عائشة الطويلي –
تثير ليالي الشهر الكريم فينا الفضول والبحث عن السكينة والروحانية , حتى أن نسماته المطلة على أرصفته لتكاد تنطق بمنطق الخير الذي ينعم به هذا الضيف القادم من روح الجنة , وأيقنت أنك اليوم تنعم بنفحاته ولياليه وبركاته , فأهلا به زائر الخير .
• الكثير يشكو من سوء الهضم , وبالمقابل الكثير كذلك يتضور جوعا على أرصفة الطريق وفي مساكن الفقراء , فلا ننسى أن الصدقة بعشر أمثالها , وأن البركة لا تقيم إلا في بيوت أهل الخير و الصدقات التي بها تذهب السيئات وتحفظك من الشرور .
• رمضان كريم , اغتنم أيها المسلم كرم هذا الشهر وتقرب من الله , لتغنم من غناه وفضله , ولو كنت شاردا ولو كنت غارقا فلا تيأس من كرم الكريم .
• حق الضيف الإكرام , فلا يفوتك إحياء لياليه والإكثار من الحسنات فيه , والتمسك بمعانيه , وحمد الخالق في كونك قد بلغت رمضان وعشت أيامه , فاغتنم نسماته وتزود من خيراته لعلك لا تدركه بعد عامك هذا , واجتهد في الذكر والشكر والاستغفار .
• إذا كنت من أهل المعاصي والزلات , اجعل هذا الشهر مغتسلا لذنوبك وزلاتك , واغنم بكرمه فلا تفوتك الفرصة في العودة , وكن بمعيته لأنك ستدرك ومن أول وهلة أنك أصبحت شخصا آخر تضيء له الدنيا بنور الهدى والصلاح والفلاح .
• احرص على زيادة الأجر والطاعات والتقرب إلى الله عز وجل في كل عام من رمضان , واسأل نفسك دوما: هل كانت عبادتك كافية ومتساوية بالسنوات الماضية ¿ ما عليك فعله هو التقرب أكثر والبحث عن أماكن الخير وأهله تصل لمبتغاك وحاجتك .
• لا ننسى أولئك الذين يقترب موعد الإفطار وهم يحلمون بلقمة دافئة تبتلعها حناجرهم الجافة الظامئة , ترتطم بجدران أمعائهم الخاوية , عندها قد نشترك معهم في الشعور والمعاناة ونتمنى أن يتسع الإناء فنسبح فيه جميعنا لتمتلئ بطوننا ونقتسم رغيف الخبز الذي صار بعيدا عن الكثير منا ممن شردتهم مطاحن الحروب وشتتت حياتهم فما عادوا يدركون إلا اليسير القليل .
• أبواب الجنة مفتوحة وأبواب النار مقفلة , هذه حقيقة لا تغيب عن أذهاننا جميعا . فلنتسابق في الدخول من أبواب الجنة , ولا نتساهل في ملء دفاترنا بالحسنات ومحو السيئات , وتذكر أنك قد لا تعش هذه الفرصة مرة أخرى فكن من التوابين المتطهرين .