صفوان الشويطر –
كانت بداية ازدهار الفنون في عصر النهضة تتمحور حول الفن الكنسي ورسم الايقونات التي تزين دور العبادة المسيحية وتوثق بصريا للموروث الديني , وقد مثلت تلك الأعمال روائع خالدة بما تحويه من قيمة فنية عالية و مقدرة فذة في محاكاة المدونة الدينية بشكل يثبتها لدى الرائي و يعزز قدسيتها على عكس التراث الديني الإسلامي الذي اعتمد على الثقافة الشفاهية في تعزيز سلطة النص, لذلك ظل هذا التراث مفتقرا للمثير البصري القادر على موضعة التاريخي, تلك الموضعة التي تمنع من التباس المفاهيم بين التاريخ و المقدس .
من ضمن أهم الأعمال في الفن الكنسي والتي تعد من الأعمال التأسيسية لفن الرسم في عصر النهضة وما تلاه هي رسومات الفنان الايطالي مايكل انجلو على سقف كنيسة سيستينا بالفاتيكان و التي تشغل مساحة 1100 متر مربع وقد استغرق العمل فيها خمس سنوات ما بين 1508 و 1012 حيث ظل انجلو معلقا على سقف الكنيسة يرسم الزخارف و الرسوم المتداخلة التي تصور سفر التكوين في الانجيل بدءا من لحظة الخلق وقصة آدم و حواء وحتى قصة نوح وتوزعت على الزوايا عدد من القصص الدينية المسيحية.
تمثل لوحة اليد الممتدة ليد آدم لحظة الخلق التي تدشن بدء الخليقة ويلاحظ فيها التجسيد المدهش لفن التشريح من خلال الاستيعاب النافذ لجماليات الأعضاء البشرية ودقة تصوير ميكانيكا الحركة للعظام واللحم في اليدين.
عقب انتهائه من رسم سقف الكنيسة بثمانية وعشرين عاما كلف انجلو برسم جدارية خلف مذبح الكنيسة تمثل يوم القيامة والمجيء الثاني للمسيح و لا تزال أعمال كنيسة سيستينا من أروع الأعمال الفنية في تاريخ الإنسانية .