العدوان السيبراني على لبنان

 عبدالفتاح علي البنوس

 

الذهاب نحو الحرب السيبرانية من خلال استخدام أجهزة البيجر وأجهزة الاتصالات السلكية، من قبل كيان العدو الإسرائيلي، والتي استهدفت عناصر تابعة لحزب الله ومواطنين لبنانيين، من خلال تفخيخها، واختراق منظومة الأمن السيبراني، الكفيل بتحويل هذه الأجهزة إلى متفجرات يتم التحكم بها وتفجيرها في وقت واحد، من أجل ضمان حصد أكبر عدد ممكن من المواطنين المستهدفين في وقت واحد، لا يعد انتصارا ولا إنجازا عسكريا يمنح هذا الكيان حق المفاخرة به، فما قام به هذا الكيان الإجرامي من عدوان سافر يعد انتهاكا للسيادة اللبنانية، وانتهاكا للأعراف واللوائح والأعراف والمواثيق الدولية المنصوص عليها فيما يتعلق بخدمات الاتصالات، وما يتعلق أيضا بأعراف وأخلاق الحروب، التي تحث على توفبر الحماية الكاملة للمدنيين.

حيث كانت الاعتداءات الصهيونية على لبنان لليوم الأول والثاني مشبعة بالغدر والمكر والخيانة ولحقد والإجرام والتوحش، تفجير قرابة 4000 جهاز بيجر في وقت واحد دونما معرفة بمكان تواجد أصحابها، وحجم الضرر الذي قد تسببه للمجاورين للشخص المستهدف، تفجيرات في المولات، والمنازل، وداخل المركبات، وفي الشوارع والأحياء المكتظة بالسكان، ومواقف السيارات، وباحات وساحات المشافي والعيادات، كلها تكشف للعالم قبح وتوحش هذا الكيان الإجرامي، الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء، وبلغ من الصلف والتوحش ما يستوجب الرد المزلزل على جرائمه، الرد بالمثل، دونما سقف أو محاذير، فهذا العدو لن يردعه سوى الرد بالمثل، لأنه يتمادى في غيه وإجرامه من يوم لآخر، وما يزال رغم ذلك يرعد ويزبد، ويهدد ويتوعد، مما يستدعي الرد المؤلم.

مئات الشهداء والجرحى خلفتها هذه الهجمات السيبرانية الإسرائيلية بحق الإخوة في لبنان الحبيبة، في سياق محاولات هذا الكيان الغاصب الضغط على حزب الله من أجل التوقف عن عمليات الإسناد التي يقوم بها دعما وإسنادا لإخواننا في قطاع غزة، حيث وجد الجيش الإسرائيلي نفسه عاجزا عن إيقاف عمليات حزب الله في الجبهة الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، مما دفع به إلى اللجوء لهذا النوع الجديد من العدوان، الذي يشير إلى ضلوع أمريكي ومشاركة أمريكية لوجستية فيه، وتورط شركات أجنبية تعمل في مجال تكنولوجيا الاتصالات، ورغم التخطيط الدقيق، والعمل الاستخباراتي التي سبقها ورافقها إلا أن النتائج التي أسفرت عنها لم تحقق الأهداف الرئيسية التي سعى كيان العدو الصهيوني من أجل تحقيقها من وراء هذه العمليات الإجرامية، وفي مقدمتها استهداف البنية العسكرية والسياسية لحزب الله، واستهداف نظام الحماية والسيطرة، وخلخلة الصف اللبناني المقاوم، ولكنه فشل في ذلك فشلا ذريعا، فكانت الخسائر في الأرواح هي حصيلة هذا العدوان الإجرامي .

شهداء ارتقوا، وهناك من فقدوا أعينهم، وبترت أطرافهم، وهناك من أصيبوا بجراح مختلفة، وهناك من رعتهم العناية الإلهية عند وقت التفجير الموحد، فكانت أجهزتهم مغلقة، أو مفرغة من الشحن، وهو ما حد من عدد الضحايا، ولكن هذا العدوان المتوحش أسهم في توحيد الصف اللبناني، وعزز من تلاحم وتماسك النسيج الاجتماعي اللبناني، وفتح الباب على مصراعيه أمام المقاومة الإسلامية اللبنانية للرد الذي لا يعترف بالخطوط الحمراء، كما فتحت أعين دول محور المقاومة خاصة والدول العربية والإسلامية المناهضة للكيان الصهيوني للعمل على تطوير قدراتهم، في مجال صناعة الهواتف وتقنيات الاتصال لتفادي مثل هذه الهجمات والاعتداءات مستقبلا .

بالمختصر المفيد، ما حصل في لبنان، مؤشر خطير، إن دل على شيء؛ فإنه يدل على حالة الهستيريا التي عليها النتن ياهو وحكومته المتطرفة وقادة الجيش الصهيوني الذين أغرقوا في غيهم وإجرامهم وصلفهم وتوحشهم، وأنا على ثقة مطلقة بأن الرد على هذا العدوان السافر، سيكون عاصفا لهذا الكيان المتغطرس الذي باتت مسألة ردعه وتأديبه ضرورة ملحة ومستعجلة وبلا هوادة، ولتذهب الحسابات السياسية والدبلوماسية إلى الجحيم.

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

 

 

قد يعجبك ايضا