العيد بين الأهل والأصدقاء له نكهة خاصة..!!



المغتربون اليمنيون في خارج الوطن قضوا حياتهم في دول المهجر بعيدين عن أهلهم وأصدقاء طفولتهم حتى أتى موعد عيد الأضحى المبارك الذي يعتبره البعض مناسبة سانحة لقضاء فرحة العيد مع من يحبون ونسيان ضنك الفراق ومرارة الغربة بين أحضان بلدهم وأحبائهم .. (الثورة) رصدت فرحتهم وسطرت كلماتهم في الاستطلاع التالي:

* حدثنا أمين عبدالمنعم ربوع أحد اليمنيين المغتربين العائدين من المملكة العربية السعودية بعد عشر سنوات من الاغتراب عن سبب عودته لليمن بالقول: أكثر من عشر سنوات لي في المملكة لم أذق فيها ولم اشعر بسعادة العيد ولا بفرحته وكأن العيد مثل أي يوم في السنة .. صحيح كنا نجتمع مع أبناء الجالية في الطائف وبعض المهرجانات والاحتفالات العيدية وتقدم العروض الشعبية ويتم فيها إحياء العادات والتقاليد اليمنية الخاصة بالعيد ومع ذلك لم نشعر بطعم العيد والفرحة رغم وسائل الاتصال الحديثة للتواصل مع أحبائنا وأقاربنا في اليمن إلا أنها لا تعوضنا عن فرحة اللقاء بهم وقضاء إجازة العيد معهم والتمتع بالمناظر السياحية في بلادي.
نكهة خاصة
* ماجد العتبي – مغترب في دولة الإمارات الشقيقة – هو الآخر فضل العودة إلى موطنه لمشاركة أهله فرحة العيد .. محدداٍ إجازة شهراٍ كاملاٍ ليعوض بها غربة ثلاثة أعوام –حسب قوله – وأضاف: دول الخليج لا تختلف في عاداتها وتقاليدها عن اليمن بحكم العلاقات التاريخية المشتركة والموقع الاستراتيجي .. ففي الإمارات العيد عندهم زيارات متبادلة وتوجد هناك العيدية تقدم للأطفال وتصنع النساء أصناف الحلوى من الكعك وغيرها من الحلويات كما هو في اليمن تماماٍ .. إلا أن العيد في اليمن له نكهته المختلفة رغم كل الظروف والأوضاع الاقتصادية .
يوم كسابقه
* محمد اليوسفي – العائد من دولة الصين الصديقة – يقول: نحن في دولة بعيدة كل البعد عن اليمن موقعا وحضارة وتاريخاٍ فهنا لهم عادات وتقاليد بحكم خصوصية مجتمعهم ولهذا فالعيد مجرد يوم كسابقه عملاٍ ودواماٍ وتكاليف ولا نعرفه بكونه راحة وفرحة للمسلمين إلا من خلال ما نسمع من المقيمين العرب هنا من تهان وتبريكات عيدية لا أقل ولا أكثر ولكني سأكتفي بالمقولة الشعبية العيد عيد العافية وعيدنا بحق هو أن نرى وطننا زاهراٍ ومستقراٍ موحداٍ ليس فيه لا خلافات حزبية ولا طائفية ولا سياسية .
ومضى يقول: ورغم إجازتي القصيرة إلا أنها ستعوضني عن سنين الغربة التي ما عرفنا فيها طعم عيد ولا يوم جديد آملين أن يجعل اليمنيون عيدهم فرصة لإحلال السلام وردم خلافات الماضي والنظر للمستقبل بعين التفاؤل وبروح التوحد وليجعلوا من أحداث المنطقة دروسا سياسية وإنسانية لبناء مستقبلهم الاتحادي ولا نتمنى إلا أن يأتي العيد القادم وقد تحققت لنا مختلف المكاسب السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولن يتم ذلك إلا بصدق نوايا كل الأطراف من منطلق المسؤولية الوطنية.
دلالات عيدية
