سيد الفداء

 

صلاح محمد الشامي

إلى السيد حسن نصر الله خالداً في منازل الكرامة قبل يوم القيامة

أمِلْ سِربَ هذا الصوتِ، واستلهمِ الندى

وجِشْ أدمُعاً بالحرفِ تستلمحُ الصدى

وأجهشْ، وفِضْ ما فاضَ بالنفسِ صبرُها

تدفّقْ كطوفانٍ غشى أبلَغَ المَدى

ومُدَّ الشعورَ الـ ـغَصَّ بالحزنِ، واشتعلْ

وأوسِعْ لما في الروحِ من أوجُهِ الحُدا

وأسبلْ عيونَ المُعصِراتِ. ثِجاجُها

تشظى بما عانى ودوّى وأرعَدا

وودِّعْ إماماً عاشَ سُلطانَ عَصرِهِ

وأفضى شهيداً فارتوى النورَ وارتدى

كأن ليسَ تكفيهِ المفاخرُ جملةً

فأورَدَها عِقداً فريداً وأفرَدا

****

سليلُ الكرام الماجدين فديتهم

بروحي، لها فيهم ختامٌ ومُبتدا

تولّى، فأذكى في فؤاديَ جمرةً

تلظَّتْ، فأشفاري بها تذبحُ المُدى

فمن ذا فقدنا؟! إنه خيرُ قائدٍ

معينُ الجهادِ الحقِّ والصبرِ والهدى

مضى مثلَ إعصارٍ كما عاشَ عاصفاً

بجندِ الضلالِ المحضِ والجَورِ والردى

بهِ اللهُ أحيا أمّةً بعدَ فقدِها

وأحيا الجهادَ العدلَ في أوجُهِ العِدى

وأحيا بهِ الأشياعَ في خيرِ منهجٍ

غدا الجَمعُ لا التفريقُ درباً ومنتدى

عليهِ صلاةُ اللهِ في دربِ أحمدٍ

وحيدرَ والسبطينِ ما الطيرُ غردا

فقد كان تجسيداً لهم في حياتهم

وأفضى كما أفضَوا فكان مُخَلّدا

وظنَّ العدى أن يطفئوا بعد قتلِهِ

حماسَ اتقادِ الحزبِ فاستوقدوا الندى

وصار الحصى جمراً وصار الثرى دماً

ونبتُ الذرى وهجاً عظيماً توقدا

وأضحى وأمسى كل فردٍ وقائدٍ

مثالاً لنصرِ اللهِ رمحاً مُسدَّدا

أذلوا جنودَ الخزيِ بعدَ نفيرِهِم

ونفختُهُمْ صارت هباءً مُبدّدا

****

فأسرعَ قاداتُ الخليجِ بقمةٍ

لإنقاذٍ إسرائيلَ من حفرةِ الردى

وهُمْ وَهْمُ هذا العصرِ، هَمٌّ سينجلي

قريباً بإذنِ اللهِ مهما تصعّدا

أتذكُرُ يومَ الوَعدِ (تُو) كيفَ أرعبَتْ

صواريخُ إيرانَ الذليلَ المُعَربِدا

فهل ردّتِ الأخرىٰ؟!! تخافُ وترتدي

سراويلَها المَبلولَ رُعباً تعقدا

ومهما هي استقوت بأمريكَ لن ترى

سوى الطردِ -من أرضِ الرسالاتِ- مَشهدا

سنجتاحُها سيلاً كطوفاننا الذي

أعادَ ذرى التحريرِ من حفرة السُدى

غداً سوفَ نَصْليْ ولنُصَلّي بمسجِدٍ

تباركَ في الأجيالِ قَصداً ومسجِدا

ونرفعُ في ساحاتِهِ صرخةَ الوغى

وقد طُهِّرَتْ ممن تجَنّى وأفسدا

ونرفعُ فيها صورةَ السيدِ الذي

لغزةَ أفضى باذِلَ النفسِ بالفدا

قد يعجبك ايضا