السيد نصر الله سيبقى يلاحقهم ويرعبهم

ايهاب شوقي

 

 

عندما أرسل الشهيد القائد التاريخي الكبير سماحة السيد نصر الله ولده وفلذة كبده السيد الشهيد هادي إلى الجبهة لمواجهة العدو الصهيوني، كان ذلك قربانًا للصدق مع الله. وعندما استشهاد ولده، خرج حامدًا لله أن تطّلع إلى عائلته ليتخذ منها شهيدًا، ثم واصل مسيرة المقاومة من دون أن ينكسر ظهره ومن دون ان يتراجع ومن دون أن يفرط، حتى نال أسمى الدرجات بشهادته المباركة، وهو ثابت وصادق الوعد وعنوان للوفاء.
مع كل مصاب بفقد رفاق دربه من الشهداء القادة؛ خرج القائد الشهيد برباطة جأش محولاً الضعف إلى قوة والتهديدات إلى فرص وانتصارات.. كان بارعًا ألمعيًا يعلم كيف يقرن ذلك بالثبات والتأكيد على مواصلة المسير تحت شعار المقاومة الحسيني الخالد “هيهات منا الذلة”.
ممّا لا شك فيه أن لفقد بيئة المقاومة وجمهورها العريض، في الأمة والعالم أجمع من الأحرار، قائدًا فذًا وتاريخيًا بمكانة الشهيد السيد حسن نصر الله أثر كبير في نفوسها، وهي التي عرفته على مدى ثلاثين عامًا أبًا وأخًا حنونًا حتى دخل كل البيوت ومعها كل القلوب من أبوابها الواسعة.. لكنها بالرغم من ذلك لن تضل الطريق والنهج الذي أوصاها به سماحته قبل استشهاده، فهي تعرف البوصلة جيدًا وتعرف أن قائدها الشهيد أفنى عمره كي يصل بالمقاومة الى قمة الانتصارات التي وصلت إليها بفضل عظيم التضحيات، والتي توجت بدمائه.. فهي أمة المقاومة التي ما تراجعت، ولا انكسرت يومًا، بل تحولت إلى وقود للتحدي، ولإفشال أهداف العدو اقتداءً بسلوك سماحته إزاء التهديدات التي مرت ولم تفت في عضده، ولم تثنه عن طريق المقاومة، وعملاً بوصاياه ونهجه ومدرسته.
أهم معالم مدرسته ونهجه ممّا يجب استحضاره على الفور:
1- تحويل التهديد إلى فرصة، وذلك بتفويت فرصة النشوة التي يشعر بها العدو والغطرسة التي يتحدث بها قادته من مجرمي الحرب، والتي تدور حول مفهوم مفاده أن هذه الضربة ستشكّل ضربة قاضية للمقاومة في المنطقة. وهو ما رد عليه جمهور المقاومة بالتماسك والالتفاف حول خيارها وحول رمزها الكبير لإثبات صحة ما كرسه الشهيد العظيم بأنّ إرادة المقاومة لا تنكسر.
2- إعلاء الفكر الاستراتيجي، والذي ميّز الشهيد القائد، إذ لم يعبأ بالمكاسب التكتيكية للعدو، وكانت عينه دائمًا موجهة للمسار الاستراتيجي، وموجهة صوب البوصلة الاستراتيجية وعمودها الإرادة، حيث التماسك وامتصاص الصدمات ومواصلة المقاومة والقتال هي التي تفشل العدو، وبالتالي هي النصر الاستراتيجي.
تاليًا؛ تكليف كل محب ومنصر ومخلص للشهيد القائد هو الصمود واحتضان المقاومة والالتفاف حول قيادتها بمجموعها ورمزيتها؛ فجميعهم الآن تحت خط النار، ولا فارق بين قائد سياسي وعسكري، فالجميع في المواجهة وعلى جبهة القتال ومشاريع للشهادة.
3- الإيمان بدور البيئة، سماحته عندما خاطب الجماهير بأشرف الناس، كان تقديرًا لأهمية هذا الدور الفارق بالاحتضان الجماهيري للمقاومة.
إنّ مجرم الحرب نتنياهو، والذي تقوده أمريكا لاستعادة هيبتها وسيطرتها على المنطقة، هو أكثر من عدد مناقب الشهيد السيد وأعطاه قدره الحقيقي، وهو ما بدا عليه من الغيظ الشخصي من مقولة سماحته “إنّ الكيان أوهن من بيت العنكبوت”، والشهيد هو أكبر خطر على المشروع الصهيوني، وتوازنات القوى في المنطقة تقتضي الخلاص منه.
كما على بيئة المقاومة وجمهورها داخل لبنان وخارجه، أن تثبت لمجرم الحرب نتنياهو ولأميركا صاحبة طائرات “أف 35” والذخائر الخارقة للحصون التي يقصفون بها، أنهم لا يستطيعون اختراق حصن المقاومة وإرادتها وأن رمز القائد سينتصر حتى لو لم يقدر لشخصه إلقاء بيان النصر.
الشهيد العظيم رمز، والرمز لا يموت، وسيبقى ملهمًا وستبقى نداءات المقاتلين على الجبهات ونداءات الصامدين من بيئة المقاومة “لبيك يا نصر الله” ترعب العدو وقائده الأمريكي.
المقاوم لا ينكسر ظهره مهما كان المصاب جللاً، ولا تنكسر إرادته بالقنابل الخارقة للحصون، والسيد الشهيد كان مقاومة تسير على الأرض، وكل من يعشقه ويخلص له، تكليفه هو إكمال المسيرة وهو صامد ومرفوع الرأس ليثبت للكيان ورعاته أن رمز الشهيد السيد حسن نصر الله أخطر عليهم من سماحة الأمين العام.

قد يعجبك ايضا