
لليمن في الوعي العربي والوعي العالمي صورة نمطية وقاسية ووحشية حين تعكسها الاضطرابات والإرهاب وأعمال العنف من خلال ما تنقله وسائل الإعلام المرئية حين تختزل اليمن كخبر في نشرات الأخبار.
وهذه الصورة النمطية بحاجة إلى تحسينها فما لليمن من جمال طبيعي وثقافي وتنوع زاخر لا يمكن أن يختزل داخل هذا الإطار القاتل لكن هذا يعود أساسا إلى أن اليمن لا تكاد تمثل في الثقافة والفنون والرياضة وكافة المجالات بقدر ما تحضر مرتبطة بالنزاعات والعنف.
تلعب وسائل الإعلام المرئية دورا كبيرا في تشكيل الصور الذهنية عن الأشياء والبلدان والأفكار ومثلها المنتجات الفنية والتجارية وحتى الأشخاص والأعلام والرمزيات وهي تعيد تشكيل الوعي على نحو ما ووفقا لتفاصيل الصورة البارزة على الشاشة وحتى في الصحف.
صحيح أن لدى اليمن كما هائلا من الصحف وعددا لا بأس به من القنوات لكن ليس ثمة إصدار ثقافي يمني بينها أو قناة إعلامية تركز على الجماليات أو تنقل صورة جيدة لليمن والإنسان اليمني فكل وسائل الإعلام اليمنية ذات طابع سياسي وهذا يجعلها تركز على الأحداث السياسية والنزاعات والاضطرابات.
تظهر صورة اليمني في الخارج على أنه شخص بدائي يلبس ثوبا وخنجرا وسلاحا وعلى ما في الزي اليمني من جماليات إلا أن هذه هي الصورة الحاضرة للإنسان اليمني ومثلها صورة الحياة في الشارع والقرية تفجيرات وصراعات وحروب وبشاعة وفوضى.
والأمر يصبح أبعد من مسألة تحسين صورة الإنسان اليمني واليمن إلى تشكيل الوعي البصري للإنسان داخل هذه الجغرافيا إن من شأن الصورة في الصحيفة أو في التلفاز أن تعيد تشكيل الوعي على نحو ما فالبشاعة والفوضى تخلق ذهنا مشوشا ويميل إلى سلوك العنف.
في اليمن وعبر وسائل الإعلام يمكن القول أن ثمة تلوثا بصريا يجب محاربته وتنقية الأفق العام البصري للمساهمة في خلق واقع أكثر جمالا. وبهاء إن من شأن ذلك أن يعيد بناء التفكير والتصورات الذهنية والحاجة الإنسانية لحياة جمالية لا دمار وخراب هائل كالذي نحياه هنا في البلد الجميل المشوه.