عندما نتحدث عن السبب الرئيسي لاستهداف القادة في أي معركة ما من بدايتها، فإن ذلك يدل على أن ذلك القائد يشكل خطراً كبيراً على الطرف الآخر لعدة أسباب تخص عدوه وتختلف من قائد وعدوه لآخرين ومن معركة لأخرى ومن دوافع لغيرها، وكذا يدل على ضعف حيلة الطرف الآخر العدو لذلك القائد المستهدف، كون الخلاص منه أصبح المرتكز الرئيسي الذي يعول عليه عدوه للانتصار عليه، على الأقل حتى يتخلصوا من الهواجس التي باتت تنتابهم قبيل البدء في المعركة أو بمجرد الدخول فيها، كما هو شأن حمزة عم النبي «صلوات الله وسلامه عليه وآله»، الذي استهدف في أول المعركة وبتربص وتمعن من مشركي قريش الذين سخروا له وحشي ليقوم باستهدافه بمجرد البدء في النزال، وكذا من أول مواجهة صارت بين المسلمين وكفار قريش من بعد الهجرة النبوية، وهذا دليل الحسابات التي يشكلها ذلك الشخص بالنسبة لعدوه، والأحداث منذ الأزل لكل زمان ومكان مليئة بالشواهد وما استشهاد الأمام الحسين بن علي «رضي الله وسلامه عليهما» وأيضا الإمام زيد بن علي «سلام الله عليهم» الذين هم من أئمة أهل البيت بيت النبوة (ص)، مما يدل على السبب من وراء استهداف الشهيد القائد لحزب الله اللبناني السيد/ حسن نصر الله من قبل العدو الصهيوني المجرم بعد أيام – لا تعدو نصف شهر بالمقابل من سنة مضت أخفق فيها الكيان المجرم في معركة غزة العزة – و احتدام المعركة بينهم، وكأنه يتحين الفرصة التي تؤتيه ليبرر استهدافه كخصم شريف وشهم يحسب له اليهود المحتلون ألف حساب والذي كما قيل أن متابعيه – لمجرد ظهوره على شاشة التلفاز – من يهود الاحتلال أكثر من اللبنانيين والعرب أنفسهم، فرغم إقراره بأنه مع غزة وأهلها وواجه بأسلوب ظاهر غير خفي، واعتزازه بذلك وافتخار وثبات أمام العالم أجمع وكأنه جبل أشم أمام زوابع النفاق العالمي وغطرسة كلاب صهيون، حتى وصل بحاله ورجاله الأشاوس الشجعان في حزب الله إلى أن قرر الإسرائيلي اللعين أنه جزء لا يتجزأ من مشكلة غزة وطوفان الأقصى وأنه حجر عثرة كبيرة تحول بينهم وبين خلاصهم من حماس الشجعان، وهو فعلاً كذلك في حاضر الزمن ناهيك عن ماضيه الجهادي «سلام الله عليه وعلى رجاله من حزب الله أحياء وشهداء»، الذين على مدى ثلاثين سنة وهم خنجر في نحر عدو الله الصهيوني المغتصب واللقيط، الذي رضي له الله ولكثير من رجاله قادة وأفراداً نيل شرف الشهادة كوسام شرف يشهد لله وللناس أنهم كانوا نعم الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
لو دققنا في شخصية السيد الشهيد/ حسن نصر الله وما هو الذي حدا بكثير من أبناء الأمة الإسلامية للتعلق به وحبه والتألم كثيراً لفراقه بعد استشهاده سلام الله عليه، لوجدنا أنه مثل رمح الأمة الذي أقلق العدو الصهيوني الغاصب المجرم بشكل يعترف الكل أنه فاق حتى المقاومين الفلسطينيين منذ أن عرف هذا الكيان الإسرائيلي المؤقت، الذي قال عنه «سلام الله عليه» بعد استشهاده النتن ياهو : «تخلصنا من نصر الله خشية من انقراضنا» قال