تجنب المرض ممكن وفي متناول اليد إذا كان المريض لديه معرفة بالمفاهيم الصحية
كثير ما نسمع هذه الأيام عن وفاة أشخاص يعيشون بيننا وهم معافون ونعتقد نحن بأنهم أصحاء وخاليين من الأمراض وقد نكون معهم في نفس اللحظة وفجأة يصلنا خبر وفاتهم بسبب الجلطات القلبية التي نجهل طرق الوقاية من الإصابة أجارنا الله وإياكم منها .. يوضح الدكتور أحمد لطف المترب الأستاذ المشارك لأمراض القلب بكلية الطب بجامعة صنعاء مخاطر الإصابة بالجلطات القلبية وكيفية حماية القلب منها في السطور التالية:
بداية يؤكد الدكتور أحمد المترب أن جلطة القلب أو احتشاء عضلة القلب هي عبارة عن انسداد في احد شرايين القلب التاجية التي تغذي عضلة القلب بالدم.. لأن عضلة القلب تعتبر من الأمراض الأكثر انتشارا في عصرنا الحالي وتسبب الكثير من المضاعفات المرضية ونسبة كبيرة من الوفيات بين المصابين بهذه الجلطة ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلا تتسبب جلطات القلب في وفاة ــــ مليون إنسان في العام الواحد ولا توجد في منطقتنا إحصائيات عن نسبة الوفاة بهذه الجلطة إلا أن رأي المختصين يؤكد أن النسبة كبيرة..
الهدف الذهبي
و يبين الدكتور المترب كيفية حماية القلب من الجلطة القلبية لأن جلطات القلب تحتاج إلى معالجات سريعة تلعب فيها الدقائق دورا كبيراٍ في نجاح أي معالجات لهذه الجلطة ومع هذا فان نتائج ومضاعفات الجلطة القلبية مازالت كبيره ومؤثرة جداٍ في بقية عمر المصابين بها.. ومازالت الوقاية من الجلطة القلبية ومنعها هي الهدف الذهبي للحفاظ على صحة الناس وحياتهم قبل العمل على توفير المعالجات الناجحة والتي قد تتوفر ظروفها أو لا تتوفر لإنقاذ كل المرضى المصابين بالجلطة القلبية. ولذلك تجنب الجلطة القلبية ممكن وفي متناول اليد إذا كانت لدى المريض المفاهيم الصحية والمعلومات الكافية حولها وتوفرت الإرادة في تغير أسلوب حياة الشخص واتبع الخطوات التالية..
هناك خطوات يمكن اعتمادها والعمل بها تؤدي إلى التقليل من الخلطة القلبية بل ومنعها من الحدوث:
أسلوب حياة الشخص
ويرى استشاري أمرض القلب أن تغيير نمط حياه الشخص اليومي يؤدي بالتأكيد إلى منع الجلطة القلبية تماماٍ, وهنا بعض الخطوات الضرورية للوصول إلى حياه خالية من الجلطة القلبية مؤكدا أن فهم أسباب وعوامل خطورة الجلطة القلبية بشكل صحيح والقناعة التامة بضرورة السيطرة على هذه العوامل ومعالجتها في أول فرصة مبكرة من العمر سهلة وبمقدرة اي واحد منا ..
التدخين
كما ان التوقف فورا عن التدخين بكل أنواعه وأشكاله يعد في المرتبة الثانية بعد فهم المرض وأسبابه إذا كنت مدخنا فتوقف فورا عن التدخين وكل أنواع استخدام التبغ مع الاستعانة بالمختص عند الاحتياج لذلك مع العلم أن تدخين المداعة أو الشيشة أكثر خطرا من السجائر بمرات عديدة ومخاطر التدخين السلبي ” أي الجلوس جوار المدخنين يعد أكثر خطورة ” .
