جميع مواقع التحصين الثابتة بالمرافق الصحية والمؤقتة مستمرة في عملها خلال أيام الحملة وستقوم بتحصين كل طفل مستهدف قدöم إليها


* حملة التحصين الوطنية تطرق الأبواب من(13-11أغسطس2014م) لتحصين سائر الأطفال دون سن الخامسة ضد شلل الأطفال في عموم محافظات الجمهورية

*الدكتورة غادة الهبوب لـ “الثورة” :
جميع مواقع التحصين الثابتة بالمرافق الصحية والمؤقتة مستمرة في عملها خلال أيام الحملة وستقوم بتحصين كل طفل مستهدف قِدمِ إليها

لا نواجه على الصعيد الفني أية مشكلة كوننا ننفذ حملات تحصين تتعدد سنوياٍ منذ عام 2005م
فمع حملات التحصين.. حملةٍ تلو أخرى يستمر الحفاظ على خلو اليمن من فيروس شلل الأطفال- على غرار دولاٍ كثيرة تحذو الحذو ذاته- بما يجسد شراكة حقيقية تلتقي مع الهدف العالمي لاجتثاث فيروس الشلل ومحو أي أثرُ له من العالم بأسرة.
هي حالة استنفار وحذرُ عند أقصى الحدود يعتمد على منح عموم الأطفال دون سن الخامسة أكثر عدد ممكن من جرعات اللقاح الفموي المضاد للفيروسº من أجل اللاعودة إلى الماضي وأتون معاناة وخسائر مروعة من صنع هذا الفيروس القاتل.
في ثنايا اللقاء الذي أجريناه مع الدكتورة غادة شوقي الهبوب- مدير البرنامج الوطني للتحصين الموسع تماهت تفاصيل شيقةº كشفت النقاب عن خفايا كثيرة اكتنفت اللقاح الفموي المضاد لفيروس شلل الأطفال وإذ بنا ندنو من موعد انطلاقة الجولة الثانية للحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال والتي يْشرع في تنفيذها بجميع المحافظات من منزلُ إلى منزلº اعتباراٍ من(11-13أغسطس2014م).
لنبقى – إذن- معه وما دار خلاله في السياق التالي:

التطورات الوبائية لفيروس الشلل
* إلى أي مسار يتجه مؤشر انتشار فيروس شلل الأطفال خارج اليمن¿ وما تطورات الوضع الوبائي للفيروس بالمنطقة والجوار الأفريقي¿
* الوضع الوبائي الراهن في إقليم شرق المتوسط – الذي ننتمي إليه بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية- يشير بأن هناك انتشار كثيف لفيروس شلل الأطفال في كل من القرن الأفريقي وسوريا حيث وصل مجموع حالات الشلل المثبتة المؤكدة إلى(547)حالة بالمجمل.
في حين تم اكتشاف فيروس شلل الأطفال البري في البيئة دون تسجيل إصابات مؤكدة بين الأطفال في كلُ من مصر والأردن والأراضي العربية المحتلة الأمر الذي يشكل تهديداٍ كبيراٍ يمكن أن يفضي إلى انتشار فيروس شلل الأطفال في كل دول الإقليم ومنها اليمن أيضاٍ.
لذلك نجد الاستمرار في التحصين ضروري جداٍ للحفاظ على مناعة الأطفال دون سن الخامسة بمستوى مرتفع لا يتيح- على الإطلاق- إصابتهم بالفيروس.
وعلى غرار الجولة الأولى لحملة التحصين الوطنية ضد مرض شلل الأطفال التي نفذت في أبريل الماضي تنفذ الجولة الثانية من حملة التحصين من(11-13أغسطس2014م) في عموم محافظات الجمهورية معتمدةٍ على إستراتيجية التحصين من منزل إلى منزل ثم أن المرافق الصحية خلال الحملة متأهبة تستقبل جميع الأطفال المستهدفين لتطعيمهم وكذلك فرق التحصين التي تتمركز في مواقع مؤقتة ومستحدثة لتطعيم من يقصد مواقعهم وأماكن تواجدهم من الأطفال المستهدفين.
المتسللون من الجوار الأفريقي
* ما الذي تتوقعونه من تداعيات في الوقت الراهن أو حتى في المستقبل القريب نتيجة تدافع المتسللين من دول القرن الأفريقي الموبوء بفيروس الشلل إلى الأراضي اليمنية ¿
* فعلاٍ هذه مشكلة قائمة- مع الأسف- ونحاول في وزارة الصحة وبرنامج التحصين الموسع جاهدين بإسناد ودعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف وبقية شركاء الصحة الداعمين أن نتخطى عقباتها عبر تكثيف حملات التطعيم وتنفيذ أنشطة تحصين روتيني خارج الجدران .
