكثر وبصورة أكثر بشاعة وإجراماً.
نعم هكذا كانت مخرجات القمة العربية المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، بمعنى أن هؤلاء الزعماء لا تعنيهم مظلومية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالمطلق وإنما حضروا ليؤكدوا خيبتهم وفشلهم وخنوعهم والله المستعان.
وراية العز هنا ترفع براقة للموقف اليمني الأصيل الذي اختار لنفسه الحضور الصادق والواثق بالله وكله ثقة بنصر الله وتحويل الأمور وإرجاع الحقوق إلى أصحابها والوقوف ضد الظالم والمستكبر والخانع والساقط والمتستر برداء العروبة وهو خاضع للأمريكي وراكض وراء استجدائه وكسب وده ورضاه.. ولا نامت أعين الجبناء والله المستعان.