التحصين في الحملة.. صحة للأطفال تعزز مناعتهم المكتسبة


تنصهر الحلول العاجلة أو يبطل جدواها متى لاح خطر فيروس شلل الأطفال وصار إلى وبائية عالية.
وليس التحصين ضد شلل الأطفال من قبيل هذه الحلول الهشة في حال أن استمر الآباء والأمهات في تطعيم أطفالهم المستهدفين دون سن خمس سنوات بالمزيد من الجرعات بما يعزز ويقوي المناعة المكتسبة مدى الحياة وليس من نصيبُ لأي طفلُ فيها قد حْرم من التطعيم.. هذه هي الحقيقة الناصعة دون مبالغةٍ أو تهويل.
وما تشهده الصومال وجاراتها(كينيا – وأثيوبيا) من موجة انتشار عنيف لفيروس الشلل وكذلك سوريا التي ظلت قرابة (15) عاماٍ خالية تماماٍ من الفيروس لحري أن يؤخذ به الجميع على محمل الجد وواسع الاهتمام فقد تماهت المشكلة واتسعت بفعل أوضاع سياسية غير مستقره وصراعات مسلحة جعلت من فيروس الشلل أسوأ وأشد خطراٍ على بلدان عديدة بالمنطقة أكثر من أي وقت مضى.
وها هو الفيروس قد حلِ مؤخراٍ على أراض العراق بشكل مؤكد في حين رصد في بيئة بلدان مجاورة لسوريا مثل الأردن ومصر والأراضي الفلسطينية المحتلة قبل أشهر قليلة من دون تسجيل أي حالة إصابة جديدة بالمرض وبذلك تزايدت المخاوف حتى على البلدان ذات المستويات العالية في التحصين بكامل لقاحاته والتي تشهد أوضاعاٍ صحية أفضل لا ترقى إليها الكثير من البلدان! مما يجعل اليمن في وضعية تهديد سببه عدم بلوغ التغطية بكامل لقاحات التحصين الروتيني مستوى عالُ جداٍ ليقلل من هذا الخطرº وسط عزوف قلة قليلة من الآباء والأمهات عن تحصين أطفالهم دون الخمس سنوات في حملات التحصين المتكررة بمعية حرمان البعض لأطفالهم من تلقي جميع أو بعض لقاحات التطعيم الروتيني المعتاد رغم أنها متاحة لجميع المستهدفين من الأطفال وبالمجان في سائر المرافق الصحية.
ومع ذلك فإن اليمن- بفضل الله تعالى- وجهود التحصين المستمرة والواسعة لا يزال خالياٍ من فيروس الشلل منذ أن تأكد خلوه من الفيروس عام 2006م حيث نال شهادة من منظمة الصحة العالمية عام 2009م مفادها: أن فيروس الشلل لم يعد موجوداٍ في البيئة اليمنية تماهى مع حالة انعدام مطلق لأي حالة إصابة جديدة في ظل منظومة تبليغ متكاملة وترصد وبائي نشط ومحكمº جْمعت ولا تزال تجمع بموجبه عينات برازية للفحص من جميع الحالات المشتبه إصاباتها بالفيروس ثم تجمع للإثبات القاطع لتفحص مخبرياٍ فحصاٍ دقيقاٍ لدى المختبرات المرجعية المعتمدة لدى منظمة الصحة العالمية ومن واقع النتائج البالغة الدقة بنسبة (100%) بقي اليمن إلى الآن معافى تماماٍ وخالياٍ من فيروس الشلل.
والكل- من قبيل هذا الإجراء إلى جانب تحصين الطفولة- يمضي مع مراقبة مستمرة ودراسة وتمحيص من خبراء محليين وأجانب ذوي كفاءة على أعلى مستوى في الوقت الذي دأبت فيه وزارة الصحة وشركائها بأقصى إمكاناتها وطاقاتها- ورغم كل التحديات- على الاستمرار في دعم أنشطة التحصين المختلفة حتى تحافظ على خلو البلد من فيروس شلل الأطفال والذي لم يكن سهلاٍ حصاده عام 2006م وكذلك الحفاظ عليه حتى يومنا هذا ثم أنها زادت من وتيرة دعمها وتنفيذها لأنشطة التحصين وحملاته بشكلُ مستمرº على خلفية استمرار تدفق لاجئين ومهاجرين من القرن الأفريقي إلى اليمن بطرق غير رسمية وبقاءهم بهذه الكيفية طلقاء بمعزلُ عن الإجراءات الصحية الاحترازية المتبعة من قبل وزارة الصحة على الدوام في كافة المنافذ الحدودية شاملة بهذه الإجراءات جميع اللاجئين والمهاجرين الذين يفدون إلى اليمن على اختلافهم واختلاف ظروف دخلوهم ومواضع تواجدهم وتجمعاتهمº منعاٍ لتسرب الأوبئة إلى الأراضي اليمنية وعلى رأسها وباء شلل الأطفال.
على الآباء والأمهات وسائر ذوي الأطفال دون سن الخامسة أن يكونوا على أتم الاستعداد والحرص على تحصين فلذات أكبادهم المستهدفين في عموم محافظات الجمهورية من منزلُ إلى منزل خلال الجولة الثانية من الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال وموعدها من(11-13أغسطس2014م) فلا يزال في هذه الحملة متسعاٍ للجميع ليوأدوا واجبهم هذا من أجل أبنائهم وبناتهم الصغار.
فاللقاح آمن ويحقق وقاية أكيدة تمنع الإصابة بفيروس شلل الأطفال متى حرص الجميع على تلبية النداء ولم يمنعوا أطفالهم دون الخمس سنوات من نيل حقهم في التحصين باللقاح الفموي المضاد للفيروس.
وفي نهاية المطاف لا عذر لمتقاعس عنه بأي حال ولا مجال للاكتفاء بما تلقاه الأطفال من جرعات متكررة من اللقاح المضاد لفيروس الشلل مهما تزايد عددها وأيضاٍ لا يعفى منه أي طفل مستهدف وإن وجد أنه يعاني حمى طفيفة أو إسهال أو نزلة برد وكذلك سائر المصابين بالأمراض الشائعة أو حتى المصابين بمرض شديد قد يتطلب ترقيد بالمستشفى مادام لم يكن هناك مانع طبي.

* الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
* المركز بوزارة الصحة العامة والسكان

قد يعجبك ايضا