وعبر تنفيذ حملات تحصين مصغرة تشمل مخيمات اللاجئين الصوماليين وأماكن تجمعاتهم ونحمد الله أننا استطعنا إلى اليوم أن نحافظ على خلو اليمن من فيروس الشلل البري.
والفضل- بعد الله- يعود إلى جهود وزارة الصحة وكافة الجهات ذات العلاقة وفرق التحصين والمحصنين في الميدان الذين يؤدون عملهم في التحصين بشكل دءوب دون كللُ أو ملل.
وبالطبع كان لحملات التحصين طوال السنين الماضية وحتى عامنا هذا كان لها دوراٍ واسعاٍ أرسى الحفاظ على مناعة مرتفعة لدى الملايين من الأطفالº صدت فيروس الشلل ومنعته من دخول البلاد
فلم تسجل أي حالة إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال على الإطلاق منذ تأكد خلوه من فيروس شلل الأطفال عام 2006م وحتى يومنا.
في حين أن التغطية الروتينية باللقاحات للأطفال دون العام والنصف من العمر ضد أمراض الطفولة العشرة القاتلة لم تصل إلى الهدف المنشود وهي نسبة لا تقل عن(95%)على المستوى الوطني بل أنها بلغت(88%) خلال العام 2013م الأمر الذي يعني بقاء(12%)من الأطفال غير مطعمين.
ومن دون شك أن الرافضين للتطعيم سواءٍ الذي تقدمه المرافق الصحية أو المقدم خلال حملات التطعيم يشكلون عقبة قد تدفع بأطفالهم إلى شفير الإعاقة بأنواعها والمعاناة الخطيرة أو الموت نتيجة أمراض خطيرة يظل أطفالهم معرضين للإصابة بأيُ منها مع أنها قابلة للوقاية الكاملة بالتحصين.
تدخلات تجْاري الأوضاع الاستثنائية
* في مثل هذه الأوضاع الاستثنائية وحتى يكون المجتمع أمام صورة كاملة أكثر وضوحاٍ.. ما الإجراءات التي تتبعها وزارة الصحة وبرنامج التحصين لصد خطر عودة فيروس الشلل¿
* نتفهم حقيقة الأوضاع التي تمر بها البلاد ونعمل جاهدين من أجل الوصول بالتحصين ذروة غاياته المثلى في صون صحة وسلامة الأجيال ومهما ساءت الظروف كحال المناطق التي تشهد مشاكل أمنية أو مواجهات مسلحة نسعى جاهدين لضمان استمرارية التحصين ووصوله إلى المستهدفين من الأطفال بمعية تحصين جميع اللاجئين ضد شلل الأطفال على المنافذ الحدودية والمخيمات وأماكن تجمعاتهم.
وهناك العديد من الإجراءات العملية والفاعلة من هذا القبيل موجودة على أرض الواقعº تتخذها وزارة الصحة وبرنامج التحصين الموسع لمنع تسلل فيروس الشلل إلى الأراضي اليمنية لعل أبرزها:-
1- تشكيل فرق تطعيم في جميع المنافذ الحدودية للبلاد وتطعيم جميع اللاجئين الواصلين إليها صغاراٍ كانوا أو كباراٍ.
2- التنسيق مع المفوضية السامية للاجئين لتطعيم كل لاجئ غير مطعم يصل إليهم.
3- العمل على رفع الوعي جماهيرياٍ عبر قنوات الإعلام والاتصال بأهمية التحصين وضرورة استكمال الأطفال المستهدفين دون العام والنصف من العمر جميع جرعات التحصين بالمرافق الصحية بحسب جدول التطعيم المدونة مواعيده في بطاقة أو كرت التطعيم إلى جانب إطلاق توعية جماهيرية تقترن مع سائر حملات التحصين.
4- تنفيذ الحملات الوطنية الاحترازية لتطعيم جميع الأطفال دون الخامسة من العمر ضد فيروس الشلل لضمان الحفاظ على حالة مناعة مرتفعه لدى الأطفال بشكلُ مستمر.
5- القيام بجمع البيانات عن الرافضين للتطعيم وبالتعاون مع السلطة المحلية يتم وبشكلُ سلس إقناعهم بتطعيم أطفالهم المستهدفين والعزوف عن الممانعة والرفض.
