أضحية العيد.. كابوس يؤرق حياة المواطن بعدن


مع اقتراب عيد الأضحى المبارك دائماٍ ما تبرز أمام البسطاء وذوي الدخل المحدود أزمة الأضاحي واللحوم التي يحرص المواطن على شرائها ولو بالتقسيط وذلك أحياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وصدقة لعوائلهم بدرجة أساسية .
وحول هذا الموضوع الذي يتحول إلى كابوس يؤرق كثيراٍ من الأسر اليمنية “الثورة” استطلعت آراء العديد من أبناء محافظة عدن.

البداية كانت مع الأخ/عبدالرحمن أنيس موظف عام من أبناء مديرية المنصورة ـــ والذي أوضح أن راتبه الشهري صار لا يفي بمطالب الحياة المختلفة مبيناٍ أنه استلم راتب شهر سبتمبر الذي صادف قبل العيد بأيام قصيرة ولكنه لم يغطي إيجار السكن وما تبقى لصاحب البقالة قبل كل شيء .
خروف صومالي
وقال: وبالنسبة للأضحية فقد قمت بأخذ خروف صومالي من أحد التجار بالتقسيط وبمبلغ (28) الف ريال حسب المعتاد من كل عام, أما البلدي لا يستطيع أغلب المواطنين شراءها نتيجة ارتفاع السعر وقلة الدخل عند الموظف براتب محدود لا يتجاوز الـ(60) الف ريال .
وأضاف: هموم المواطن يتوسع يوماٍ بعد يوم والجهات المسئولة بإدارة شئون البلاد لا تدرك حجم المعاناة التي يتعرض لها البسطاء ونتمنى من الجهات المعنية فرض رقابة على الأسعار وحماية المستهلك من العبث والاستهتار بحقوق المواطن .
تراكم الهموم
مازن أحمد محمود أحد سكان حي عبود بخور مكسر أشار إلى أنه لم يطلع على سعر الماعز في الأسواق بسبب تراكم الهموم والمشاكل اليومية, من ايجارات ومصاريف ومواصلات لافتناٍ أن لديه ثلاثة أولاد مصابين بعاهات مزمنة ويواجه تحديات كبيرة من علاج بشكل شهري وكذا تحدي الايجار نتيجة اعتكافه بمحافظة عدن بغرض التحاق أولاده بمعهد النور للمكفوفين, وأضاف: المواطن اليوم يفكر كيف يمشي يومه والعيد على بركة الله, فهناك أسر محرومة لا تحصل على كيلو لحم نتيجة الظروف المعيشية التي تواجهها كل يوم .
وقال: بالتأكيد الأسعار مرتفعة جداٍ هذا العام مع ارتفاع المواصلات والصراع الذي تشهده اليمن وما تخلفه من تدهور أمني وعدم الرقابة, مطالباٍ الجهات المسؤولة بمحافظة عدن بضرورة وضع خطة مدروسة حتى يتمكن كل مواطن من إقامة فرائض العيد والحصول على أضحية .
احتكار وتقسيط
كما أشار نوفل راجح الصبيحي موزع وبائع أغنام على الموظفين في بعض المرافق الحكومية بالتقسيط إلى أن ارتفاع الأسعار نتيجة للواقع الذي يشهده الوطن من ارتفاع للمواصلات ونقص الأعلاف وتكاليف الايجارات للعمال والزرائب, مؤكداٍ على أن الباعة خصوصاٍ المتوسطين يتعرضون للاحتكار من الموردين الرسميين لا يحققون أرباحاٍ كما يتخيل البعض فالجميع اليوم يواجه مشاكل موحدة .
وأضاف: كم ستكون الأرباح وعملية التقسيط مبلغ (2500) ريال لمدة سنة والقيمة الفعلية للكبش تصل من (25) الف ــــــ (40) الف ريال وهكذا الكل يبحث عن مخارج للظروف التي نعاني منها جميعاٍ .
زكي أحمد يوسف مديرية كريتر يقول: بالمختصر الأضحية وحالة الاستعداد لها حدث ولا حرج, البلد يشهد حالة صراع سياسي انتزع على المواطنين فرحتهم وسرق البهجة بكل المناسبات بسبب غلاء المعيشة وتردي الحالة المادية, مشيراٍ كيف يستطيع الناس شراء كبش العيد في ظل هذا الوضع المزري¿! تكبدنا الحياة لتوفير مصاريف رمضان وعيد الفطر والمدارس وأعقبها الجرعة واليوم تحل علينا الأضحية!!
والناس تعيش تحت خط الفقر وبعض القيادات الحزبية تتصارع على كرسي الحكم لا يهمها حياة المواطن مثلما يهمها الحكم والتسلط وظلم الأبرياء, والحكومة عاجزة عن تحسين مرتبات الموظف وعن دعم المواد الغذائية إذاٍ ماذا تبقى لنا لكي نفرح بقدوم عيد الأضحى المبارك في ظل هذه الظروف والأوضاع الصعبة.
واستطرد: حتى أبسط الخدمات العامة تتعرض للتدمير ومنها الكهرباء والمياه, ولهذا نقول إن الأضحية لأسرة تتكون من ثمانية أو عشرة أفراد قد تحتاج إلى راتب شهر فكيف باقي المصاريف نسأل الله أن ييسر لهذا الشعب الأمور ويحسن أحوالهم .
تخفيف المعاناة
المدير التنفيذي لجمعية الإصلاح الخيرية بعدن عبيد عمر أوضح من جانبه قائلاٍ: إن العمل الخيري دائماٍ مستمر ولا يصطدم بالصراع السياسي على مستوى العالم لأن أهل الخير ورجال الأعمال يحبون أن تصل أعمالهم الخيرية إلى الأسر الفقيرة, قد تحدث صعوبات أمام الجمعيات والمنظمات الخيرة التي تحرص على خدمة الفقراء والمساكين .
وأشار إلى أن جمعية الإصلاح فرع عدن تقدم (3) آلاف حالة سنوياٍ وهذا العام سوف تقدم الجمعية (3500) حالة, ومع كثرة الأسرة وتزايد الأعداد تتوزع الأضحية إلى أربعة أرباع وتستهدف الأيتام والأسر الفقيرة والجمعية تحرص بقدر الإمكان لتشمل تلك الأسر للتخفيف من معاناتها وإيصال الفرحة إلى أولادهم, داعياٍ رجال السياسة ترك الصراع وإعطاء هذا المواطن حقه في العيش الكريم, متمنياٍ بأن يكون هذا العام هو الأول والأخير للصراعات وأن يتجاوز كل أبناء الوطن هذا المنعطف الخطير الذي يهدد حياتهم.

قد يعجبك ايضا