التدخين عامل قوي من عوامل خطورة الجلطة القلبية يؤدي إلى نقص الأكسجين بالدم والى تصلب الشرايين التاجية وغير التاجية بالإضافة إلى تجمع الصفائح الدموية , مع العلم انه ليس هناك مستوى آمن للتدخين إطلاقا حتى الذين لا يدخنون ويتعرضون لدخان السجائر يكون الخطر أيضا موجوداٍ وتأثير الدخان مؤكداٍ أنه عند الإقلاع عن التدخين فإن مخاطر الإصابة بالجلطة القلبية يتناقص بشكل كبير خلال سنة بغض النظر كم كانت نسبة التدخين قبل الإقلاع.
رياضات المشي السريع
وفي المرتبة الثالثة يؤكد استشاري أمراض القلب أن ممارسة الرياضة المنتظمة معظم أيام الأسبوع تقلل من مخاطر الإصابة بالجلطة القلبية فهي تساعد على السيطرة على الوزن الطبيعي وتساعد على السيطرة على معدلات السكر والدهون بالدم كما ان الرياضة تقلل من آثار التوتر العصبي وتؤدى الرياضة إلى وقف تصلب الشرايين بل ومعالجة هذا التصلب – تؤدى إلى الإحساس بالعافية والصحة بشكل عام وهذا يعزز الحالة المعنوية العامة وأن أفضل الرياضات المفيدة هي تلك الرياضة الممتعة التي تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وتسارع مقبول لعملية التنفس يتحمله الشخص وتزيد الفائدة كلما زادت مدة الرياضة وشدتها من 30 إلى 60 دقيقة باليوم من الجهد البدني السريع لفترة واحدة أو لفترتين (الصباح والمساء ) يكون كافيا ويمكن عمل هذا الجهد لفترات متقطعة باليوم كل عشر دقائق لكل فترة وأفضل الرياضات المشي السريع ويمكن وضع برنامج أقوى حسب عمر الشخص ولياقته البدنية وتصل الفائدة القصوى عند الاستمرار لأسابيع وشهور حتى تصبح سلوكا وعادة.
ويفضل قبل البدء بالرياضة زيارة طبيب القلب لعمل الفحوصات اللازمة و لتحديد البرنامج الرياضي المناسب للشخص وكذلك لمريض القلب حسب حالته وعمره .
الأكل الصحي
ويؤكد الدكتور المترب على ضرورة تغيير أنواع الأكلات بحيث تشمل الكثير من الخضروات والفواكه والقليل القليل من اللحوم والزيوت والتي تحمي الشخص من زيادة دهون الدم ( الكوليسترول ) وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وبالتالي تحميه من أمراض القلب :
– تجنب أكل اللحم الأحمر قدر الإمكان مثل لحم الغنم ولحم الأبقار
– أكل السمك ثلاث مرات بالأسبوع وكذلك الدجاج
– الحليب قليل الدهون ومشتقات الألبان قليلة الدهون
– الامتناع عن تناول الملح أو الإقلال منه إلى أقل مستوى
– الخبز الأسمر مع نخالته
– الأكلات التي تحتوي على الخضروات الطازجة والفواكه ويمكن الاستعانة بأخصائي تغذية لرسم برنامج عملي يناسب الشخص خاصة أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة وكذلك مرضى ارتفاع ضغط الدم والسكري وفشل عضلة القلب.
زيادة الوزن
ويرى استشاري أمراض القلب أن زيادة الوزن ليس دليل صحة بل بالعكس دليل وجود فرصة أكبر للإصابة بالأمراض المختلفة خاصة أمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع نسبة دهون الدم وبالتالي مرضى القلب دائما ما يكونون مصابين بزيادة في الوزن عن المعدل الطبيعي يعني زيادة في دهون الجسم وليس زيادة في العضلات وهذه الزيادة تعني زيادة في فرصة الإصابة بالأمراض المختلفة ومنها أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويمكن حساب الوزن الطبيعي بقياس مؤشر كتلة الجسم حيث يتم تقييم الوزن الطبيعي أو زيادة الوزن من خلال حساب العلاقة بين طول ووزن الجسم كما يلي:
مؤشر كتلة الجسم هو عبارة عن الوزن بالكيلوغرامات مقسوما على مربع الطول بالأمتارأو: مؤشر كتلة الجسم= الوزن (كغ) / مربع الطول بالسنتيمتر)
وبعد حسابه قارن النتيجة بالجدول التالي
التصنيف مؤشر كتلة الجسم – كغ/م2
نقص في الوزن من 16 إلى 18.5
وزن طبيعي من 18.5 إلى 25
زيادة في الوزن من 25 إلى 30
سمنة خفيفة (سمنة من الدرجة الأولى) من 30 إلى 35
سمنة متوسطة (سمنة من الدرجة الثانية) من 35 إلى 40
سمنة مفرطة) (سمنة من الدرجة الثالثة)) أكثر من 40
الوزن الطبيعي المطلوب سيكون أقل من 25 كغ/م2 وما زاد على ذلك يعتبر زيادة غير طبيعية كما هو موضح في الجدول.
