في شهر سبتمبر من العام الجاري تنطلق تصفيات كأس آسيا للشباب تحت سن عشرين سنة، والتي تستضيفها إندونيسيا في الـ25 من سبتمبر وحتى الـ29 من نفس الشهر، المنتخب بقيادة المدرب الوطني القدير محمد البعداني ومساعده الكابتن هيثم الأصبحي ومدرب الحراس الكابتن محمد جعوان، يجري حصصاً تدريبية بالعاصمة صنعاء على ملعب نادي وحدة صنعاء، برنامج الجهاز الفني لمنتخب الشباب متواضع جدا ولا يرقى إلى مستوى المنافسة والتأهل، وتواضع البرنامج نابع من الجانب الإداري الإجرائي بصورة أساسية مع ارتباط ذلك بالجانب الفني، فالمعروف لدى الجميع أن الظروف غير مهيأة لإعداد لاعبي المنتخب ورفع مستواهم البدني والمهاري في الداخل، خصوصا وأن الوقت ضيق لأن ما بين مرحلة الإعداد والمنافسة تقريباً شهرين، وهي فترة غير كافية لإعداد المنتخب إعداداً نفسياً وبدنياً ومهارياً لخوض منافسة تحقق إنجازاً مشرفاً، ولذلك كان يجب على الاتحاد والجهاز الفني وضع خطة وبرنامج مسبق لتحضير المنتخب، بعد خروجنا من بطولة غرب آسيا.
منتخب الشباب في حاجة إلى عملية استرجاع رياضي، أي انه بحاجة لمختلف الإجراءات التي تسبق وتلي عملية التدريب، لمنح الجسم الطاقة الكافية لتغطية متطلبات الأداء الرياضي (متطلبات بدنية، نفسية، ذهنية، تقنية، خطيطيه، الخ) بشكل ذكي خلال التدريب أو خلال المنافسة، الاسترجاع أنواع متعددة منه أولاً: استرجاع وظيفي يشمل التخطيط للأحمال التدريبية، التخطيط للراحة «بين التكرارات، المجموعات، التمارين، الحصص، مختلف أنواع الدورات التدريبية»، التتابع المنطقي والمنهجي للصفات البدنية خلال الحصة التدريبية الواحدة أو خلال حصتين متتاليتين، التغذية الصحية قبل وبعد التدريب والمنافسة، الحساب الجيد للمصروف الطاقوي لتعويضه بشكل نوعي، الترطيب الجيد للجسم بالماء والمشروبات الرياضية الضرورية، الاستعانة بالمكملات الغذائية بعد الحصص عالية الأحمال، النوم الكافي، ثانياً: استرجاع نفسي، ويشمل: تطبيقاً حرفياً لأركان الإسلام وممارسة العادات الدينية الايمانية الحميدة، وتغيير ظروف التدريب، وتخفيض الأحمال التدريبية، وتنويع مقاربات التدريب، استخدام طريقة الألعاب، والاستعانة بالرحلات التي تهدف للتنزه وتغيير الأجواء، وبرمجة دورات تنافسية في رياضة أو ألعاب أخرى غير كرة القدم، ثالثاً: الاسترجاع الذهني، ويشمل: الاسترخاء، التصور العقلي، التواجد أو العيش في الأماكن الطبيعية الهادئة، زيادة فترات الراحة التامة، زيادة الحوافز الداخلية والخارجية المعنوية والمادية»، رابعاً: استرجاع حركي، ويشمل: كل الوسائل المفيدة لتسريع استشفاء كل مكونات الجهاز الحركي، «العظام، العضلات، الأربطة، الأوتار، المفاصل»، كاستخدام حمام الثلج، وحمام البخار والسونا، التدليك، التنبيه الكهربائي، الحجامة، الإطالة العضلية.
كل ما ذكر أعلاه تقريبا، لم يحصل عليه منتخب الشباب أو أنه حصل على جزء يسير منه، لأن القائمين على الاتحاد وعلى إدارة الرياضة ليس لديهم بعد علمي بأهمية التحضير والإعداد المسبق قبل وأثناء وبعد كل منافسة، لذلك عاد لاعبو منتخب الشباب من آخر منافسة إلى منازلهم مندمجين في بعض العادات، مثل مضغ القات أو المكوث على القهاوي وملاحقة الأعراس والمناسبات، وابتعدوا عن مهمتهم الوطنية الأولى المتمثلة في الجاهزية البدنية والمهارية باعتبارهم نخبة الشباب الممثلين للجمهورية اليمنية، واللوم ليس عليهم وإنما على من يتولى قيادة المنتخبات، ويتحكم في مصادر الدعم المحلية والدولية، ويمنع عنهم مصادر وأماكن الإعداد والتحضير المناسب الخارجية، بحكم ما تمر به اليمن من عدوان وحصار وعدم وجود أجواء علمية ومنطقية مناسبة لتجهيز منتخب وطني منافس.