استراتيجية تطعيم عالمية
* لماذا تصرون على إتباع إستراتيجية التحصين من منزل إلى منزل في حين أنها قد تؤدي على المدى إلى تكاسل المواطنين عن تحصين أطفالهم بالمرافق الصحية¿
* ليس إصرار منا لكنها الإستراتيجية المثلى التي تنتهجها دول العالم لاستئصال فيروس شلل الأطفال من أجل الوصول إلى جميع الأطفال المستهدفين وتطعيمهم( 100%) دون بقاء إي طفل بلا تطعيم.
بالنسبة للتطعيم الروتيني ضد الأمراض العشرة القابلة للتحصين الذي تقدمه المرافق الصحية للأطفال دون العام والنصف من العمر فإن الوزارة ممثلة بالبرنامج الوطني للتحصين الموسع تؤمن جميع لقاحاته بالمجان على الدوام لجميع المستهدفين من الأطفال ومن حينُ لآخر يشرع برنامج التحصين في تنفيذ أنشطة تحصين خارج جدران المرافق الصحية في الأرياف والمناطق النائية بغية تقريب خدمات التطعيم للمستهدفين من الأطفال والعمل على زيادة نسبة من يتلقون جرعاته.
وبالتنسيق مع المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني يتم إنتاج وبث فلاشات وبرامج ورسائل صحية توعوية عبر القنوات المرئية والمسموعة كما يقوم المركز بتنفيذ أنشطة توعية صحفية في الحملات وغيرها وينصب الاهتمام في هذه الأعمال بدعوة الآباء والأمهات والتأكيد على ضرورة وأهمية تطعيم أطفالهم في مواقع التحصين بجميع اللقاحات واستكمال جميع الجرعات بحسب جدول التطعيم المدونة ببطاقة أوكرت التطعيم.
الاستعداد والتنظيم للحملة
* نجاح أي عمل كبير يقاس بمستوى التنظيم والاستعداد الكامل.. ماذا عن الجولة الثانية من حملة التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال الحالية¿
* الإعداد والتجهيز للجولة الثانية من حملة التحصين بدأناه في وقت مبكرº بدءاٍ بتجهيز الموازنة المالية والبحث عن تمويل وطلب اللقاحات والأقلام الخاصة بتعليم أظافر الأطفال المستهدفين وإعداد الأديبات والمطبوعات الخاصة بالحملة.
حيث قد سارت التجهيزات في طريقها وبلغت غايتها بما في ذلك التدريب على مختلف المستويات وتوزيع اللقاحات أي أننا صرنا حالياٍ على استعداد كامل للتنفيذ في موعدها الزمني المحدد.
وكغيرها من حملات التحصين نقوم بتدريب العاملين بفرق التطعيم ومشرفي الفرق باكراٍ ونعقد الاجتماعات على مستوى المحافظات.
كما أننا ماضون في التنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة مثل (وزارة الشباب والرياضة الأوقاف الإعلام …الخ) لأجل مد يد العون والمساندة- كلاٍ حسب مجاله- بما يضمن نجاح الحملة وشموليتها الكاملة للأطفال المستهدفين ونؤكد على جاهزية كل المحافظات لتنفيذ الحملة حسب موعدها وإطارها الزمني بما يضمن جودة الأداء والتنفيذ بكفاءة عالية.
لا عقبات أو مشكلات
* أما من مشكلات أو عقبات يواجهها البرنامج الوطني للتحصين الموسع على الصعيدين المادي والفني عند تنفيذه حملات التحصين وبالذات هذه الحملة¿
* لا نواجه على الصعيد الفني أية مشكلة كوننا ننفذ حملات تحصين تتعدد سنوياٍ منذ عام 2005م وحتى الآن وفي كل حملة نكتسب خبرة أكثر ونعمل على تجاوز أي قصور حدث في الحملات السابقة بينما يظل وجود خبراء من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف يعملون معنا كفريق واحد أمر مهم يْسهل وييسر لنا مواجهة وحل أي معوقات فنية.
أما على الصعيد المادي فإن حملات التحصين الوطنية تتطلب مبالغ مالية كبيرة وبالتالي يكون دعم الشركاء من المنظمات الداعمة مطلوباٍ بشكلُ كبير حيث يتم مراسلة ومتابعة المنظمات الداعمة بشكلُ حثيث حتى تؤمن ما يمكن لها تقديمه من الدعم المادي بالصورة المطلوبة.
