الجهاز الذي نقل مشاعر الثوار وحماسهم


استطلاع/ صقر الصنيدي –
“ إنها مسؤوليتنا “ قال هذه الكلمات مصحوبا بحماس قاصدا الاحتفاء بما اعتادت عليها إذاعة تعز وحتى يوضح أكثر استمر في التحدث منذ واحد وخمسين عاما ونحن نعد لأجل الاحتفال بمناسبة الرابع عشر من اكتوبر وليس أمام إذاعة تعز إلا أن تقوم بواجبها الذي لعبته يوم كانت عبارة عن جهاز وحيد وشباب متحمسين متمسكين بإرادتهم وعدالة اوجههم .
يتحرك أحمد عبدالرحمن هزاع داخل مجموعة كبيرة من التسجيلات القديمة وبيده ورقة كتبت عليها أسماء الأغاني والبرامج الخاصة بفرحة اكتوبر ثم يتوقف قليلا للحديث إلى المحرر “ كالقذيفة .. هذه الأغنية ألهبت حماس الثائرين وجعلتهم أكثر عزيمة بل جعلت كل واحد منهم كالقذيفة في سرعته وخفته وإرادته .. غناها الفنان أحمد السنيدار وكانت إذاعة تعز منصة لإطلاقها نحو المدن المحاصرة بالاحتلال أيام الثورة .
كانوا جميعا يأتون إلى المبنى الصغير للإذاعة لإلقاء بياناتهم وإعلان انتصاراتهم على الانجليز يقول هزاع الذي كان يومها في العاشرة من عمره وكأنه يصف واقعة لم يمر عليها نصف نهار رغم أن واحدا وخمسين عاما تفصلنا عما كان يقوم به الثوار في تعز وهم يذهبون إلى الإذاعة للتحدث إلى جمهورهم المتحمس في الجنوب .
ما تزال الأغاني الثورية التى علقت في أذهان الأجيال مصدرا للحماس والفخر بما تم انجازه في ذلك التوقيت من تلك الأغاني الله الله يا اكتوبر ليوسف سالم وأغنية فايزة كامل ثوري ياردفان وبرع يا استعمار لمحمد محسن عطروش وغيرها من الأغاني التى كانت الجندي الثاني في المعركة كما يصفها رئيس قسم المكتبة والتنسيق في الإذاعة والتي أوقدت الثورة “ وكان لها مفعول سحري إنها الجندي الثاني في معركة عادلة ضد المحتل “ .
انتقلت إذاعة تعز إلى مبنى جديد لم أعثر عليه بسهولة نظرا لبعده عن مقرها الأول الذي كان ملتقى للثوار الذين يأتون لإلقاء الأخبار القادمة من جبهات المواجهة مع الاحتلال كان علي عنتر يتصل إلى الإذاعة لاطلاع المناوب على آخر أخبار المعارك هكذا يتذكر محمد على الحاج رئيس قسم الأخبار في تلك الفترة بأحد اللقاءات الصحفية بالنسبة للثوار المقيمين في تعز كانوا يذهبون إلى الإذاعة بأنفسهم لإلقاء البيانات “ لقد لعبت الإذاعة دورا محوريا في الثورة وكانت المتنفس الوحيد المتاح وكان لديها شعور بهذه المسؤولية وايمان بحجم ومقدار الرسالة الملقاة على عاتقها .
تتضمن الإذاعة برامج من تلك الفترة ومنها برنامج شهداء اليمن وهو عبارة عن توثيق لسيرة الشهداء الذين قدموا حياتهم في مواجهة الاستعمار وحمل ذلك البرنامج ردا للجميل نحو من يستحقون أكثر من ذلك وبرنامج صوت الجنوب الثائر الذي كان يلهب الحماس كلما فتر لقد ظل دور الإذاعة قائما ومندفعا منذ انطلاق الثورة حتى خروج المستعمر في 30 نوفمبر وكانت تلك المرحلة هي المرحلة الحاسمة في المواجهات والتي احتاجت الإذاعة لتساندها بقوة .
وما زال إيمان القائمين في الإذاعة راسخا اروى محمد مسعد تعد لتسجيل حلقات عن أكتوبر بحماس وكأن الثورة حدثت ليلة البارحة ولم تمر كل تلك السنوات وفي قسم الأخبار يجلس الزملاء لمطالعة هذا الحدث وكيف أنه ما زال موجودا بيننا ولم تلغ بريقه الأحداث التي هناك من يريدها ان تحل محل أفراحنا الوطنية الحقيقية التي ضحى من اجلها آباؤنا دون أي مقابل او انتظار غير تحقيق الحلم لأجلنا .

قد يعجبك ايضا