وأما جمال عبد الجبار العائد من الولايات المتحدة الأمريكية يقول : للعيد دلالات عديدة ففيه نسترجع ذكريات تلك الملابس الجديدة التي نتذكر كيف كنا نحتضنها ونتوسدها بحنان لا يضاهى حتى الصباح الباكر الذي نصحو فيه ولأول مرة من تلقاء أنفسنا – هذا إذا غلبنا النعاس – لأنه في كثير من الأحيان كان النوم لا يقترب من جفوننا .. وكانت لحظات تبدو فيها الدنيا مختلفة جداٍ والألوان التي تملئ أعيننا بريقاٍ وألواناٍ تتراقص في كل مكان , وهدية العيد لها جوها الخاص عندما يأتي الأقارب من كل مكان ويتوافد الأهل من مناطق شتى وحتى من خارج الوطن لتمتزج الابتسامات بقهقهات العيد وبالتصافح الصافي الجميل الذي افتقدناه كلياٍ في دولة غربية لها طقوس مختلفة خاصة وأن المغتربين يتوزعون على مساحة شاسعة بين الولايات المتباعدة والمختلفة في تكوينها من حيث التجمعات الفئوية للمهاجرين ,
تمنطق العادات
وقال : فمن الولايات التي يتجمع فيها المنحدرون من أصول يمنية بشكل بسيط يكادون يعدو بالعشرات أو المئات يتوزعون في مسافات قد تصل لأكثر من ساعة بالسيارة في الولاية الواحدة إلى تجمعات قد تستغرب عند دخولك هذه التجمعات التي تتحول إلى مدن شبه مغلقة على تلك الفئة فترى الجامع يتوسط المدينة وتمر في شوارع المدينة المزدانة باللوحات ذات الكتابة العربية والنكهة اليمنية الخاصة فتجد بقالة الأمانة ومطعم اليمن السعيد للفحسة والسلتة والعصيد والمندي والمضبي .. إلخ وترى الناس في العيد يلبسون المقاطب أو المعاوز وبعضهم يتمنطق الجنبية وتراهم في المحلات والشوارع يصطحبون أطفالهم وكأنهم في البلد الأم , ولكن في أغلب الأوقات إذا ما توفرت هذه الظروف يتجمع العديد منهم ويلتقون في صلاة العيد ليلتقوا في بيت أحدهم يتناولون طعامهم ويتبادلون التهاني ويتحدثون عن وأحوال السياسة في المقام الأول , ولا غرابة إن يحاول البعض الاستعاضة عن أجواء اعتادها بالاستماع لأغاني العيد في سيارته أو بيته , ولكن من الصعب أن نقول أن هناك أجواء عيد بالمفهوم الذي ترسخ في أذهاننا وتجربتنا , وبرغم أن المجتمع الأمريكي الذي هو مزيج من حضارات مختلفة فلا تجد صعوبة أن تعبر وتعيش الطقوس الذي تعتنقها أو اعتدت عليها بل ربما تجد أن جيرانك أو زملاء لك يهنئوك بالعيد بل ربما لا غرابة بأن يقول لك أحدهم محاولاٍ تقليد اللغة العربية ” ايداك موباراك أكي ” غير أن العيد بين أهلنا وأحبائنا في اليمن له جو خاص ونكهة مميزة .
سحر لا يقاوم
فيما ترى بثينة السدي العائدة من المملكة الأردنية الهاشمية أن فرحة الصغار وزيارة الأهل والجو العيدي في الشوارع والمتنفسات السياحية والمنتزهات وتبادل التهاني وحلوى العيد بين الجيران في اليمن جعل العيد هنا نكهة وسحراٍ لا يقاوم , له فرحة وشوق وسعادة ولهذا فضلنا قضاء إجازتنا العيدية هنا في بلادنا بعيدا عن شعور الغربة والوحدة ومرارتهما فالغربة مهما حققت من عوائد مادية وفرص لأعمال كثيرة إلا أنها تفقدك أحلى أيام وسنين عمرك في بعدك عن الوطن ولا يعرف مرارة الغربة إلا من جربها ومع ذلك فطوبى لكل اليمنيين الذين يتنعمون بعيدهم في حضن أمهم اليمن.

قد يعجبك ايضا