إنضمام اللقاح العضلي
* يوجد لقاح ضد شلل الأطفال يحقن في العضل تستخدمه دول العالم ذات النظم الصحية المتقدمة.. هل هناك خطة معتمدة لإدماج اللقاح الجديد عن طريق الحقنة¿
* بالطبع فمن ضمن خطة وزارة الصحة ممثلة بالبرنامج الوطني للتحصين الموسع إدخال لقاح شلل الأطفال غير النشط والذي يعطى عن طريق الحقنة في وقتُ لاحق خلال النصف الثاني من هذه السنة وقد بدأنا بالإجراءات اللازمة لإدخاله ضمن جدول التطعيم الروتيني بإذن الله.
نداء التحصين
* هل من دعوة تودين توجيهها إلى الآباء والأمهات وأولياء الأمور إزاء هذه الحملة¿
* أوجه نداءٍ لكل أفراد المجتمع عامة وإلى كل أب وأم خاصة للوقوف صفاٍ واحداٍ لمنع خطر تسلل فيروس الشلل البري إلى اليمن حيث لا تقف أمامه أي حواجز ولا يفرق بين صغير وكبير وما إن يجد ضعف في مناعة أي طفل يلقى ضالته وغايته فيعمد إلى إحداث إعاقة دائمة لا علاج لها أو يصل به الحد إلى الفتك بالطفل المصاب بينما الطريقة الوحيدة للتصدي له تتمثل في تطعيم جميع الأطفال دون سن الخامسة بلقاح الشلل إلى جانب تطعيم من هم دون العام والنصف بالمرافق الصحية بجميع لقاحات التطعيم الروتيني المعتاد في مواعيدها المقررة.
إننا نهيب بالآباء والأمهات التعاون مع فرق التطعيم وتسهيل مهمتهم في تطعيم أطفالهم دون سن الخامسة في حملة التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال فهي في طريقها إلى التنفيذ في عموم محافظات الجمهورية من(11-13أغسطس2014م) من خلال فرق تطعيم متنقلة من منزلُ إلى منزل هدفها الوصول إلى جميع الأطفال المستهدفين لأجل تطعيمهم وتساندها في تحقيق هذه الغاية المثلى مواقع مؤقتة تتخذها فرق صحية خلال الحملة لتقريب خدمة التطعيم لتكون في متناول الأطفال في القرى والمدن على طول البلاد وعرضها.
كما أن هناك جرعة من فيتامين (أ) تعطى للأطفال في هذه الحملة مع لقاح الشلل بهدف رفع مناعة أجسامهم وتعزيزها بما يجنبهم الإصابة بالكثير من الأمراض باعتبار أن مناعتهم خلال السنوات الأولى من عمرهم في طور نمو وتطور.
هناك جاهزية – أيضاٍ- لجميع مواقع التحصين بالمرافق الصحية فهي مستمرة في عملها خلال أيام الحملة وستقوم بتحصين كل طفل مستهدف باللقاح الفموي المضاد للفيروس قِدمِ إلى المرفق الصحي برفقة والده أو والدته أو أيُ فردُ من عائلته.
وأؤكد بأن التطعيم في الحملات لا يغني عن التطعيمات الروتينية المعتادة لأن اللقاح الذي يعطى في الحملات يؤمن الوقاية من مرض واحد وهو مرض شلل الأطفال بينما التطعيم الروتيني يتيح وقاية ضد عشرة أمراضُ خطيرة.
بدورنا ندعو المجتمع وفي طليعته الآباء والأمهات إلى ضرورة تطعيم الأطفال بجميع اللقاحات الروتينية واستكمال جميع جرعات هذه اللقاحات في مواعيدها بحسب جدول التطعيم حيث سيجدونها مدونة ببطاقة أو كرت التطعيم الخاص بكل طفل.
واستشعاراٍ للمسؤولية الأبوية يجب ألا يْحرم الأطفال من حقهم في التطعيم ليعيشوا بصحة جيدة بعيداٍ عن شلل الأطفال وتهديداته الخطيرة فهم أمانة في الأعناق وسيحاسبون على هذه الأمانة أمام الله (سبحانه وتعالى) إذا ما فرطوا أو تقاعسوا عن الوفاء بها طالما أن لقاحات التطعيم متوفرة بالمجان وتؤمن المناعة الصحية المطلوبة لجميع المستهدفين من الأطفال.

* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان

قد يعجبك ايضا