الفحص الدوري
ويفيد ان عملية إنقاص الوزن بكل تأكيد يقلل فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كما ان الالتزام بالفحص الدوري مهم جدا لمعرفة مكامن خطورة ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الدهون بالدم وكذلك ارتفاع سكري الدم قد لا يكون مصحوبا بأعراض يشكو منها الشخص المصاب ويمكن لهذه الأمراض أن تؤدى إلى مضاعفات في القلب والأوعية الدموية بدون معرفة الشخص المصاب بها أصلا ولذلك تأتي أهمية الفحص الدوري لعوامل خطورة أمراض القلب لاكتشاف هذه العوامل قبل بدء الأعراض وقبل ظهور المضاعفات علما بأن المعالجة الدوائية والغير دوائية في هذه المرحلة تجنب الشخص أمراض القلب وتحميه منها ومن مضاعفاتها.
وأضاف أن قياس ضغط الدم بشكل دوري يجب أن يبدأ منذ الطفولة كما ان الكبار يحتاجون لقياس ضغط الدم لديهم على الأقل مرة كل سنة وعندما يكون مستوى ضغط الدم غير مثالي (أقل من 120/80 ملم زئبق ) فقد يحتاجون لمتابعة قياس ضغط الدم واستشارة طبيب القلب حول ذلك ولابد من معرفة المريض بمستويات ضغط الدم الطبيعية وغير الطبيعية وكذلك مسببات ضغط الدم ومضاعفاته ضرورية لنجاح ضبط الضغط وتجنب مضاعفاته, كما يستحسن أن يكون مع الشخص جهاز منزلي لقياس ضغط الدم ومتابعته في المنزل وهذا يسهل كثيرا اكتشاف وجود ارتفاع في ضغط الدم والذهاب للطبيب في الوقت المناسب.
فحص الدم
موضحا أنه لايتم معرفة مستوى نسبة الدهون إلا بفحص الدم ولذلك يجب فحص دهون كبار السن على الأقل مرة كل خمس سنوات تبدأ من سن العشرين من العمر ويمكن قياس هذه الدهون فى فترة أقل عند وجود عوامل خطورة أخرى لأمراض القلب والأوعية الدموية, والأطفال الذين لديهم تأريخ أسري لدهون الدم أو أمراض القلب يجب فحص دمهم لمعرفة مستوى دهون الدم لديهم..
وأفاد استشاري أمراض القلب أن سكري الدم – هو من عوامل خطورة أمراض القلب والشرايين وقد يكون خفيا وبدون أعراض لسنوات عدة ولذلك يجب فحص مستوى سكري الدم بشكل دوري منذ الثلاثينات من العمر خاصة إذا كان الشخص لديه زيادة في الوزن أو لديه تأريخ عائلي بوجود سكري الدم. توفر الأجهزة المنزلية الصغيرة لفحص سكري الدم يساهم كثيرا في متابعة سكري الدم واكتشافه في وقت مبكر..
وخلاصة القول : ان أمراض القلب والأوعية الدموية يمكن تجنبها قبل حدوثها وكذلك السيطرة التامة على عوامل خطورتها مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وكذلك دهون الدم وزيادة الوزن وقلة الحركة, وهناك أهمية قصوى للوصول إلى نمط حياة صحية لكل شخص ليس فقط للإقلال من خطر أمراض القلب ولكن للحصول على حياة نشيطة خالية من الأمراض ومضاعفاتها.