Doos1986@gmail.com
اختلف- قليلا- مع البعض الذي يعتبر مشاركة منتخبنا الوطني للشباب في ميانمار مشاركة غير إيجابية من خلال رصد وتقييم المنافسة فقط ولم يـأخذ بعين الاعتبار ما افرزته تلك المشاركة وخوض البطولة على جوانب عدة اغفل البعض عنها دون قصد .. فالمنتخب الشبابي الوطني لكرة القدم بدأ البطولة بتعادل وضع الوطن واليمن جميعه على خط الأمل والتفاؤل في إمكانية إحداث ثورة في السلوك العام لأبناء الوطن والخروج من شرنقة الحزن والقتل والافتراق إلى مصبات وينابيع الالتقاء والفرح والسعادة لتأتي مباراتنا مع المنتخب الإيراني معززة ومؤكدة لتلك الحالة والوضعية التي استعد لها أبناء الوطن منذ المباراة التعادلية الأولى.. والجميل في منتخبنا الشبابي انه أطلق لنا الشعور والارتواء بالفرح والأمل والمجازفة المشروعة للتأهل والمضي قدما نحو الآفاق النهائية لبطولة آسيا للشباب.
وهنا يحضرني سؤال الإجابة عليه من البديهيات والمسلمات:
كم حقق لنا منتخب الشباب بعد فوزه على إيران من إسهامات وارتفاع في نسب الشعور والإحساس الوطني وكم زادنا يقينا وحبا في الانتماء في ظل وفي وسط وأتون حالات من اليأس والقنوط وعدم الثقة في مستقبل منظور للوطن.. ألم يكن صغارنا وشبابنا هم من أعاد الوضعية والكفة الوطنية إلى مسارها الصحيح..ألم يكن هؤلاء الصغار هم الكبار فعلا والعقلاء لتسديد فواتير وأخطاء الكبار والحكماء المفترقين على ثروات الوطن ..ألم يكن منتخبنا الشبابي هو المجمع والمؤلف الوحيد لنا في ليل طويل لم تظهر بعد بوادر ونسمات صباحه.. ولماذا نقسوا على الشباب في اللحظة الأخيرة والمباراة الأخيرة .. أليس من الحق والمنطق أن نلاحظ ونتابع كيف كان استعدادهم والظروف القاهرة التي عاشوها وتعايشوها مع أهلهم وذويهم يقتتلون ودماء أسرهم تنسكب في الشارع العام .
لن أتحدث /قط / عن مشاركة ولا عن بطولة ولا عن أخطاء وسلبيات وقعت هنا أو هناك من جوانب فنية وكروية ..دعوكم من هذا .. واتركونا نزكي هؤلاء ونعترف لهم بما قاموا به من غسيل وتنظيف لإدراننا وأوساخنا وحب الذات فينا على حساب أمة ووطن وبلد ..نعم هم طهرونا ولو لفترة وجيزة من أدران الشيخوخة والكهولة لإعادة مسارنا الصحيح وواجبنا الذي بجب أن لا نتخلى عنه .. وان لانفرط فيه.
ويبقى النجاح الحقيقي الذي قام به الشباب أنهم جعلونا نلتف حول شيء واحد وهدف واحد وغاية واحدة .. وحتى من اعتبروا أن خسارة الفريق وخروجه حالة سلبية فأننا نعتبر حرصهم وغيرتهم الوطنية هي التي دفعتهم للغضب والاحتجاج ..وكلها جوانب وبذور حالات صحية يجب أن تستمر وتتواصل.
