استودعك الله يا أغلى الناس

أحمد ناصر مهدي –
تبا لك أيتها الدنيا الغدارة …فليس لك أمان ولا يمكن أن نثق بك حتى طرفة عين ..
فكم هي الأحزان التي تتوالى علينا من جراء وداعانا لعزيز تلو عزيز وحبيب يعقبه حبيب ¿¿
في انتظار مرتقب للدور قد يعلن فيه رحيلنا و الذي لربما قد يأتي الآن أو بعد قليل أو حتى بعد أيام ..
من نحب ها هو يعودنا ويرحل من بيننا وهو يملؤنا حبا وصدقا وإخاء ووفاء لا يضاهيه حب أو صدق أو وفاء ¿ رحل عنا دون سابق إنذار ..رحيل ما كان له أن يكون لولا أنها مشيئة التي تفني هذا الوجود الذي لن يبقى فيه سواه جلت عظمته …
رحل عنا أبو علاء وقلوبنا يعايشها الحزن والكمد وعيوننا توغرها الدمع تكاد أن تصرعنا من هول حزننا اللا محدود ¡ فتبا لك أيتها الدنيا الكاذبة بزغرفها الكاذب ..الكاذب ..الكاذب .
رحلت عنا جسدا غير أنك لازالت بيننا روحا ..ينشر حبه ¡ نجده بيننا في كل مكان ¡ في زاوية كنا فيها معا .. في الشارع في الملعب في الصالة ¡ في المكتب ¡ حتى في أحلامنا أن أردنا أن نضع لأجنابنا الراحة يطل بطيفه الخالد بابتسامته الصادقة ووجه البشوش التي لم نراه يوما قاطبا◌ٍ ..فيا لها من حسرة ألم ويا لها من حرقة قلب ¿¿
غرست فينا وعلمتنا كيف أن نحب غيرنا ¡ أن نملك قلوبا صافية لا تعرف الكذب او الخديعة و من يوم إلى أخر أوضحت لنا كيف للعمل والجد مكانة وأهمية ◌ٍ بتواضع الكبار الذين لا تليهم المناصب والألقاب فظللت تبذر بذور الحب في أوساط من ألفوك يوما بعد يوم بأنامل وأياد بيضاء محبه للغير ليأتي يوم الوداع الذي وجدت نفسي و من أحبك تخالجهم الدموع بقلوب ملؤها الحسرة لكن لا مرد لقضائه وإنا لله وإنا إليه راجعون …
أة …أة كم هي الذكريات التي تحاصرني لترتسم في مخليتي في كل لحظة أنتظر فيها رؤيتك بجانبي تمسك يدي هامسا لي ” لا تخف يا كابتن أحمد أنا لم أرحل وما هي إلا أضغاث أحلام ” لتواصل مسيرتك الخالدة في خدمة الشباب والتي كانت همك الشاغل …لتواصل مسيرة التضحية من أجل الشباب التي حاول البعض كرها في نجاحاتك أن يجرحوك لكنك كما عهدتك صلدا وذو قلب واسع أبيض وكبير لا يحقد ..
عزاؤنا أنك كنت صادقا ¡ وفيا ¡ محبا ¡ مؤمنا ¡ كاتبا◌ٍ أسمك بحروف من نور في ذاكرة الجميع وما تلك الجموع الغفيرة التي حضرت يوم رحيلك من البسطاء الذين أحبوك إلا دليل الحب الذي سكن القلوب تلك القلوب التي لا تعرف الكذب أو الزيف ببساطتها وعيونهم التي يغزوها الدموع ..
ختاما◌ٍ أقول .. لعلي مهما كتبت فلن أوفيك حقك ولن استطيع احرر ما بقلبي تجاهك غير أنني أقول لك مؤمنا بقضاء الله وقدره … رحمة الله تغشاك أخي ¡صديقي ¡ أستاذي ¡ حبيب قلبي “دحان علي فليتة ” رحمة الله عليك يا من كنت لنا بمثابة الأب الحنون والأخ العزيز والصديق الوفي ¡ علنا نلتقي ومن يدري من يرحل ..من يبقى في هذه الدنيا الزائفة الكاذبة …. استودعك الله يا من لا تضيع ودعائه .. استودعك الله و إنا لله وإنا إليه راجعون …

قد يعجبك ايضا