بالكلمة «انقراضنا» وهذا يدل على أنه وكيانه لقطاء ويزيد قول وزير دفاعه نفس اليوم :»استهداف نصر الله هو نهاية حساب لسنوات مضت وهي أصبحت قضية وجود»، يعني يعرفون أنهم سيزولون وأنهم معرضون لذلك ولذا يستخدمون كل مكر وخديعة للهروب ليس فقط من زوالهم وانقراضهم بل أولاً من مجرد إحساسهم نفسياً أنه يمكن أن يحصل ذلك وهم يستخدمون استهداف الشخصيات للعمل على تصفية أي رأس يحسون أنه أصبح قائداً وقد يضرهم مع عامل الزمن، تصفية بنفس ما عمل فرعون -آنذاك- بأطفال المدينة حين حذره الكهنة بأن شخصاً ما سيولد في تلك الفترة ويكون خلاصه وملكه على يديه فاتخذ أسلوب التصفية، والدليل المضحك أيضاً أن الأخبار هذين اليومين تدهش المتابع بنهم العدو الصهيوني وراء استهداف أي قائد من حزب الله وصنفوهم درجات ورتباً بحسب الأهمية والخطر، وكل هذا يدل على نهج فرعون عليهم لعنة الله جميعاً ومصيرهم هو نفس المصير جهنم بإذن الله.
ومن خلال هذا وذاك نقولها صراحة ولوجه الله، إن السيد/ حسن نصر الله أثبت لنا بشخصه معنى أنه من أحب الله وأحبه الله أحبه الناس، وفعلاً وليس مجاملة استشهاده «سلام الله عليه» هز كيان العالم ووصل صدى ارتقائه شهيداً – كمقاتل شهم وشجاع وبطل ولبق وذي مبادئ عظيمة استقاها من نهج ومبادئ الإسلام الحنيف الذي قدمه ديناً قيماً كما يرضي الله – العالم بأسره، واتحدى أن إنساناً مسلماً موحداً يصدق إسلامه أنه لم يحزن ويوتجع لشهادته «سلام الله عليه» بالفطرة، وبمبدأ المسلمين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد الذي إذا أشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ليس هذا وحسب بل لأن مواقفه العملية «سلام الله عليه» جعلت من حسن نصر الله في نفوس المسلمين عموماً كمثابة الأب والأخ والعم والخال والصديق، وذلك بمجرد أنه نصب نفسه وحزبه «حزب الله» – رغم بساطة الإمكانيات وقلة المؤن وسوء الحال إلا بما قدرهم الله من جهد قدموه كما هو مع عظم المؤامرة وكثرة الحساد وانتشار الجواسيس والمغرضين – كرمح الأمة ورأس حربتها بطريقة وأخرى فهذا يدل على أنه حمل الثقيل ليخفف عن جميع المسلمين ذلك الحمل الثقيل – ويجاهدون حتى ولو بالكلمة والمقاطعة والدعم المادي – الذي سيسألون عنه أمام الله وما الذي قام به كل مسلم موحد ناحية ألد أعداء الأمة اليهود والنصارى ممن احتلوا أرض فلسطين أرض العروبة والإسلام وأجرموا وشردوا وقتلوا وووووو وقال الله لكل مسلم :» قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم وأيدي المؤمنين « وقال:» انفروا خفافاً وثقالاً» وقال وقال سبحانه آيات عديدة تحث وتوجب الجهاد والذود عن الإسلام والمسلمين، ولم يتحرك الكثير وتحرك القليل من أمثاله «سلام الله عليه» الذين بتحركهم قد يدفع الله النقم عن أمة محمد حتى في الدنيا، أما الآخرة ما بلا رحمته.. هذا والله أعلم وهو حسبنا الله ونعم الوكيل.. إنا لله وإليه راجعون.. ورحمك الله يا سيد حسن نصر الله.
،،ولله عاقبة الأمور،،