ضاع عقل الرجل أمام عناد زوجته وانقيادها وراء والدتها ونصائحها التي حولت حياتهما إلى جحيم ..فبسبب الخلافات الدائمة فقد الزوج صوابه وتحول إلى وحش كاسر لا يعمر غير الانتقام من حماته وابنتها ولو أدى ذلك إلى قضاء سنوات من عمره خلف قضبان السجن ..فالى التفاصيل:
تعود وقائع القضية إلى عدة سنوات عندما أراد عمر إكمال نصف دينه من خلال الزواج والاستقرار وإنهاء حياة العزوبية في تكوين أسرة صغيرة يكون هو ربها .
كان عمر آنذاك يملك محلا تجاريا صغيرا ورثه عن والده واستطاع أن يطوره ويزيد من الحركة التجارية فيه, وحين تحسنت أحواله المادية بدأ البحث عن فتاة تكون شريكته فيما تبقى من حياته ..ولم تطل عملية البحث والتحري من قبل عمر عن فتيات المنطقة واستقر به المقام لدى أسرة تسكن في نفس الحي ,حيث أعجب بفتاة تنتمي لهذه الأسرة وتقدم لخطبتها..وتم الزفاف بعد فترة زمنية قصيرة.
بدأ عمر حياته الزوجية بقلب مفتوح فكان يحب زوجته كثيرا ويغدق عليها الهدايا الثمينة ,غير انه اكتشف بعد فوات الأوان أن زوجته مجرد لعبة في يد والدتها تحركها حيث تشاء لدرجة أنها كانت في بعض الأحيان تأمرها بترك منزل زوجها والمبيت معها في منزل والدها وأحيانا كثيرة كانت تنتقل للعيش مع ابنتها وتبقى هناك لعدة أيام, فتكون هي الآمر والناهي في البيت وكل أوامرها يجب أن تطاع وإلا تحول عش الزوجية إلى جحيم.
كانت هذه الحياة غريبة على عمر, فلم يألف من قبل أن يسأله احد ماذا يفعل في متجره أو كم المبلغ الذي حصده أو أين يذهب ومتى يعود .. تلك الأسئلة سرعان ما أطاحت بأيام السعادة الزوجية وجعلته يشعر بقيد من الحديد يلتف حول عنقه, خصوصا وانه حين يعود إلى منزله باحثا عن الراحة بعد تعب يوم كامل قضاه في العمل يجد حماته وقد أعدت له عشرات الأسئلة , وفي حال غابت الحماة تحل زوجته محلها وسرعان ما ضاق الرجل بملاحقة زوجته ووالدتها له ورويدا رويدا دبت المشاكل بين جدران العش الهادئ فأصبح الرجل لا يطيق الجلوس في بيته وتحول حلمه بالاستقرار الأسري إلى ألم يعيشه كل مساء .
كان قد مر حينها على زفافهما نحو عام ونصف العام ولم يرزقا بمولود بعد فأراد الزوج “عمر” أن يضغط على زوجته من هذه الناحية وطلب منها عمل فحص طبي لمعرفة سبب عدم إنجابهما لطفل ,وجاءت النتيجة تؤكد قدرة الزوجة على الإنجاب ولكن الزوج “لا”.
كانت هذه الضربة القاصمة لعمر , حيث استغلتها حماته كنقطة ضعف لإحكام سيطرتها عليه والتصرف بأمواله كيفما تشاء.
بداية لم يجد عمر طريقة غير الرضوخ لطلبات حماته التي لا تنتهي لدرجة أنها -أي الحماة- انتقلت للعيش معهما بصورة دائمة وكأنها في منزلها وكان أبناؤها وبناتها يأتون لزيارتها في منزل عمر من وقت لآخر وكلما حاول الرجل التعبير عن غضبه مما يدور في منزله قامت حماته بإسكاته بالتلميح عن عجزه في الإنجاب وأحيانا كثيرة كانت الحماة تمنع ابنتها من النوم مع زوجها في غرفة واحدة عقابا له إذا تأخر في تنفيذ طلب لها .
وبالرغم من الحب الكبير الذي كان الرجل يحمله لزوجته في قلبه إلا أن والدتها كانت تسد كل ثغرة يمكن أن يتسلل منها هذا الحب إلى قلب ابنتها فيلين وتغير معاملتها له .
في احد الأيام عاد عمر إلى منزله مساء ليجد حماته وزوجته بانتظاره فاستغرب ذلك منهما كونه اعتاد الإهمال من قبلهما دائما ولكن غشاوة الاستغراب انقشعت بعد أن طلبت منه حماته كتابة المحل التجاري باسم زوجته بيعا وشراء كتعويض عن تضييعها لعمرها مع زوج لا ينجب أولادا.
أحس عمر بالنيران تشتعل في صدره ورأسه وكل أنحاء جسده, فصرخ في وجه زوجته وحماته رافضا لكل مطالبهما وزاد عن ذلك بأن طرد حماته من المنزل وفي مساء اليوم الثاني عاد الرجل إلى منزله كعادته كل يوم ولكنه لم يجد زوجته واخبره الجيران وان والدتها جاءت وأخذتها فذهب لاسترجاعها ولكنه قوبل بالطرد وعدم السماح له بدخول منزل حماته التي تمادت في سبه وأهانته بشكل علني.
أحس الزوج بالأرض تنشق وتبتلعه بعد الاهانة التي تلقاها على مسمع ومرأى الكثير من الناس فقرر الانتقام من حماته وزوجته واتبع حيلة في ذلك بأن طلب من حماته أن تمهله بضع دقائق يذهب لإحضار عاقل الحارة ليقوم بعملية بيع المتجر لزوجته وصدقت الحماة منه ذلك فغاب عمر ولم تمض سوى لحظات من الزمن حتى عاد يطرق الباب لتسرع الحماة في فتح الباب فقام بإلقاء ماء النار”الاسيد” على وجهها وجسدها ثم دخل المنزل وفعل نفس الشيء مع زوجته معتقدا انه بذلك سيطفئ ناره.
تم نقل المرأة وابنتها إلى المستشفى في حالة خطرة وسط ذهول الجميع فلم يصدق احد أن عمر ممكن يرتكب هذه الجريمة وان الخلافات ستصل بينهم إلى هذا الحد.
لم يحاول الزوج الفرار وإنما قام بتسليم نفسه لرجال الأمن بكل سهولة معترفا بجريمته ودوافعها.